الموضوع: دقيقة من فضلك
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-22-2013, 07:27 PM   #1
انى احبكم فى الله

مشرف المرئيات الاسلامية

 
الصورة الرمزية انى احبكم فى الله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الدولة: مصر\ الاسماعيلية
المشاركات: 571
معدل تقييم المستوى: 12
انى احبكم فى الله will become famous soon enough
إرسال رسالة عبر ICQ إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر AIM إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Yahoo إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Skype إلى انى احبكم فى الله
Post دقيقة من فضلك

دقيقة من فضلك
د. عامر الهوشان



ttt.jpg
لن نأخذ من وقتك كثيرا , مع أن الموضوع يستأهل منك بذل الكثير من الوقت , في دقيقة واحدة نريد من كل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنت مستعد لاستقبال شهر رمضان كما ينبغي ؟

لست أقصد بالاستعداد هنا المادي , فالجميع لا يقصر في هذا الجانب , ولعله يأخذ حصة الأسد من استعداداتنا لهذا الشهر الفضيل , فالطعام والشراب بأشكاله وألوانه يدخل مطبخ كل بيت قبل حلول رمضان بأيام , وإنما قصدت بالاستعداد الإيماني والروحي والقلبي . لقد جرت عادة كل واحد منا إن أراد السفر إلى بلد بعيد , للعمل أو الدراسة أن يستعد له , فيشتري لوازم السفر , ويجهز الحقائب ويودع الأحباب , وإن دعا أحدنا بعض المسؤولين والوجهاء والكبراء إلى بيته , جهز لوازم الاستقبال واستعد قبل أيام , أفلا يستحق شهر الرحمة والمغفرة والعتق من نار جهنم أن نستعد له بمثل ذلك وأكثر ! وربما يبادر أحد القراء الكرام بالقول : أليس من المبكر الحديث عن الاستعداد لشهر رمضان من الآن , ونحن ما زلنا في بداية شعبان ؟؟ و الجواب يأتي على لسان السلف الصالح , فقد قال معلى بن الفضل : كانوا - يعني الصحابة - يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم , وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، اللهم سلم لي رمضان ، وتسلمه مني متقبلا .

أيها القارئ الكريم : غالبا ما يدرك كثير من المسلمين قيمة الأشياء بعد انقضائها وفواتها , فيندمون على ما فرطوا , ويتحسرون على ما تركوا , في وقت لا ينفع فيه الندم والتحسر , فالفرصة قد فاتت , والمنحة قد ذهبت , وربما تعود في العام المقبل , وربما لا تعود عليك إن لم يكتب الله تعالى لك عمرا إلى رمضان القادم .

وغالبا ما يكون السبب في هذا الفوات والتضييع , هو عدم الاستعداد الكافي لهذه المنحة والفرصة , فتمر الأيام والليالي من هذا الشهر الفضيل , دون أن نغترف منه ما كنا نتمناه ونرجوه ونأمله , فنقول في أنفسنا : لئن أحيانا الله تعالى إلى العام المقبل , وأنعم علينا بإدراك هذا الشهر الفضيل , فسأعتني بالقرآن الكريم أكثر , وسأبتعد ما أمكن عن الذنوب والمعاصي , وسأمتنع عن مشاهدة المسلسلات التفزيونية , وسأصلي من الليل أكثر , وسأخصص شيئا من مالي للصدقات والمبرات , وسأفعل وسأفعل .................... الخ

فها قد جاء وقت الاستعداد والتهيأة المناسبة , فلتكن ممن يوف بوعده وعهده , ولا تكن من المسوفين الحالمين , ولتقتدي بذلك بالصحابي الجليل أنس بن النضر رضي الله عنه , عندما غاب عن غزوة بدروفاته خير ثوابها قال : (والله لئن أراني الله مشهدًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله كيف أصنع) وقد صدق في وعده ، وها هو أنس بن مالك رضي الله عنه يحدثنا عما فعل في غزوة أحد في الحديث الصحيح فيقول : (غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ , واللَّهُ لَئِنْ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَصْحَابَهُ , وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ , ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ : يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ الْجَنَّةَ وَرَبِّ النَّضْرِ , إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ , قَالَ سَعْدٌ : فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ , قَالَ أَنَسٌ : فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ , وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلَّا أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ , قَالَ أَنَسٌ : كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } الأحزاب/23, صحيح البخاري /4 /19/ برقم 2805 قبل أن تطلع شمس رمضان بادر بالاستعداد في شعبان من خلال النقاط التالية :

1- حاول أن تصوم بعض الأيام في شعبان استعدادا لرمضان , كيومي الإثنين والخميس مثلا , لتدريب روحك ونفسك على جمال وروعة الصيام .

2- واظب على ركعات على الأقل من قيام الليل في شعبان , لتتقوى بهما على قيام تراويح وليل رمضان .

3- اجعل لنفسك من الآن وردا ولو قليلا من القرآن الكريم , حتى تختم القرآن أكثر من مرة في رمضان .

4- الزم صلاة الجماعة في المسجد , حتى تصبح ضمن برنامجك اليومي في رمضان .

5- اعقد النية من الآن على صوم رمضان إيمانا واحتسابا , فنية المؤمن خير معين له على إنجاز الأعمال .

6- جدد التوبة إلى الله تعالى من اليوم , واجعلها توبة خالصة نصوحا , حتى تبدأ رمضان من غير ذنب بإذن الله تعالى .

7- درب نفسك في شعبان على ترك التلفاز نهائيا , ولعلك تعلم سبب ذلك , فأسوأ المسلسلات والبرامج إنما تعرض في رمضان , لإفساد صيامك وثوابك وطاعتك , فهل تقبل بذلك ؟؟!!

8- اجعل من شهر شعبان ميدانا لدورة تدريبية على تعويد نفسك على غض البصر وحفظ اللسان , الأمر الذي سيعينك في رمضان على استكماله والثبات عليه .

9- وأخيرا تعلم في شعبان أحكام الصيام , حتى تكون على بينة من صحة صيامك وطاعتك . رمضان شهر التزود للسنة كلها , ولا يمكن تحصيل ذلك إن لم نستعد له قبل مجيئه , فرجب وشعبان شهران لتخلية النفس من نقائصها , وتحليتها بفضائلها , فإذا أقبل رمضان قطفت الثمار .

أسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان و نحن على أتم الاستعداد لاستقباله . آمين
__________________
اُشهد اللهٌ إني اُحبكم فى الله
وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
و أن يستعملنا في ما يحب و يرضى .. آمين .. آمين .. آمين





انى احبكم فى الله غير متواجد حالياً