عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 03:02 PM   #23
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

81- وسئل‏:‏ عن قول ‏(‏لك الله‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لفظ ‏(‏لك الله‏)‏ الظاهر أنه من جنس ‏(‏لله درك‏)‏ وإذا كان من جنس هذا فإن هذا اللفظ جائز، ومستعمل عند أهل العلم وغيرهم، والأصل في هذا وشبهه الحل إلا ما قام الدليل على تحريمه، والواجب التحرز عن التحريم فيما الأصل فيه الحل ‏.‏



82- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة لم تسمح لي الظروف‏؟‏ أو لم يسمح لي الوقت‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ إن كان القصد انه لم يحصل وقت يتمكن فيه من المقصود فلا بأس به، وإن كان القصد أن للوقت تأثيرا فلا يجوز‏.‏



83- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم استعمال لو‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ استعمال ‏(‏لو‏)‏ فيه تفصيل على الوجوه التالية‏:‏
الوجه الأول‏:‏ أن يكون المراد بها مجرد الخبر فهذه لا بأس بها مثل أن يقول الإنسان لشخص لو زرتني لأكرمتك، أو لو علمت بك لجئت إليك‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ أن يقصد بها التمني فهذه على حسب ما تمناه إن تمنى بها خيرا فهو مأجور بنيته، وإن تمنى بها سوى ذلك فهو بحسبه، ولهذا قال النبي ، في الرجل الذي له مال ينفقه في سبيل الله وفي وجوه الخير ورجل آخر ليس عنده مال، قال لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏هما في الأجر سواء‏)‏ والثاني رجل ذو مال لكنه ينفقه في غير وجوه الخير فقال رجل آخر‏:‏ لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏هما في الوزر سواء‏)‏ فهي إذا جاءت للتمني تكون بحسب ما تمناه العبد إن تمنى خيرا فهي خير، وإن تمنى سوى ذلك فله ما تمنى‏.‏
الوجه الثالث‏:‏ أن يراد بها التحسر على ما مضى فهذه منهي عنها، لأنها لا تفيد شيئا وإنما تفتح الأحزان والندم وفي هذه يقول الرسول ‏:‏ ‏(‏المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان‏)‏‏.‏ وحقيقة أنه لا فائدة منها في هذا المقام لأن الإنسان عمل ما هو مأمور به من السعي لما ينفعه ولكن القضاء والقدر كان بخلاف ما يريد فكلمة ‏(‏لو‏)‏ في هذا المقام إنما تفتح باب الندم والحزن، ولهذا نهي عنها رسول الله ، لأن الإسلام لا يريد من الإنسان أن يكون محزونًا ومهموما بل يريد منه أن يكون منشرح للصدر وأن يكون مسرورا طليق الوجه، وبه الله المؤمنين النقطة بقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 10‏]‏‏.‏ وكذلك في الأحلام المكروهة التي يراها النائم في منامه فإن الرسول أرشد المرء إلى أن يلتفت عن يساره ثلاث مرات، وأن يستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وأن ينقلب إلى الجنب الآخر، وإلا يحدث بها أحدًا لأجل أن ينساها ولا تطرأ على باله قال‏:‏ ‏(‏فإن ذلك لا يضره‏)‏‏.‏ والمهم أن الشرع يحب من المرء أن يكون دائما في السرور، ودائما في الفرح ليكون متقبلا لما يأتيه من أوامر الشرع، لأن الرجل إذا كان في ندم ووهم وفي غم وحزن لا شك انه يضيف ذرعا بما يلقي عليه من أمور الشرع وغيرها، ولهذا يقول الله - تعالى - لرسوله دائما‏:‏ ‏{‏وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 70‏]‏‏.‏ ‏{‏لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 3‏]‏‏.‏ وهذه النقطة بالذات تجد بعض الغيورين على دينهم إذا رأوا من الناس ما يكرهون تجدهم يأثر ذلك عليهم، حتى على عبادتهم الخاصة ولكن الذي ينبغي أن يتلقوا ذلك بحزم وقوة ونشاط فيقوموا بما أوجب الله عليهم من الدعوة إلى الله على بصيرة، ثم أنه لا يضرهم من خلافه‏.‏


84- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن العبارة ‏(‏لو لا الله وفلان‏)‏‏؟‏


فأجاب قائلا‏:‏ قرن غير الله بالله في الأمور القدرية بما يفيد الاشتراك وعدم الفرق أمر لا يجوز، ففي المشيئة مثلا لا يجوز، ففي المشيئة مثلا لا يجوز أن تقول ‏(‏ما شاء الله وشئت‏)‏ لأن هذا قرن لمشيئة المخلوق بحرف يقتضي التسوية وهو نوع من الشرك، لكن لابد أن تأتي بـ ‏(‏ثم‏)‏ فتقول ‏(‏ما شاء الله ثم شئت‏)‏ كذلك أيضا إضافة الشيء إلى سببه مقرونا بالله بحرف يقتضي التسوية ممنوع فلا تقول ‏(‏لو لا الله وفلان أنقذني لغرقت‏)‏ فهذا حرام ولا يجوز لأنك جعلت السبب المخلوق مساويا للخالق السبب، وهذا نوع من الشرك، ولكن لا يجوز أن تضيف الشيء إلى سببه بدون قرن مع الله فتقول ‏(‏لو لا فلان لغرقت‏)‏ إذا كان السبب صحيحا وواقعا ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام في أبي طالب حين أخبر أن عليه نعلين يقلي منهما دماغه قال‏:‏ ‏(‏ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏ فلم يقل لو لا الله ثم أنا مع أنه ما كان في هذه الحال من العذاب إلا بمشيئة الله، فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعا أو حسا جائز وإن لم يذكر معه الله - عز وعلا - وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعا أو حسا بحرف يقتضي التسوية ك ‏(‏ثم‏)‏ وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعا أو حسا بحرف يقتضي التسوية ك ‏(‏الواو‏)‏ حرام ونوع من الشرك، وإضافة الشيء إلى سبب موهوم غير معلوم حرام ولا يجوز وهو نوع من الشرك مثل العقد والتمائم وما أشبهها بإضافة الشيء إليها خطأ محض، ونوع من الشرك لأن إثبات سبب من الأسباب لم يجعله الله نوعا من الإشراك به، فكأنك أنت جعلت هذا الشيء سببا والله - تعالى - لم يجعله فلذلك صار نوعا من الشرك بهذا الاعتبار‏.‏






ابوصهيب غير متواجد حالياً