الموضوع: سورة النساء.
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 05:09 PM   #3
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
افتراضي رد: سورة النساء.

الأولى السحاق، والأخرى اللواط، ومحاربة الجريمتين حماية حقيقية للأسرة، وحراسة لجوها الطاهر، فمن الخطأ حسبان الكلام مقحما على السياق. فى الأولى يقول الله سبحانه : " واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا " . وفى اللواطيين يقول تعالى : " واللذان يأتيانها منكم فآذوهما... " . ومن نسيان الغرب لله ولقائه، وللدين ووصاياه، أنه استهان بهذه الجرائم، كما استهان بأشد منها فكان ما نسمع به من فشو " الإيدز " والأمراض التناسلية الأخرى. والواقع أن حضارة الغرب منخورة الكيان، وما تبقى إلا لغياب الوارث الذى يحل محلها، أعنى غياب المسلمين الذين نسوا دينهم..!! ولكى تنجح الأسرة فى أداء رسالتها يجب أن تهذب الطباع، وتختفى الأثرة، ويتمرن كل طرف على الإحسان والتعاون مع الطرف الآخر. اتصلت بى إحدى الزوجات تشكو رجلها، وشعرت من لهجتها أنها موجعة حقا، وأنها تؤثر فراقه لولا ظروف قاهرة!! فأوصيتها بالصبر كما صبرت امرأة فرعون على عتوه! وقبلت على مضض.. قلت: عندما تكون لهذا الرجل أخت متزوجة من رجل عادى فعاملته على أنها قيصرة، أو فرعونة - إن صح التعبير - فما العمل؟ الداهية الأكبر أن تكون ذات برود جنسى، إن جو الأسرة سيكون نكدا... أباح الإسلام العقوبة فى هذه الحال، وتتدرج من الوعظ إلى المقاطعة إلى الضرب، واشتراط ألا يكون الضرب مبرحا وأن يتجنب الوجه! ولم أر فى السنة سببا للعقوبة الأخيرة إلا أن تنشز المرأة وتأبى الإجابة إلى الفراش، أو تأذن فى البيت لغريب مريب!! وكلا الأمرين خطير كما ترى.. وقبل هذه التعليمات العائلية تعرضت الآيات لعدم أكل أموال الناس بالباطل، كما تعرضت لضرورة الرضا بالواقع وعدم التطلع إلى الآخرين. ثم اتجه الحديث عاما إلى الناس كلهم يقول: " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين.... " .
ص _051
وهذا توجيه يشمل المجتمع كله، وإن عنى الأسرة أولا، ثم اطرد الحديث عن النفقة، فلا بخل ولا تبذير، ولكن الأمر الإلهى كشف فريقين من الناس متناقضين: أولهما البخلاء والآخر المسرفون المراؤون.. وقد يكون الكلام عن فريق واحد يبخل فى مجال ويأمر غيره بالبخل، ويسرف فى مجال آخر للرياء والسمعة، وكان الأولى أن يتصرف فى المال وفق إرادة من رزقه، فيكون مسلكه قصدا " وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما" . وبقى الكلام قليلا يعنى الأمة فى حاضرها ومستقبلها، ثم تحول إلى مجرى آخر مخالف لما سبقه فشرع يشرح أحوال الطوائف التى يتكون منها المجتمع العربى أيام البعثة، وحقيقة كل فرقة وما يجب بإزائها. والغريب أن هذه الطوائف هى التى تواجهها أمتنا اليوم!! كان المسلمون شداد الحرص على تألف اليهود، والاعتراف بأنهم أصحاب الوحى الأول، وكانوا يرتقبون منهم الانحياز إلى جانبهم، إذا وقع بينهم وبين الوثنية صراع. بيد أن اليهود كانوا عند أسوأ الظن، فما بالوا بعهد ولا بجوار، وقدموا إلى الإسلام كل ما يستطيعون من إساءة..!! وفى التعجيب والاستنكار لما فعلوا يقول الله لنبيه: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم.. ". والتعبير بأن ما لديهم نصيب من الكتاب إشارة إلى أنهم أضاعوا كثيرا من الوحى الذى نزل إليهم، والواقع أن فقدان كتابهم لتواتر الحفظة سمح بضياع بعضه واضطراب البعض الآخر. والجزء الذى بقى بين أيديهم لم يحسنوا العمل به، وهم إلى اليوم من وراء انتشار الربا والزنا فى العالم أجمع. والتدين الفاسد قد يكون أضرى من فراغ القلب، وغفلته، وذاك سر ما ورد من أن النار أسرع إلى فسقة القراء منها إلى عبدة الأوثان..! والشر الكامن فى أفئدة اليهود من وراء اشترائهم للضلال واجتذابهم للآثام، ورغبتهم
ص _052
__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً