عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2011, 04:26 PM   #2
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي

عائشة بنت أبي بكر
البِكر الوحيدة من بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم
هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن ابي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وأمها أم رومان زينب بنت عبد دُهمان، أحد بني فراس بن غَنم بن مالك بن كنانة" (1)."وكانت تكنى عائشة رضي الله عنها بما كناها الرسول صلى الله عليه وسلم بأمِ عبدالله، فقد روى عروة بن الزبير أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيريفقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتنيبابنكعبد الله يعني ابن الزبير أنت أم عبد الله قال فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت ولم تلد قط"(2).
ولدت بمكة في السنة الثامنة أو نحوها قبل الهجرة"(3).وقبل أن تكون زوجة لنبي الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فقد رؤيت له في منامه كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها :" أُرِيتُك في المنام مرتين، أرى أنك في سَرَقَةٍ من حرير ، ويقول : هذه امرأتك ، فاكشف عنها . فإذا هي أنت، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه"(4).
وهذا الأمر الرباني تكريم لها منذ أن كانت طفلة. كما كرمها الله بعد ذلك بتمام زواج النبي صلى الله عليه وسلم بها وعيشها تحت ظله وفوق فراشه، حتى أنها كانت من أحب نساء النبي له، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه فيما رواه الترمذي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل،قال: فأتيته فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها"(1).
بعدها جاء التكريم العظيم من الله سبحانه وتعالى بإنزال آية كريمة في القرآن الكريم تبرئها مما قُذفت به من تهمة الزنا، وتبين أن من قذفها هو كاذب، وأن من تعمّد قذف المؤمنات المحصنات بتلك الجريمة فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة وذلك في قوله تعالى:"إن الذين جاءو بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل أمريء منهم ما أكتسب من الاثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين، لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فاذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم ، وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا ان كنتم مؤمنين، ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم، إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون، ولولافضل الله عليكم ورحمته وان الله رؤوف رحيم، يايها الذين امنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ، ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء والمنكر، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم"(1).
من خلال تلك الآية الكريمة يحرم الله سبحانه وتعالى على كل مسلم ومسلمة أن يقذف أحداً من نساء المسلمين بتهمة الزنا، والأمر اشد وأعظم فيمن يقذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها زوجة خاتم الأنبياء والمرسلين بتهمة الخيانة والكذب كما تفعل بعض الفرق الإسلامية المنحرفة. وللمعلومية فزوجات الأنبياء جميعاً بما فيهن زوجة نوح وزوجة لوط معصومات من الخيانة في العرض أو الشرف، وذلك تكريم لكل نبي ورسول.
أما قصة زواج النبي صلى عليه وسلم بها، فقد روي عن أبي سلمة و يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب أنهلما هلكت خديجة جاءت خولةبنت حكيم امرأةعثمان بن مظعون فقالت يا رسول الله ألا تزوجقال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر قالتبنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال ومن الثيب قالت سودة ابنة زمعة قد آمنت بك واتبعتك على ما تقول قال اذهبي فاذكريها علي فأتت أم رومان فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخيروالبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت انتظري أبا بكر حتى يأتي فجاء أبو بكرفقالت يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قال وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عائشةقالوهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي فقولي له أنا أخوك وأنت أخي فيالإسلام وابنتك تصلح لي فرجعت فذكرت ذلك له فقال انتظري وخرج قالت أم رومان إنمطعمبنعديكان قدذكرها على ابنه فوالله ما وعد وعدا قط فأخلفه لأبي بكر فدخل أبو بكر علىمطعمبنعديوعندهامرأته أم الفتيان فقلت يا ابنأبي قحافة لعلكمصبئ صاحبنا فدخله في دينك الذي أنت عليه أنيزوج إليك قال أبو بكر للمطعم بن عدي أقولهذه تقول إنك تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده فقال لخولة ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة رضي الله عنها يومئذ بنت ست سنين ثم خرجت فدخلت على سودةبنت زمعة فقالت ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت وماذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه قالت وودت ادخلي على أبي فاذكري ذلك له وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن قد تخلف عن الحج فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية فقال من هذه فقالت خولة ابنةحكيم قال فما شأنك قالت أرسلني محمد بن عبدالله أخطب عليه سودة فقال كفؤ كريم فماذا تقول صاحبتك قالت تحب ذلك فقال ادعيه ليفجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه فجاء أخوها عبدبنزمعة من الحج فجعل يحثي في رأسه التراب فقال بعد أن أسلم لعمريإني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة ابنة زمعة قالت عائشة فقدمنا المدينة فنزلنا فيبني الحرث بن الخزرج بالسنح قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيتنا فجاءت بي أمي وأنا في أرجوحة ترجح بي بين عذقين فأنزلتني من الأرجوحة ولي جميمة ففرقتها ومسحت وجهي بشيء من ماء ثم أقبلت تقودني حتى وقفت عند الباب وإني لأنهج حتى سكن من نفسي ثم دخلت بي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا وعنده رجال ونساء من الأنصارفاحتبستني في حجرة ثم قالت هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيهم وبارك لهم فيك فوثب الرجال والنساء فخرجوا وبنى بي رسول الله صلىالله عليه وسلم في بيتنا ما نحرت علي جزور ولا ذبحت علي شاة حتى أرسل إلينا سعدبنعبادة بجفنة كان يرسل بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دار إلى نسائه وأنا يومئذ ابنة سبع سنين. وهي البكر الوحيدة من بين نسائه الطاهرات إذ لم يتزوج بكراً غيرها. وللحديث بقية...



من موسوعة المرأة في القرآن الكريم وأوجه تكريمها في الإسلام - المجلد الثالث للداعية الدكتور عبدالعزيز الزير
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً