عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2012, 06:34 PM   #5
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: أهم الشخصيات *** شيخ المحققين وعمدة المدققين في العالم العربي والإسلامي الأستاذالعلامة والحبرالفهامة الاستاذ / محمود محمد شاكر

أخلاقه وزهده وورعه

لم يكن محمود محمد شاكر في يوم من الأيام موظفا يمد يده نهاية كل شهر إلى مرتب ينتظره فتكون للحكومة كلمة نافذة في رزقه ومكانته بل انقطع لعلمه وفكره ومكتبته العامرة وبحثه ودرسه وزملائه وتلاميذه كالراهب الذي انقطع للعبادة في صومعته.


وعاش على أقل القليل يكفيه ويسد حاجته ومرت عليه سنوات عجاف لكنه لم ينحن أو يميل على الرغم من أن بيته كان مفتوحا لتلاميذه وأصدقائه وعارفي فضله.

ولم يكن له من مورد سوى عائده من كتبه التي كان يقوم بتحقيقها وكان اسمه على صدرها يضمن لها النجاح والرواج، ولم يكن يأخذ شيئا على مقالاته التي يكتبها فأعاد لمجلة العربي الكويتية سنة 1982م مائة وخمسين دولارا نظير مقالة كتبها ردا على الكاتب اليمني

عبد العزيز المقالح حول طه حسين ورفض أن يتسلم من دار الهلال مكافأته عن تأليفه كتابه المهم "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا".


ولأنه كان يشعر أنه صاحب رسالة فإنه كان ينتفض حين يرى انتهاك حرمة من حرمات اللغة العربية فيقف مدافعا عنها بكل ما يملك من أدوات علمية وفكرية تجعل الخصم يسلم بما يقول أو يلوي هاربا.

ومعاركه كلها جمعت في كتب وصارت وثائق في تاريخنا الفكري الحديث كتبها هو من موقع المدافع والحارس لثقافة الأمة ولولا خصومه لما ظهرت معظم مؤلفاته لأنها كانت استجابة لتحديات عظيمة

وهي تظهر عظمة شاكر لأنه لم يحتشد لها مثلما يحتشد المؤلفون عند تأليف كتبهم وإنما دخلها كارها مستندا إلى ثقافة واسعة وعلم غزير وفكر ثاقب وروح وثابة فأتى بالعجب العجاب.

وفي أخريات عمره رد له بعض الاعتبار فنال
جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1981م.

* ثم جائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1984م.
* وفي أثناء ذلك اختير عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق ثم بالقاهرة.

*وبعد رحلة حياة عريضة رحل أبو فهر شيخ العربية وإمام المحققين في الساعة

الخامسة من عصر الخميس الموافق 3 من ربيع الآخر 1418هـ6من آب أغسطس 1997م ولبى نداء ربه..

رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه لما قدمه من خير للغة كتابه ودفاعاً عن حياض الإسلام أمام المعتدين من الحاقدين والمبشرين وغيرهم.

وأخيراً وليس آخراً

يعد الأستاذ العلامة الكبير محمود محمد شاكر:

ظاهرة فريدة في الأدب والثقافة العربية الحديثة فهو كاتب له طريقته الخاصة لا تبارى أو تحاكى وشاعر مبدع حقق في الإبداع الشعري ما بلغ ذروته في قصيدته "القوس العذراء" ومحقق بارع لكتب التراث العربي والإسلامي قادر على فك رموزها وقراءة طلاسمها

ومفكر متوهج العقل ينقض أعتى المسلمات ومثقف واسع الاطلاع في صدره أطراف الثقافة العربية كلها فكانت عنده كتابا واحدا.

غير أن العلامة الشيخ محمود محمد شاكر ظل سنوات طويلة في عزلة اختارها لنفسه، يقرأ ويدرس ويصدح في واحته الظليلة

لا يسمع غناءه إلا المقربون منه من تلامذته ومحبيه تاركا الدنيا ببريقها وأضوائها وراء ظهره ولم يخرج من واحته إلا شاكي السلاح مستجيبا لدعوة الحق حين يشعر بأن ثقافة أمته يتهددها الخطر فيقصم بقلمه الباتر زيف الباطل

ويكشف عورات الجهلاء المستترين وراء الألقاب الخادعة؛ ولذلك جاءت معظم مؤلفاته استجابة لتحديات شكلت خطرا على الثقافة العربية.



ولم يجد الزمان بمثله إلا في ديار الشام وهو أستاذنا وشيخنا علامة الديار الشامية وخليفة علامة الديار المصرية الشيخ الفاضل أحمد راتب النفاخ والذي كان يقول عنه الأستاذ محمود محمد شاكر في كتبه عندما يذكره:

تلميذي وشيخي وأستاذي بعد ذلك أحمد راتب النفاخ.

تحياتى لكم جميعا
NESR غير متواجد حالياً