الحديث الرابع
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
(( إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))
رواه مسلم.
معاني المفردات
بجلالي : بعظمتي وطاعتي لا لأجل الدنيا
شرح الحديث
المحبة في الله والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه
فالله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتقين ، والصابرين
والمتوكلين والمقسطين والمقاتلين في سبيله صفا
ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين ، والخائنين ، والمستكبرين .
ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله لا تكدِّرها المصالح الشخصية ، ولا تنغصها المطامع الدنيوية ، بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله ، وإيمانه به ، وامتثاله لأوامره ، وانتهائه عن نواهيه
ولما سئل أبو حمزة النيسابوري عن المتحابين في الله عز وجل من هم ؟
فقال :
" العاملون بطاعة الله، المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم " .
والمحبة في الله هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين ، فإن كل محبة
تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته
قال سبحانه :
{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
(الزخرف 67)
وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال :
يا محمد ، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - :
( المرء مع من أحب )
وأما من أحب شخصا لهواه ، أو لدنياه ، أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه، فهذه ليست محبة لله بل هي محبة لهوى النفس ، وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك