الموضوع: سورة النساء.
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 05:10 PM   #4
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي رد: سورة النساء.

الغريبة فى أن يروا المسلمين وقد نسوا القرآن وعادوا إلى عبادة الأوثان. أى إخلاص للحقيقة فى هذا المسلك المظلم؟. وقد وعد الله المسلمين أن يؤازرهم فى هذه المعركة التى فرضت عليهم وسيكون وليهم وناصرهم! " وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا " . لكن هذه الولاية والنصرة لا ينالهما القاعدون، بل يستحيل أن يظفر بهما من فرط فى الدفاع عن نفسه، وتهاون فى رسم الخطط وإحكام الحصون..! قال صاحب المنار: " إن الله العظيم الحكيم لا يحابى فى سننه المطردة فى نظام خلقه مسلما ولا يهوديا ولا نصرانيا، لأجل اسمه ولقبه، أو لانتسابه بالاسم إلى أصفيائه من خلقه، بل كانت سننه حاكمة على أولئك الأصفياء أنفسهم، حتى إن خاتم النبيين صلى الله عليم وسلم قد شج رأسه وكثر سنه، وردى فى الحفرة يوم أحد لتقصير عسكره فيما يجب من نظام الحرب.. ! فإلى متى أيها المسلمون هذا الغرور بالانتماء إلى هذا الدين وأنتم لا تقيمون كتابه ولا تهتدون به، ولا تعتبرون بما فيه من النذر؟. ألا ترون كيف عادت الكرة إلى تلك الأمم عليكم، بعد ما تركوا الغرور، واعتصموا بالعلم والعمل، وبما جرى عليه نظام الاجتماع من الأسباب والسنن، حتى ملكت دول الأجانب أكثر بلادكم، وقام اليهود الآن ليجهزوا على الباقى لكم، ويستردوا البلاد المقدسة من أيديكم، ويقيموا فيها ملكهم؟؟. فاهتدوا بكتاب الله الحكيم وبسنته فى الأمم، واتركوا وساوس الدجالين الذين يبثون فيكم نزغات الشرك، فيصرفونكم عن قواكم العقلية والاجتماعية، وعن الاهتداء بكلام ربكم إلى الاتكال على الأموات، والاستمساك بحبل الخرافات. ويشغلونكم عن دينكم ودنياكم بما لم ينزله الله تعالى عليكم من الأوراد والصلوات، وما غرضهم بذلك إلا سلب أموالكم، وحفظ جاههم الباطل فيكم..... أفيقوا أفيقوا، تنبهوا تنبهوا، واعلموا أن الله لم يظلم ولا يظلم أحد فتيلا، فما زال ملككم، ولا ذهب عزكم إلا بترك هداية ربكم واتباع هؤلاء الدجالين منكم! ". والشيخ صادق، وإن جدت أمراض غير ما ذكر هى أنكى وأقسى!!
ص _053
ثم شرح القرآن الكريم ما صنع اليهود بدينهم ـ حتى نحذر الوقوع فى مثله ـ فقال: "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه.. " . وتحريفهم له صور شتى: أولها الميل بالكلام عن معناه الظاهر اتباعا للهوى وكراهية للمعنى القريب ولدى القوم بشارات برسول قادم، وهم يصرفونها عن المقصود بها إلى ما يرغبون حتى لا يصدقوا محمدا، أو يشهدوا له.. ومن التحريف الزيادة على النص الوارد لأنها ضميمة غريبة إلى الوحى النازل لا علاقة له بها. وقد أحصى الشيخ رحمة الله الهندى فى كتابه "إظهار الحق " مائة شاهد على هذا التحريف المتعمد، وقعت فى الكتاب المقدس " ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " . وكتاب إظهار الحق أكمل ما كتب فى هذا الموضوع. ومن تعنت اليهود وسوء أدبهم قولهم للرسول: " سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين " . وقد هددهم الله بأنهم إذا بقوا على عنادهم بطش بهم، فقال " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا " وقد ظل اليهود على عنادهم فمحا الله آثارهم من الحجاز، وطمس وجودهم به... وقد عادوا الآن مرة أخرى بعد ما انفرط عقد المسلمين واستهانوا بمواريثهم، والمستقبل لأهدى الفريقين وأنشطهما فى نصرة الله ورسوله، ولعلنا نعود إلى الله فيعيد لنا عزنا القديم! ثم قال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء". الشرك نوعان: الأول أن تحسب للعالم خالقين أو رازقين أو مدبرين.. أو أكثر. والثانى أن تلجأ لغير الله فى التشريع والتحليل والتحريم، والدعاء والنذر والتوكل.. الخ. واليهود لم يكونوا مشركين بالمعنى الأول، وإنما إشراكهم، وإشراك أشباههم يجىء من
ص _054
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً