منتديات الكعبة الإسلامية

منتديات الكعبة الإسلامية (http://forum.alkabbah.com/index.php)
-   قسم فتاوى العلماء (http://forum.alkabbah.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   ما المراد بالوسط في الدين‏؟‏ (http://forum.alkabbah.com/showthread.php?t=38406)

عبد الحكيم.. 03-25-2016 07:13 AM

ما المراد بالوسط في الدين‏؟‏
 
وسئل جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً عن المراد بالوسط في الدين‏؟‏
فأجاب بقوله ‏:‏ الوسط في الدين أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله سبحانه وتعالى ‏.‏
الوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والغلو في الدين أن يتجاوزها، والتقصير أن لا يبلغها ‏.‏
مثال ذلك‏:‏ رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر، لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول ‏:‏ هذا غال في دين الله وليس على حق، وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا، اجتمع نفر فقال بعضهم ‏:‏ أنا أقوم ولا أنام، وقال الآخر ‏:‏ أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثالث ‏:‏ أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال، عليه الصلاة والسلام ‏:‏ ‏(‏ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا‏؟‏ أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏)‏ فهؤلاء غلوا في الدين وتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار، وقيام ونوم، وتزوج نساء ‏.‏
أما المقصر ‏:‏ فهو الذي يقول ‏:‏ لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط، وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصر ‏.‏
والمعتدل‏:‏هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ‏.‏
مثال آخر ‏:‏ ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق، أحدهم قال ‏:‏ أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وأبتعد عنه ولا أكلمه ‏.‏
والثاني يقول ‏:‏ أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح ‏.‏
والثالث يقول ‏:‏ هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه، فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره ‏.‏
فنقول ‏:‏ الأول مفرط غالٍ - من الغلو- والثاني مفرط مقصر والثالث متوسط ‏.‏
وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط ‏.‏
ومثال ثالث ‏:‏ رجل كان أسيراً لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة، قد ملكت عقله وصارت هي القوّامة عليه ‏.‏
ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم ‏.‏
ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله ‏:‏ ‏{‏وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏ ‏(‏لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر‏)‏ ‏.‏ فهذا الأخير متوسط والأول غالٍ في معاملة زوجته، والثاني مقصر ‏.‏ وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات ‏.‏
ابن عثيمين رحمه الله


الساعة الآن 09:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية