حي على الصلاة حي على الفلاح، الصلاةهي الصلة بين العبد وخالقه، والجار وجاره وهي مصدر الفلاح من الله لعباده، وفي صلاةالفجر يقول المؤذن الصلاة خير من النوم يخاطب العقل والوجدان والمنفعة الدائمةوالحقيقية , فتصوروا لو استبدل الأذان بالموسيقى أو الأجراس أو الأبواق فيجب أن يكونهناك الآلة للإعلان أما الإسلام فآلة الإعلان جزء من بدن الإنسان وهو اللسان والفموالأوتار الصوتية والحنجرة والصوت يصل إلى الأذان ويخاطب العقل والوجدان.
والإسلام دين العلم ويقدر العلم الكوني وينبه في آيات القرآن إلى النباتوالحيوان والكائنات الحية الدقيقة غير المرئية (وما لا تبصرون) والجبال والرياحوالشمس والقمر والنجوم والبحار والأنهار والأمطار والإنبات والنمو والتكاثروالتباين وكلها آيات كونية وإشارات علمية قرآنية تتوافق تماما مع الحقائق العلمية.
ويناشد الدين العقل والروح والوجدان والبدن، وقد شاهدت أفلاما لأناس في سيبيرياغير مسلمين فوجدت أقدامهم وأذرعهم وسيقانهم ووجوههم قذرة , أما المسلمون فيتوضأونويغتسلون لذلك أرجلهم نظيفة وأيديهم نظيفة ووجوههم نظيفة وأفواههم نظيفة وأسنانهمدائما نظيفة.
ونظم الإسلام العلاقات الإنسانية في آيات قرآنية قال تعالى: "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم إن الله عليم خبير" (الحجرات/12).
ويقول المصطفى صلى الله عليهوآله وسلم "لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ولا أحمر على أسود إلابالتقوى" رواه أحمد , وبذلك ينتفي التمييز العنصري، وتفتح أبواب الوحدة الإنسانية (لتعارفوا) البعيدة عن التعصب للجنس أو اللون أو العصبية الجاهلية وتزال الحواجزالجنسية واللونية واللغوية بين العباد وتوثق بينهم الوحدة الإنسانية (المجتمعالمسلم، محمد الهاشمي، دار البشائر - بيروت (ص 334) 2002).
وأكد الإسلام صلةالرحم، والترابط الأسري وبر الوالدين والعطف على الأبناء واحترام الجدود والترابطمع الأصهار، وحث على الزواج وإنجاب الذرية وبذلك وضع حلولا لمشكلات تفكك الأسرةوآثاره السيئة، ووضع حلولا لمشاكل الآباء والأجداد.
ورفع الإسلام من قدر العلموالعلماء وتعمير الكون بنواميس الله في الخلق وإتباع الأسباب، وجعل الدنيا مزرعةالآخرة "إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فان استطاع أن يغرسها فليغرسها"، وجعلالله العمل هو الفيصل بعد العقيدة فقال تعالى: "{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }الكهف7".
وسخرالله تعالى ما في الكون للإنسان قال تعالى: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{13}" (الجاثية/13).
وأوجب الله سبحانهوتعالى على المسلمين الإيمان بالرسل السابقين جميعا ولا نفرق بين رسول ورسول قالتعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَكُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَأَحَدٍ مِّن رسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَاوَإلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة/ 285).
كما احل الله للمسلمين الطيبات وحرمعليهم الخبائث قال تعالى: "يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِالْمُنكَرِ وَيُحِللا لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ"(الأعراف/ 157).
فكل منكر منكر وكل خبيث محرم وكل معروف مأمور به وكل طيب حلال.
وجاء الإسلام بالتيسير ورفع الحرج عن العباد وعدم تكليفهم بما لا يطيقون قالتعالى: "يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة/185),
وأمر الله تعالى المؤمنين بالإسلام على التعاون على البر والتقوى وعدمالتعاون على الإثم والعدوان قال تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّوَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة/2).
وأمر الله تعالى بالعدل والإحسان قال تعالى: "إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُبِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِوَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل/ 90).
وساوى الإسلام بين المرأة والرجل وميز المرأة على الرجل في النفقة والسكن وفيالميراث ترث المرأة مثل الرجل أو أكثر منه في ثلاثين حالة وترث نصفه في أربع حالاتفقط قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِوَلِلرِّجَا لِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ" (البقرة/ 228).
وأمر الله تعالى بالعدل مع الأعداء فقال تعالى: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُقَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة/8)، والشنآن: شدة البغض.
وعندما فهم الصحابة رضوان الله عليهم عظمة هذا الدينجاهدوا في سبيل رفعته ونشره وصدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا أو يغيروا أويبتدعوا وثبتوا على الحق كما قال تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّنيَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا" (الأحزاب/23).لذلك نشروا الدين وحموهبأرواحهم وأموالهم وكانوا سببا بعد فضل الله في بناء حضارة إسلامية نقية رائعة.
إن الإسلام دين عظيم يحتاج دائما إلى الصادقين كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ" (التوبة/119).