عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2011, 03:54 PM   #7
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

ذكر ثقل السحب في القرآن:
قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ الأعراف - (الآية:57).
لقد جاء ذكر السحاب في مواضع عديدة من القرآن، وجائت الإشارة إلى خاصية ثقل السحاب في الآية 57 أعلاه من سورة الأعراف، وذلك في قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً"، وثقالا هي جمع ثقيلة، فنقول سحابة ثقيلة وبالجمع سحاب ثقال، وهذا نص صريح من رب العالمين أنّ السحب ثقال اي شديدة الثقل لما تحمله من ماء، وهذا ما ذهب إليه إبن كثير والطبري ومعظم علماء التفسير، وهذا أيضا ما إعتادت أن تقوله العرب، قال زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استـوت شــدها بأيـد وأرسى عليها الجبالا
وأسـلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هـي سيقت إلـى بلـدة أطاعت فصبت عليها سجالا

و يقال أيضا: "أصبح فلان "ثاقلاً" أي: ثقيلاً من المرض أو أثقله المرض، وعلى نحو هذا قال لبيد بن أبي ربيعة:
رَأَيتُ التُقى وَالحَمدَ خَيرَ تِجارَةٍ *** رَباحاً إِذا ما المَرءُ أَصبَحَ ثاقِلا.
و هل هو إلا ما أبتني في حياته*** إذا قذفوا فوق الضريح الجنادلا
و منها أيضا " المثقال" وهو وحدة للوزن، قال المتنبي:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً *** لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ
أوجه الإعجاز في الآية الكريمة:
إنّ قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " هو وصف لثقل السحب وصفا حقيقيا إعجازيا قد أدحضّ كل الخرافات والعقائد الخاطئة والتي قد أعطت تفسيرا خاطئ للسحب وخصائصها، فوصفها سبحانه في كتابه منذ مئات السنين وصفا دقيقا لم يتمكن الإنسان الوصول إلى إدراك ماهيتها إلى بعد 14 قرنا من وحي الله إلى رسوله الكريم ( صلى الله عليه وسلّم).
فالعرب في أول الوحي إعتقدوا أنّ قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " هو من المجاز في القول وهو كناية على ثقل السحب لما ينزل منها من ودق وبرد وثلوج، ومادام القرآن صالح لكل زمان ومكان وأنّ له عجائب لا تنقضي فلقد وافق الوصف المجازي لثقل السحاب بيان العرب ومعانيهم وروعة بديعهم وبيئتهم المتواضعة، كما وافق الوصف الإعجازي الحقيقي لثقل السحاب كل النظريات والإكتشافات الحديثة المتعلقة بالدراسات المناخية ودوراة المياه في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
و المتدبر في قوله تعالى: " أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا ً " يجد مجالا لإعجاز علمي آخر على غرار خاصية الثقل، فالتاء في قوله " أَقَلَّتْ " تعود على الرياح، والإقلال بالشيئ هو حمله والقيام به، فالعرب تقول : إستقلّ البعير بحمله أي إذا حمله فقام به. وفي وصفنا لخصائص السحاب في بداية أول هذا البحث قلنا أنّ درجة كثافة السحب هي من 10 إلى 100 مرة أقل من درجة كثافة الهواء فلهذا نجدها تطفوا في السماء بفعل الريح، وما الريح إلاّ حركة أفقية للهواء تنتج من الحركة الدائمة لجزيئاته والتي تدفع كل الكتل التي تحتك بها بما في ذلك السحب، فبمنظور علمي نفهم أنّ الرياح لا تحمل السحاب فحسب لكن تقوم به إلى أعلى أو أسفل أو بينهما وهذا حسب طبيعة وفصيلة السحاب كما سبق وأن ذكرناها سالفا، أي أن للرياح خاصيتين: الأولى أنّها تحمل السحاب والثانية أنّها توجهه، ولهذا جاء اللفظ ب:" أَقَلَّتْ " في الآية أعلاه وهو لفظ معجز يشمل الحمل والتوجيه، وهذا من دقة التعبير القرآني وإعجازه، ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
كيف يمكن لبشر عاش في بيئة صحراوية قاحلة، في زمن قوة الرومان وحضارة الفرس والبرابرة، عهد الخرافات والأساطير وتعدد الآلهة والفلسفات الباطلة والتآويل الخرافية والزائفة لكل الظواهر الطبيعية، كيف يمكنه أن يعطي تفسيرا دقيقا لخصائص السحب والغيوم والرياح وهو بشر يمشي في الأسواق ويأكل الطعام إن لم يكن يوحى إليه بكتاب من رب السحاب؟! وكم هو عجيب أمر هذا القرآن فلا تكاد تمضي حقبة من الزمن إلاّ وأبهر بإعجازه وغيبه من يحملونه بأيديهم، فهذا إعجاز كونّي وذاك إعجاز بياني وآخر غيبي وسيظل يعجز العلم بنظرياته التجريبية والنظريّة ما دام يتلى إلى يوم القيامة، هي إذا حكمة الله تتجلى في كونّه وهي قدرته نراها جهرا بعلمنا الذي علّمنا إياه ولكن أكثر الناس لا يعلمون














ابوصهيب غير متواجد حالياً