الموضوع
:
الشرك وأنواعه
عرض مشاركة واحدة
01-17-2011, 12:46 PM
#
4
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى:
14
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن حكم العبادة إذا اتصل بها الرياء ؟
فأجاب قائلا :
حكم العبادة إذا اتصل بها الرياء أن يقال اتصال الرياء على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول :
أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس من الأصل كم قام يصلي لله مراءاة الناس من أجل أن يمدحه الناس على صلاته فهذا مبطل للعبادة.
الوجه الثاني :
أن يكون مشاركا للعبادة في أثنائها : بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة ، فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
الحالة الأولى :
أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها فأولها صحيح بكل حال ، وآخرها باطل . مثال ذلك رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها فتصدق بخمسين منها صدقة خالصة ، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية ، فالأولى صدقة صحيحة مقبولة ، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص .
الحال الثانية :
أن يرتبط أول العبادة بآخرها فلا يخلو الإنسان حينئذ من أمرين :
الأمر الأول : أني دافع الرياء ولا يسكن إليه بل يعرض عنه ويكرهه ، فإنه لا يؤثر شيئا لقوله ،
، (
إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم
) .
الأمر الثاني :
أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه ، فحينئذ تبطل جميع العبادة لأن أولها مرتبط بآخرها . مثال ذلك أن يبتدئ الصلاة مخلصا بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها .
الوجه الثالث :
أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها لأنها تمت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك .
وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة ، وليس من الرياء أن يسر الإنسان بفعل الطاعة ، لأن ذلك دليل إيمانه ، قال النبي ،
، (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن)، وقد سئل النبي ،
،عن ذلك فقال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) .
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ( رحمه الله ) : يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟:
فأجاب بقولـه : يجاب عن ذلك بأمور :
أحدهما : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات ، والناس لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .
الثاني :
أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .
الثالث :
أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ، وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك لأن الله يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ـ الطلاق : 2 ـ 3 .
وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي .
فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال بأنه مخلص ؟.
أجيب : أنه أخلص ولم يرد بها الخلق إطلاقا فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمرا ماديا من ثمرات العبادة ، فليس كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويرد أن يمدحوه به ، لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة .
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على إن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب ا لوجبات ، والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة ، ولذلك بين الله تعالى ، في كتابه عن حكمة الصوم ـ مثلا ـ أنه سبب للتقوى ، فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال .
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ( رحمه الله ) :
عندما يهم الإنسان بعمل الخير ، يأتي الشيطان فيوسوس له ويقول : إنك تريد ذلك رياء وسمعة . فيبعد عن عمل الخير ، فكيف يمكن تجنب مثل هذا الأمر ؟:
فأجاب فضيلته قائلا : يمكن تجنب مثل هذا الأمر بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والمضي قدما في فعل الخير ، ولا يلتفت إلى هذه الوساوس التي تثبطه عن فعل الخير ، وهو إذا أعرض عن هذا واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم زال عنه ذلك بإذن الله
??????
ابوصهيب
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ابوصهيب