هل يثاب الإمام في الصلاة أكثر من المصليين ؟ وهل يتحمل أخطائهم هو؟!
السؤال: هل يثاب الإمام في الصلاة أكثر من المصليين ؟ وهل يتحمل أخطائهم هو؟! الاجابة: الحمد لله أولا : الإمامة في الصلاة ولاية شرعية ذات فضل ، تولاها النبي صلّى الله عليه وسلّم بنفسه ، وكذلك خلفاؤه الراشدون ، وما زال يتولاها أفضل المسلمين علماً وعملاً ، وروى مسلم (673) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً ، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا ) - أي إسلاما . وفي هذا ما يدل على فضل الإمامة ؛ حيث يختار لها أفضل الناس وأعلمهم . قال المواق المالكي رحمه الله في "التاج والإكليل" (2/ 470) : " ( وَإِنْ تَشَاحَّ - للتقدم في الإمامة - مُتَسَاوُونَ لَا لِكِبْرٍ اقْتَرَعُوا ) قال ابْنُ بَشِيرٍ: بِأَنْ تَشَاحَّ مُتَسَاوُونَ لِفَضْلِهِمْ ، لَا لِرِئَاسَةٍ : اقْتَرَعُوا " انتهى بمعناه . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " النصوص العامة وإيماؤها وإشارتها تدل على فضل الإمامة سواء في الجمعة أو غيرها ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله) " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (8/ 2) بترقيم الشاملة . وإذا كان المأموم له فضل صلاة الجماعة ؛ فإن الإمام يشاركه في ذلك ، ويزيد عليه : قيامه بالولاية الشرعية ، بإمامته للناس في الصلاة . غير أن إثبات الفضل المعين ، أو فضيلة الإمام على بعض المأمومين على وجه التعيين ، هو من أمور الغيب التي لا يحل لأحد أن يتجاسر عليها ، من غير خبر من الصادق المصدوق ، ومرد الأمر في ذلك كله إلى رب العالمين . ثانيا : لا يتحمل الإمام أخطاء المأمومين ، إنما يتحمل عنهم الجهر في الصلاة الجهرية ، ويتحمل عنهم قراءة السورة القصيرة أيضا ، كما يتحمل عن بعضهم قراءة الفاتحة إذا جاء مسبوقا ، كما يتحمل سهو المأمومين ، وقال ابن المنذر : " وأجمعوا على أن ليس على من سها خلف الإمام سجود ، وانفرد مكحول ، وقال: عليه " . انتهى من "الإجماع" (ص 40) . أما إذا أخطأ المأموم فترك القراءة في الصلاة بالكلية ، أو ترك تسبيحات الركوع أو السجود ، أو عبث في صلاته أو التفت فيها أو نظر إلى السماء ، أو ضحك في الصلاة ، أو أكثر الحركة فيها بغير حاجة ، أو سبق الإمام ، أو سلم قبله ، ونحو ذلك : فإنه لا يتحمله عنه الإمام ، وإنما يتحمله هو عن نفسه ؛ لعموم قوله تعالى : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/ 164 . وينظر جواب السؤال رقم : (142325) . والله تعالى أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب . |
الساعة الآن 03:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية