عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 02:45 PM   #11
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


38- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏؟‏‏)‏ ‏(‏زارتنا البركة‏؟‏‏)‏‏.‏

فأجاب قائلا‏:‏ قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏)‏ لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله - عز وجل - وإنما يريدون أصابنا بركة من مجي، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد إلى حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال‏:‏ ‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏‏.‏
وطلب البركة لا يخلو من أمرين‏:‏
الأمر الأول‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 92‏]‏‏.‏ فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت‏.‏
الأمر الثاني‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن حبير ‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏ فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر‏.‏
وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يعزم به الدجالون أن فلانًا الميت الذي يذعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه البركة باطلة لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدوا أن تكون آثارًا حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة‏.‏
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة‏؟‏
فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما يحصل لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى الباطل فإن بركته موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله‏.‏
39- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن إطلاق عبارة ‏(‏كتب التراث‏)‏ على كتب السلف‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ الظاهر أنه صحيح، لأنه معناهم الكتب الموروثة عن من سبق‏.‏ ولا أعلم في هذا مانعًا ‏.‏

40- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل في الإسلام تجديد تشريع‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ من قال‏:‏ إن في الإسلام تجديد تشريع في الواقع خلافهم ؛ فالإسلام كمل بوفاة النبي ـ ـ ، والتشريع انتهى بها ‏.‏ نعم الحوادث والوقائع تتجدد، ويحدث في كل عصر ومكان ما لا يحدث في غيره، ثم ينظر فيها بالتشريع، ويحكم عليها على ضوء الكتاب والسنة‏.‏ ويكون هذا الحكم من التشريع الإسلامي الأول، ولا ينبغي أن يسمى تشريعا جديدا ؛ لأنه هضم للإسلام، ومخالف للواقع، ولا ينبغي أيضًا أن يسمى تغيير للتشريع، لما فيه من كسر سياج حرمة الشريعة، وهيبتها في النفوس أو تعريضها لتغير لا يسير على ضوء الكتاب والسنة ولا يرضيه أحد من أهل العلم والإيمان‏.‏
أما إذا كان الحكم على الحادثة ليس على ضوء الكتاب والسنة، فهو تشريع باطل ؛ ولا يدخل تحت التقسيم في التشريع الإسلامي‏.‏
ولا يرد على ما قلته إمضاء عمر - رضي الله عنه - لطلاقه الثلاث، مع أنه كان واحدة لمدة سنتين من خلافته، ومدة عهد النبي ـ ـ ، وعهد أبي بكر، لأن هذا من باب التعذير بإلزام المرء مع التزامه لذا قال عمر - رضي الله عنه -‏:‏ ‏(‏أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت له فيه إناء فلو أمضيناه عليهم‏)‏‏.‏ فإمضاءه عليهم، وباب التعذير واسع في الشريعة، لأن المقصود به التقويم والتأديب‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً