[ريحانة الأقصى]

 ❝ كشف أسرار علاج الإبر الصينية ❝¸.







قال علماء أميركيون إن حرف الإبرة داخل جلد المريض يؤدي إلى... إلحاق قدر من الأذى بالخلايا عند عقف الإبر فيها فيدفعها لإطلاق مادة الأدينوزاين الكيميائية المضادة للاحتقان.

وظلت طريقة الإبر الصينية "أكوبنكشتر" تستخدم منذ ابتكارها قبل 4000 سنة لكنها في الوقت نفسه ظلت مغلفة بالغموض.

وبحسب التأويل التقليدي فإن عملية غرز الإبر تحرر الجسد من الآلام بفضل تحسينها لمجرى الطاقة الخفية "كي" من خلال تحسين مجاريها، لكن بحثا جديدا صدر أمس يشير إلى تفسير أقل غموضا مما يزعمه الأطباء الصينيون التقليديون.

وجاء ذلك من خلال فريق علمي في نيويورك قام أفراده بزرع الإبر الصينية في فئران تعاني من احتقان في مخالبها.

فبعد كل جلسة تستمر لنصف ساعة كانت الفئران تشعر بضيق أقل في مخالبها لأن الإبر المزروعة فيها أطلقت مسكنا طبيعيا حسبما قال الباحثون.

وتعمل هذه الطريقة من خلال تسبب الإبر في إيذاء النسيج فيدفعه إلى تحفيز الخلايا على إنتاج الأدينوزاين وهو مادة كيميائية مضادة للاحتقانات وتظل فعالة لمدة ساعة بعد انتهاء العلاج.

ويعطي البحث الجديد تفسيرات مقنعة للأطباء عن الكيفية التي تعمل فيها طريقة غرز الإبر الصينية فهي تسكن الألم بدلا من عرقلته. وهذا الاكتشاف سيتحدى وجهة النظر السائدة بين الكثير من العلماء والتي ترى أن طريقة غرز الإبر الصينية تنجح لأسباب نفسية محض.

وقال مايكين ندرغارد اختصاصي الأعصاب في جامعة روكس بنيويورك لمراسل صحيفة الغارديان اللندنية إن "وجهة النظر التي ترى أن طريقة غرز الإبر الصينية لا فائدة منها (باستثناء ما تنتجه من إيهام لدى المتلقي) قد عرقلت البحث في فهم هذا التكنيك لفترة طويلة. فبعض الناس يظنون أن أي عمل في هذا المجال محض هراء لكنني أظن أن ذلك خطأ. وأنا بقيت مستغربا لغرور بعض زملائي. نحن يمكننا أن نستفيد مما تم تعلمه خلال عدة آلاف من السنوات".

وأضاف ندرغار الذي ترأس الفريق الباحث: "أنا مقتنع أننا كشفنا عن الآلية التي يحرر وفقها غرز الإبر الصينية الجسم من الألم. فالادنوزاين هو مركب قوي مضاد للاحتقان والكثير من الآلام المزمنة ناجمة عن الاحتقان".

وعلى الرغم من أن الدراسة تشرح كيف أن طريقة غرز الإبرز الصينية تحرر الجسم من الألم فإنها لا تسلط الضوء على المنافع الصحية الأخرى التي يؤمن بوجودها بعض المطبقين للإبر الصينية.

وقالت جوزفين بريغز مديرة المركز القومي للطب المكمل والبديل في المعهد الوطني الأميركي للصحة إنه "من الواضح أن طريقة الإبر الصينية قد تفعّل عددا من الآليات في الجسم. وهذا البحث يقدم إسهاما جيدا لفهمنا للكيفية المعقدة التي تؤثر فيها طريقة الإبر الصينية".