عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 01:27 AM   #5
مسلم التونسي

المدير العام للموقع

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10
مسلم التونسي is on a distinguished road
افتراضي

الشبهة السابعة:

يقولون نحن قَصَدْنَا الخير, وفي هذا الاحتفال نذكر الله - تبارك وتعالى -، ونسبح، ونذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصلي عليه,


فأي إشكال في ذكر الله - تبارك وتعالى -، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -, هذا عمل خير وعبادة لله - تبارك وتعالى -؟




وفي الرد عليها نقول:


إن العبادات مبناها على التوقيف, فكل عبادة لم يرد عليها دليل فهي بدعة محدثة, وكل بدعة ضلالة كما تقدم,


أما قولكم "نحن قَصَدْنَا الخير" فنقول كما قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "وكم من مريد للخير لم يصبه", وإنما الخير كله في الاتباع لا الابتداع,


فهل فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك, أو الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم -،


فإن قالوا:نعم قلنا: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين, وإن قالوا: لا, قلنا: أفلا يسعكم ما وسعهم, وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -,


فإن ذكر الله - تبارك وتعالى – عبادة، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عبادة,


ولكن لا بد لقبول العبادة من شرطين أساسيين هما: الإخلاص والاتباع, فالإخلاص إن وُجِدَ عندكم كما تقولون؛


فقد غاب الشرط الآخر وهو الاتباع، فوقعتم بذلك في الابتداع, وقد سبق حديث عائشة - رضي الله عنها – في أن العمل إذا لم يكن على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مردود.




الشبهة الثامنة:


يتمسكون بكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث قال: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى - عليه السلام -، وإما محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتعظيماً,

والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع؛ من اتخاذ مولد النبي - صلى الله عليه وسلم – عيداً, مع اختلاف الناس في مولده,

فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف - رضي الله عنهم - أحق به منا،

فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص24".




والرد عليها هو أن نقول:


إن شيخ الإسلام - رحمه الله - قد صرح ببدعية المولد في كلامه السابق, ومعنى قوله:


يثيبهم الله على هذه المحبة والاجتهاد أي أنهم يؤجرون على نيتهم في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحسن القصد؛ لا على العمل، فتنبه,


ومع ذا حتى لو لم يقل شيخ الإسلام ببدعيته؛ فيبقى أنه ليس معصوماً، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -, مع أنه - رحمه الله - قد صرح ببدعيته في أماكن متعددة من كتبه،


فقد قال - رحمه الله -:


"وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال - عيد الأبرار -؛


فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولم يفعلوها والله - سبحانه وتعالى - أعلم25",


وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -:


"المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به; لا مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره،


فالذي نعلم من الشرع المطهر، وقرره المحققون من أهل العلم؛ أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك؛


لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله؛ لم يحتفل بمولده - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم،


فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعلمه أمته، أو فعله بنفسه، ولفعله أصحابه وخلفاؤه - رضي الله عنهم -،


فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة،


وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))26,


وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))27 في أحاديث أخرى تدل على ذلك.




وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك;


كل ذلك من البدع المنكرة التي يجب على أهل الإسلام تركها، حيث قد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى فيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.




وليس حب النبي - صلى الله عليه وسلم – بإقامة الموالد، وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم - يقتضي اتباعه، والتمسك بشريعته، والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها،


وهذا هو الحب الصادق كما قال الله - عز وجل -: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}28،


فحب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله، والاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -29".




وبعد:




فإننا نظن أن قد بَطُلَ احتجاج من يحتج على مشروعية المولد, وتبين أنه بدعة محدثة,


نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبصرنا ديننا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه,


وأن يهدينا ويهدي ضال المسلمين إنه على كل شيء قدير،


والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.


1 سورة الأحزاب (40).

2 سورة الحجر (9).

3 رواه ابن ماجه برقم (43)؛ وأحمد في المسند برقم (17182)، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح؛ وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (41).

4 سورة آل عمران (31).

5 رواه مسلم برقم (1718).

6 تفسير ابن كثير (1/440).

7 رواه مسلم برقم (1017) من حديث جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -.

8 رواه النسائي برقم (1578) من حديث جابر - رضي الله عنه -؛ والطبراني في المعجم الكبير برقم (8521)؛ وقال الشيخ الألباني: إسنادها صحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إقامة الدليل على إبطال التحليل من الفتاوى (3/58) انظر خطبة الحاجة للألباني (25).

9 سورة يونس (58).

10 سورة يونس (58).

11 تفسير ابن كثير (2/512).

12 تفسير السعدي (366).

13 سورة الشَّرح (4).

14 تفسير ابن كثير (4/640).

15 رواه مسلم برقم (1130).

16 سورة آل عمران (164).

17 سورة الجمعة (2).

18 سورة الحشر (7).

19 رواه البخاري برقم (2550)؛ ومسلم برقم (1718).

20 رواه مسلم برقم (1718).

21 رواه مسلم برقم (1162).

22 سورة الأحزاب (21).

23 رواه ابن ماجة برقم (43)؛ وأحمد في المسند برقم (17182)، وقال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح بطرقه وشواهده وهذا إسناد حسن؛ وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (41).

24 اقتضاء الصراط المستقيم (294).

25 الفتاوى الكبرى (4/414).

26 تقدم تخريجه برقم (19).

27 تقدم تخريجه برقم (20).

28 سورة آل عمران (31).

29 بتصرف يسير من فتاوى نور على الدرب لابن باز (1/326-327).


موقع الامام


__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط
من هنا

ثم اختار ابدأ اليوم
ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك
وبعدها وافق على الاشتراك
سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك
وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة
اشترك الان وابلغ اصدقائك
مسلم التونسي غير متواجد حالياً