منتديات الكعبة الإسلامية - من هو الكريم إذا عُـدّ الكرماء ؟

http://mohbyelminshawy.com/vb/images.../628728230.gif

من هو الكريم إذا عُـدّ الكرماء ؟

http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/473.gif
إذا أراد بعض الناس أن يضرب مثلا للكرم فإنه يذكر حاتم الطائي .
فيقول بعضهم : كرم حاتمي !!
أو أكرم من حاتم !!
وفي الشجاعة يُضرب المثل بعنتر أو بغيره من شُجعان العرب .
وفي الحِلم يُضرب المثل بالأحنف أو بخاله قيس بن عاصم .
وهكذا ...
ولكن دعونا نرى :
من هو الكريم ؟
ومن هو الشجاع ؟
ومن هو الحليم ؟
إن هذه الصفات وغيرها من كريم الخصال وحميد السجايا قد جمعها الله – عز وجل – لصفوة خلقه
جمعها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
فلقد وُصِف – عليه الصلاة والسلام – بأنه يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر
قال أنس – رضي الله عنه – :
ما سُئل رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif على الإسلام شيئا إلا أعطاه . قال : وجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين ، فرجع إلى قومه ، فقال : يا قوم أسلموا ، فإن محمدا يُعطي عطاء لا يخشى الفاقة . رواه مسلم .
وأعطى صفوان بن أمية يوم حُنين مائة من النعم ، ثم مائة ، ثم مائة . رواه مسلم .
فمن أعطى مثل هذا العطاء ؟؟
ومن يستطيع مثل ذلك العطاء والسخاء والجود والكرم ؟؟؟
بل مَن يُدانيه ؟؟؟
إن من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يُمكن أن يُعطي مثل ذلك العطاء .
ولو أعطى مثل ذلك العطاء ، فلديه الكثير
أما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيُعطي العطاء الجزيل ، وربما بات طاوياً جائعاً .
فهذا الذي أخذ بمعاقد الكرم فانفرد به ، وحاز قصب السبق فيه بل في كل خلق فاضل كريم
فلا أحد يقترب منه أو يُدانيه في ذلك كله .
وكان رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif أجودُ بالخير من الرِّيحِ المرسَلَة ، وكان أجود ما يكون في رمضان . كما في الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما .
وقَدِمَ عليه سبعون ألف درهم ، فقام يَقْسمُها فما ردَّ سائلاً حتى فرغ منها http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif . رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif .
وأخبر جبير بن مطعم أنه كان يسير هو مع رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif ومعه الناس مَـقْـفَـلَـهُ من حنين ، فَـعَـلِـقـه الناس يسألونه حتى اضطروه إلى سمُرة ، فخطفت رداءه ، فوقف النبي http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif فقال : أعطوني ردائي . لو كان لي عدد هذه العِـضَـاه نَـعَـماً لقسمته بينكم ، ثم لا تجدوني بخيلا ، ولا كذوبا ، ولا جبانا . رواه البخاري .
ورسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif الشُّجاع الذي يتقدّم الشجعان إذا احمرّت الحَدَق ، وادلهمّت الخطوب
أنت الشّجاع إذا الأبطال ذاهلة **** والهُنْدُوانيُّ في الأعنـاق والُّلمَـمِ
قال البراء رضي الله عنه : كنا والله إذا احمر البأس نتقي به ، وإن الشجاع مـنـّا للذي يحاذي به ، يعني النبي http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif . رواه مسلم
وقال عليّ رضي الله عنه : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه أحمد وغيره .
أما البراء رضي الله عنه فهو الملقّب بالمَهْلَكَة ، وأما عليٌّ رضي الله عنه فشجاعتُه أشهرُ من أن تُذْكَر .
ومع ذلك يتّقون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومع ذلك كان الشجاع منهم الذي يُحاذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال رجل للبراء بن عازب – رضي الله عنهما – : أفررتم عن رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif يوم حنين ؟ قال : لكن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يَـفِـر . متفق عليه .
وقال – رضي الله عنه – : كان النبي http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif أحسن الناس ، وأشجع الناس ، وأجود الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قبل الصوت ، فتلقاهم رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif راجعا ، وقد سبقهم إلى الصوت ، وهو على فرس لأبي طلحة ، وهو يقول : لم تراعوا . لم تراعوا . قال : وجدناه بحراً ، أو إنه لبحر . ( يعني الفرس ) متفق عليه .
كان http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif حليم على مَنْ سَفِـه عليه ، أتتـه قريش بعد طول عناء وأذى ، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
شَـدّ أعربيٌّ بُردَه حتى أثّـر في عاتقـه ، ثم أغلظ له القول بأن قال له : يا محمد مـُرْ لي من مال الله الذي عندك ! فالتفت إليه رسول الله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif ثم ضحك ثم أمـر له بعطاء . متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه .
هو مَنْ جمع خصال الخير وكريم الشمائل ، وَصَفَه ربّـه بأنـه ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
قال الحسن البصري في قوله عز وجل ( فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم ) قال : هذا خُلُقُ محمد http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif نَعَتَـه الله عز وجل .
كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif قال : كان أجودَ الناس كـفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألْيَنهم عريكة ، وأكرمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه ، يقول ناعِتـُه : لم أرَ قبله ولا بعده مثله http://mohbyelminshawy.com/vb/images/smilies/s42.gif . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان .
تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ .
فهذه أخلاقه فأين المحبـُّـون ؟
هذه من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فأين المقتدون ؟

فهل أبقى لحاتم طي مِن كرم ؟
وهل أبقى لعنتر من شجاعة ؟
وهل أبقى لقيس مِن حِلـم ؟
صلى الله عليه وعلى آله وسلم .