عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2011, 02:32 PM   #3
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

9 -احتــــــــلام المرأة

عن أم سلمة أمهات المؤمنين أنها قالت : جاءت أم سُليم امرأة أبي طلحة
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إنّ الله لا يستحي
من الحق ، هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم : " نعم إذا رأت الماء".
صحيح البخاري في الغسل 282



المراد بالماء في هذا الحديث الشريف ما يكون نتيجة التهيج الجنسي
كالذي يحصل في الاحتلام _ يؤدي إلى إفراز مفرط من غدتين جنسيتين
نسميهما بغدتي بارتولان ، نسبة إلى العالم الذي وصفهما ، و تقع كل
منهما في أحد الشفرين الأيمن و الأيسر على جانبي الفرج ، و تفرزان
سائلاً مخاطياً حال التهيج الجنسي يندلق في فوهة المهبل للتزليق ،
و هذا هو الماء الذي تراه المرأة في الاحتلام ، و ربما رفدته إفرازات أخرى
من عنق الرحم أو المهبل ، و لكنها لا تحمل عناصر الإخصاب ،
و هي سوائل جنسية تناسلية على أي حال [ القرار المكين ، ص 143 ] .

و لهذا ذكر الإمام مسلم في روايته أن أم سلمة قالت لها : يا أم سليم
فًضَحت النساء!.. لأن كتمان مثل ذلك من عادتهن ، لأنه يدل على
شدة شهوتهن للرجال [ فتح الباري: 1 / 389 ] .
10- نزيف الرحــــــــــم
عن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى النبي
صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة أُستحاض فلا أطهر
، أفأدع الصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا ، إنما ذلك
عرقٌ و ليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة ، و إذا أدبرت
فاغسلي عنك الدم ثم صلي " ، و زاد في رواية : " ثم توضئي لكل صلاة
حتى يجيء ذلك الوقت " . صحيح البخاري في الوضوءودل الحديث الشريف أن دم الحيض لا يأتي مباشرةً من العروق الدموية
بل هو كما يقول الأطباء المختصون نسيجٌ محتقن منتخر كما مرَّ معنا في
الحديث السابق ، فحين تنمو بطانة الرحم تنمو معها شرايين و تتحلزن ،
و لا أحد يعرف كيف يحصل هذا التحلزن العجيب ، فإذا انكمشت بطانة الرحم
في آخر الدورة لانحسار الهرمونات فإن سماكتها تقل و تضغط على شرايينها
الحلزونية ، و هذا يؤدي إلى انضغاط التحلزنات على بعضها بعضاً و انقطاع
الدم ، و يؤدي بدوره إلى تنخُّر البطانة و انطراحها على شكل دم الحيض
، بخلاف دم الاستحاضة الذي هو نزف غير طبيعي يأتي مباشرة من
العروق [ القرار المكين ، ص 43 ] .
ولا شك أن كل دمٍ يخرج من عرق ، و لم يبين الحديث الشريف مكان
هذا العرق ؛ هل هو في داخل الرحم أم في خارج الرحم ؟ و الفقهاء
يقولون : إن مصدر دم الاستحاضة ليس من الرحم بل من عرق
خارج الرحم يسمى العازل . لكن الطب الحديث يقول : إنّ دم الاستحاضة
مصدره الرحم أيضاً كالحيض و النفاس ، فهو بهذا يخالف الفقهاء ،
فقد ترك الحديث ذلك للعلم ؛ و المصير إلى الحقيقة العلمية هو الأولى
ما دام الحديث الشريف يصرح بذلك 0
11 - الحيـــــــــــــــــــــ ــــض
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم
و لا نرى إلا الحج ، حتى إذا كنا بسرف أو قريباً منها حُضتُ فدخل علي
النبي صلى الله عليه و سلم و أنا أبكي ، قال : أَنفِست ؟ يعني الحيضة ،
قلت : نعم ، قال : " إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم ، فاقضِ ما يقضي
الحاج ، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي " قالت : وضحى رسول الله
عن نسائه بالبقر. صحيح مسلم في الحج رقم 1211وقوله صلى الله عليه و سلم " إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم "
قول معجز لأنه قرر حقيقة تخالف ما كان شائعاً في بني إسرائيل أنه
أول ما أرسل عليهم ، قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث :
قوله صلى الله عليه و سلم في الحيض " هذا شيء كتبه الله على بنات آدم "
هذا تسلية لها وتخفيف لهمها ، و معناه أنك لست مختصة به بل كل بنات
آدم يكون منهن هذا ، كما يكون منهن و من الرجال البول و الغائط
وغيرهما ، و استدل البخاري في صحيحه في كتاب الحيض بعموم
هذا الحديث على أن الحيض في جميع بنات آدم ، و أنكر به على من قال :
إن الحيض أول ما أرسل و وقع في بني إسرائيل 0
[ انظر شرح صحيح مسلم للحديث ] .ومن الثابت أن للحيض صلة عضوية بجهاز الحمل في جسم المرأة ،
و أن الله جلت حكمته جعله من أسباب الحمل و وصول الغذاء إلى
الجنين مدة الحمل ، فالأطباء المختصون يقولون : الدورة الشهرية التي
تعتري المرأة من البلوغ حتى اليأس ما هي إلا استعداد متكرر للحمل ،
فالرحم يحضر نفسه كل شهر مرة لاستقبال الحمل ، فإن لم يحصل الحمل
تخلص من آثار استعداداته تلك و حاض و بدأت الدورة التالية ؛ و اليوم
الأول من الحيض هو اليوم الأول من الدورة الطمثية ، و لكن اليوم الأخير
من الحيض هو اليوم الذي تنتهي فيه تماماً آثار الدورة الطمثية السابقة .
فالحيض في الواقع مرحلة تراكب بين الدورتين المتتابعتين .. فلو أن النطفة
المؤنثة التي انطلقت من المبيض قبل عدة أيام وجدت نطفاً مذكرة في
انتظارها في البوق فالتحمت بإحداها و شكلت النطفة الأمشاج ، فإن هذه
ما تلبث أن تسير عبر البوق إلى الرحم فتجد كمية كبيرة من الغذاء في
المخاط المذكور ، و تجد غشاء باطن الرحم سميكاً غنياً بالتغذية ، فتحفر
لنفسها نفقاً فيه تسكنه و يغلق عليها و هي تنعم بكل ما تحتاجه
من غذاء و أوكسجين ، فتنمو و تتطور .
أما إذا لم يحصل الإلقاح فإن النطفة المؤنثة لا تلبث أن تموت بعد
من 8 - 12 ساعة بعد انقذافها ، و بعد ذلك ينعدم الأمل بحصول
الحمل في هذه الدورة فيبدأ الرحم بالتخلص من بطانته التي حضرها لذلك
، فيخف احتقانها و تنكمش و تخف سماكتها ، مما يؤدي إلى انغلاق
شرايينها الحلزونية الشكل التي تأتيها بالدم عبر شرايين الرحم ، فإذا
انغلقت هذه الشرايين ماتت بطانة الرحم لانقطاع الدم عنها ، و تنخَّرت
ثم انطرحت عبر عنق الرحم ؛ و هذا هو الحيض 0
[ عن كتاب القرار المكين ، باختصار ] .

فالحيض إذن جزء من بنية المرأة العضوية كما قرر
النبي صلى الله عليه و سلم بقوله في حديثه المعجز
" إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم " .
ابوصهيب غير متواجد حالياً