عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2014, 08:11 PM   #1
حنين ***
مرشحة للاشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 136
معدل تقييم المستوى: 12
حنين *** is on a distinguished road
افتراضي فصل اتقاء الشبهات للأبن الجوزي

ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة. وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها.
ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
قال بعض المعتبرين: قدرت مرة على لذة ظاهرها التحريم وتحتمل الإباحة، إذ الأمر فيها مردد.
فجاهدت النفس فقالت: أنت ما تقدر فلهذا تترك، فقارب المقدور عليه فإذا تمكنت فتركت كنت تاركاً حقيقة.
ففعلت وتركت، ثم عاودت مرة أخرى في تأويل أرتني فيه الجواز وإن كان الأمر يحتمل.
فلما وافقتها أثر ذلك ظلمة في قلبي لخوف أن يكون الأمر محرماً.
فرأيت أنها تارة تقوى علي بالترخص والتأويل، وتارة أقوى عليها بالمجاهدة والامتناع.
فإذا ترخصت لم آمن أن يكون ذلك الأمر محظوراً، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب.
فلما لم آمن عليها بالتأويل تفكرت في قطع طمعها من ذلك الأمر المؤثر فلم أر ذلك إلا بأن قلت لها: قدري أن هذا الأمر مباح قطعاً، فوالله الذي لا إله إلا هو لأعدت إليه.
فانقطع طمعها باليمين والمعاهدة، وهذا أبلغ دواء وجدته في امتناعها لأن تأويلها لا يبلغ إلى أن تأمر بالحنث والتكفير.
فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لا يجوز والله الموفق.
__________________
حَنِينُ
حنين *** غير متواجد حالياً