منتديات الكعبة الإسلامية

منتديات الكعبة الإسلامية (http://forum.alkabbah.com/index.php)
-   قسم فتاوى العلماء (http://forum.alkabbah.com/forumdisplay.php?f=56)
-   -   حُكم عبارةِ «لا معبودَ إلاَّ سِواك» (http://forum.alkabbah.com/showthread.php?t=22642)

عبد الحكيم.. 11-26-2013 05:36 AM

حُكم عبارةِ «لا معبودَ إلاَّ سِواك»
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السـؤال:

تداول عند بعضِ الناس -تقريرًا لشهادة التوحيد- عبارةٌ -أظنُّها غيرَ صحيحةٍ- وهي: «لا معبودَ إلاَّ سواكَ» فما حكم هذه الكلمة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فبِغَضِّ النظرِ عن قَصْدِ القائل ونِيَّـتِه فإنّ هذه العبارةَ لا تتضمَّنُ معنى التوحيد بل العكس تثبتُ العبادةَ لآلهةِ المشركين، وتنفي عن الله سبحانه العبوديةَ، وهذا عينُ الشِّرْكِ وأعظمُهُ، قال تعالى: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [يوسف: 40]، وقال تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء: 98]، وإنما العبارةُ السليمةُ المقرِّرةُ لكلمة التوحيدِ المبطلةُ لآلهةِ المشركين أن يقال: «لا معبودَ سِواكَ» ويُراد بها: «لا معبودَ بحقٍّ سِواكَ»، وحُكمُ «سِوَى» في حكم «غير»، وقد ثبت ذلك في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»، ففيها إثباتٌ للعبودية لله تعالى وبطلانُ ما سواها، فإنّ الإلهَ الحقَّ والمعبودَ بحقٍّ هو اللهُ سبحانه وتعالى، قال سبحانه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ البَاطِلُ﴾ [الحج: 62].

هذا، وأمّا إضافةُ هذه العبارة «لا معبودَ سواكَ» في دعاء الاستفتاحِ على ما يفعله بعضُ الناس فإنها زيادةٌ مُقْحمَةٌ لم تثبت في نصّ دعاء الاستفتاح في قولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»(١).

والمعلومُ أنّ الأصلَ عدمُ جواز التصرُّف في الألفاظ التوقيفيةِ فلا يُشرعُ منها إلاَّ ما شرعه الله تعالى، وإلاّ دَخَلْنَا في معنى قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ﴾ [الشورى: 21].

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

****

الجزائر في: 3 شوال 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 15 أكتوبر 2007م


١- أخرجه الترمذي في «المواقيت»، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة: (242)، والنسائي في «الافتتاح»، باب نوع آخر من الذكر بين افتتاح الصلاة: (899)، وابن خزيمة في «صحيحه»: (467)، وأحمد في «مسنده»: (11081)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه في «إقامة الصلاة»، باب افتتاح الصلاة: (806)، والحاكم في «المستدرك»: (859)، والبيهقي في «سننه الكبرى»: (2398)، من حديث عائشة رضي الله عنها، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (341)، وفي «السلسة الصحيحة»: (2996).

الشيخ فركوس حفظه الله


الساعة الآن 08:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية