عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2011, 03:34 PM   #1
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
السنة في القرن الثالث الهجري.








جاء القرن الثالث الهجري فشهد قمة ما بدأه الصحابة ومن بعدهم من الأئمة من أجل المحافظة على السنة من حيث التدوين والنقد والتأليف فيهما،وكان هذا العصر، كما يقول الدكتور السباعي : " أزهى عصور السنة وأسعدها بأئمة الحديث وتآليفهم العظيمة الخالدة "(1) .1 - ففي مجال التدوين تعددت الطرق وتنوعت ، وهي ترجع إلى الطرق التالية : أ ـ منهج التدوين على المسانيد : ويتحقق بجمع المؤلف ما يروى عن الصحابي في باب واحد غير تقييد بوحدة الموضوع ، واتسم هذا المنهج بإفراد الحديث وتجريده من أقوال الصحابة وفتاوى التابعين ، وجمع كل ما يروى عن الصحابي وإن اختلفت موضوعات الأحاديث ، فمثلا يوجد حديث للصلاة بجانب حديث للصوم وهكذا ، مع الجمع بين الحديث الصحيح وغيره .فيذكر صاحب المسند مثلا أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ ويجمع ما رواه من الأحاديث ، ثم يذكر عمر ـ رضي الله عنه ـ وما رواه من الأحاديث وهكذا .وكان منهم من يرتب أسماء الصحابة على القبائل فيقدم بني هاشم ثم الأقرب فالأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب ، ومنهم من رتبها على السبق في الإسلام فقدم العشرة المبشرين بالجنة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الحديبية ، ثم من أسلم وهاجر بين الحديبية والفتح ، ثم من أسلم يوم الفتح ، ثم أصاغر الصحابة سنا ، ثم النساء ،وممن سار على هذه الطريقة الإمام أحمد بن حنبل ، ومنهم من رتبهم على حروف المعجم كالطبراني في المعجم الكبير ، ومن طرق التصنيف على المسانيد نصنيفه معللا ، بأن يجمع في كل حديث طرقه واختلاف الرواة فيه ، فإن معرفة العلل أجل أنواع علم الحديث ، وبها يظهر إرسال ما عد متصلا ، أو وقف ما ظن مرفوعا وغير ذلك من الأمور المهمة ، وقد ألف الحافظ الكبير يعقوب بن شيبة البصري المتوفى سنة ( 262 هـ ) مسندا معللا غير أنه لم يتم ، ولو تم لكان في نحو مائتي مجلد ، والذي تم منه مسند العشرة والعباس وابن مسعود وعتبة بن غزوان وبعض الموالي وعمار.(2)وطريقة المسانيد هذه هي التي ابتدأ التأليف عليها في القرن الثالث الهجري ، وأول من قام بذلك هو عبد الله بن موسى العبسي الكوفي ومسدد بن مسرهد البصري وأسد بن موسى الأموي ونعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر، ثم انتشر التأليف على هذه الطريقة بعد ذلك بين الأئمة والحفاظ كالإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ، وكان منهم من جمع بين طريقة المسانيد وطريقة الأبواب في مصنفه كأبي بكر بن أبي شيبة(3)ومن أعظم المسانيد مسند الإمام أحمد بن حنبل ، وهو المراد عند المحدثين عند الإطلاق وإذا أرادوا غيره قيدوه باسم صاحبه(4).وقد يطلق المسند على الكتاب المرتب على الأبواب أو الحروف أو الكلمات لكون أحاديثه مسندة ومرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم كصحيح البخاري ، فإنه يسمى ( المسند الصحيح ) وصحيح مسلم ، وسنن الدارمي فإنها تسمى بالمسند ، وهناك مسانيد لم تصل إلينا كمسند الحارث بن الحارث بن أبي أسامة المتوفى ( 282 هـ ) ومسند عبد بن حميد المتوفى ( 249 هـ )(5).
.....................
(1) السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي ص 103 .
(2) تاريخ فنون الحديث ص 15 .
(3) هدي الساري لبن حجر ص5 .
(4) الرسالة المستطرفة ص61 .
(5) نظرة عامة في تاريخ الفقه الإسلامي ص 302 .


المصدر.



__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً