عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2011, 11:42 PM   #60
مسلم التونسي

المدير العام للموقع

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10
مسلم التونسي is on a distinguished road
افتراضي

فقال موسى : الهي وسيدي ومولاي

بماذا سقيتنا ؟ وما خرج من بين أظهرنا أحد ؟

فقال الله تعالى : يا موسى سقيتكم بالذي منعتكم به
أي سقيتكم المطر بسبب العبد العاصي الذي منعتكم المطر من أجله
فقال موسى عليه السلام : الهي
أرني هذا العبد العاصي والذي تاب إليك ؟
فقال الله تعالى : يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصينني
فكيف أفضحه وهو تائب إلي ؟!!







قريح القلب من وجع الذنوب **نحيل الجسم يشهق بالنحيب

وغير لونه خوف شديــد ** لما يلقاه من طول الكروب

ينادي بالتضرع يا الهـــي ** أقلني عثرتي واستر عيوبي
فزعتُ الى الخلائق مستغيثا ** فلم أر في الخلائق من مجيب
وأنت تجيب من يدعوك ربي ** وتكشف ضر عبدك يا حبيبي
ودائي باطن ولديك طب ** ومن لي مثل طبك يا طبيبي







قال الله تعالى : (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا )) نوح 10-12




اللهم أغثنا



اللهم أغثنا



اللهم أغثنا



اللهم ارزقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين



اللهم أنبت به الزرع



وأدر به الضرع



برحمتك يا أرحم الراحمين


سبحان الله
الحمد لله
لا إله إلا الله
الله اكبر






تعليق حول ما يروى في الإسرائيليات:أنَّ اللَّهَ حَرَمَ قَوْمًا مِنْ بَنِي إسْرَائِيل السُّقْيَا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ عَاصٍ وَاحِدٌ




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:





فقد سأل أحد الإخوة عما ورد في سب السلام (2/164) طبعة دار الكتب العلمية: [وَقَدْ وَرَدَ فِي الْإِسْرَائِيلِيَّات " إنَّ اللَّهَ حَرَمَ قَوْمًا مِنْ بَنِي إسْرَائِيل السُّقْيَا بَعْدَ خُرُوجِهِمْ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ عَاصٍ وَاحِدٌ"]





فكتبت هذا الجواب:







هذا الأثر أورده القرطبي في تفسيره(20/239) ولفظه: [وقال كعب الأحبار: أصاب بني إسرائيل قحطٌ فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يستسقون فلم يسقوا، فقال موسى : إلهي عبادك.



فأوحى الله إليه: إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لأن فيهم رجلا نماما، قد أصر على النميمة.



فقال موسى : يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا، فقال: يا موسى أنهاك عن النميمة وأكون نماما؟! قال: فتابوا بأجمعهم، فسقوا]



وأورده أبو بكر الطرطوشي في سراج الملوك(ص/129)، والهيتمي المكي في الزواجر عن اقتراف الكبائر(2/571).



وفي حاشية البيجرمي على الخطيب(2/117) نقلاً عن البرماوي: [وَقَدْ قِيلَ : إنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اسْتَسْقَى لِقَوْمِهِ فَلَمْ يُسْقُوا فَقَالَ : يَا رَبِّ بِأَيِّ شَيْءٍ مَنَعْتَنَا الْغَيْثَ ؟ فَقَالَ : يَا مُوسَى إنَّ فِيكُمْ رَجُلًا عَاصِيًا قَدْ بَارَزَنِي أَرْبَعِينَ سَنَةً .

فَطَلَعَ مُوسَى عَلَى تَلٍّ عَالٍ وَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : أَيُّهَا الْعَاصِي قَدْ مُنِعْنَا الْغَيْثَ بِسَبَبِك فَاخْرُجْ ، فَنَظَرَ الْعَاصِي يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا خَرَجَ فَعَلِمَ أَنَّهُ الْمَطْلُوبُ ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ : إنْ خَرَجْت افْتَضَحْت وَإِنْ قَعَدْت مُنِعُوا مِنْ أَجْلِي ، إلَهِي قَدْ تُبْت إلَيْك فَاقْبَلْنِي ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إلَيْهِمْ الْغَيْثَ وَسُقُوا حَتَّى رَوُوا .

فَتَعَجَّبَ مُوسَى فَقَالَ : يَا رَبِّ سَقَيْتَنَا وَلَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ بَيْنِنَا ؟ فَقَالَ : يَا مُوسَى الَّذِي مَنَعْتُكُمْ بِهِ قَدْ تَابَ إلَيَّ وَرَجَعَ .

فَقَالَ : يَا رَبِّ دُلَّنِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا مُوسَى أَنْهَاكُمْ عَنْ النَّمِيمَةِ وَأَكُونُ نَمَّامًا ؟ ا هـ].





وذكرها ابن قدامة في كتاب التوابين(ص/80) : [وروي: أنه لحق بني إسرائيل قحط على عهد موسى عليه السلام فاجتمع الناس إليه فقالوا: يا كليم الله ادع لنا ربك أن يسقينا الغيث.



فقام معهم وخرجوا إلى الصحراء وهم سبعون ألفا أو يزيدون فقال موسى عليه السلام: إلهي اسقنا غيثك وانشر علينا رحمتك، وارحمنا بالأطفال الرضع والبهائم الرتع والمشايخ الركع.



فما زادت السماء إلا تقشعا والشمس إلا حرارة ، فقال موسى: إلهي إن كان قد خلق جاهي عندك فبجاه النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم الذي تبعثه في آخر الزمان.



فأوحى الله إليه ما خلق جاهك عندي وإنك عندي وجيه ولكن فيكم عبد يبارزني منذ أربعين سنة بالمعاصي، فناد في الناس حتى يخرج من بين أظهركم فبه منعتكم



فقال موسى: إلهي وسيدي أنا عبد ضعيف وصوتي ضعيف فأين يبلغ وهم سبعون ألفا أو يزيدون؟



فأوحى الله إليه منك النداء ومني البلاغ



فقام مناديا وقال: يا أيها العبد العاصي الذي يبارز الله منذ أربعين سنة اخرج من بين أظهرنا فبك منعنا المطر.



فقام العبد العاصي فنظر ذات اليمين وذات الشمال فلم ير أحدا خرج فعلم أنه المطلوب فقال في نفسه: إن أنا خرجت من بين هذا الخلق افتضحت على رؤوس بني إسرائيل، وإن قعدت معهم منعوا لأجلي فأدخل رأسه في ثيابه نادما على فعاله، وقال: إلهي وسيدي عصيتك أربعين سنة وأمهلتني وقد أتيتك طائعا فاقبلني، فلم يستتم الكلام حتى ارتفعت سحابة بيضاء فأمطرت كأفواه القرب.



فقال موسى: إلهي وسيدي بماذا سقيتنا، وما خرج من بين أظهرنا أحد؟



فقال: يا موسى سقيتكم بالذي به منعتكم.



فقال موسى: إلهي أرني هذا العبد الطائع. فقال: يا موسى إني لم أفضحه وهو يعصيني أأفضحه وهو يطيعني، يا موسى إني أبغض النمامين أفأكون نماما؟]



وهذه الرواية من القصة فيها مخالفات عقدية ويظهر أنها من وضع الصوفية وزياداتهم على أصل القصة إن كان لها أصل، ومن ذلك أكذوبة توسل موسى عليه السلام بجاه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا إنما رواه الوضاعون والمجاهيل على أبينا آدم عليه السلام .







وأقدم من ذكر هذه القصة -فيما وقفت عليه- : الغزالي الصوفي في إحياء علوم الدين -والذي سماه العلماء: إماتة علوم الدين-(1/307، 3/155) : [فيروى عن كعب الأحبار أنه قال أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج موسى ببني إسرائيل يستسقى بهم فلم يسقوا حتى خرج ثلاث مرات ولم يسقوا فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام إني لا أستجيب لك ولا لمن معك وفيكم نمام فقال موسى يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نماما فقال موسى لبني إسرائيل توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث ]





وهذه القصة فيها نكارة، لأن فيها عدّ إخبار الله عز وجل لنبيه بأحد العصاة أنه من النميمة وهذا باطل، لأن النميمة نقل كلام الغير بقصد الإفساد، أو أن يترتب على نقله فساد، ومعلوم أن إخبار الله عز وجل لموسى بذلك العاصي أنه من الصلاح وليس من الفساد، لكن كان إخفاؤه عن الناس أصلح لحال الناس لأنه قد حصل بعدم إخبار الله لموسى عنه توبة جميع بني إسرائيل من النميمة وليس واحداً فقط..



فهي قضية ترجيح بين مصلحتين كما هو ظاهر القصة إن صحت ..



وكذلك فيها سوء ظن بموسى عليه السلام أنه كان سيفضح الرجل بين الناس، ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أنصح الناس للناس، ولنصحه سراً وطالبه بالتوبة بينه وبين الله وستر عليه ..



وحتى لو فضحه فلا تكون نميمة بل فيه تأديب وزجر لبني إسرائيل كما في قصة النبي عليه السلام الذي جاهد مع قومه عدواً فلما انتصروا نزلت النار لأخذ الغنائم فلم تأكلها بسبب غلول في الناس، فبايع موسى من كل سبط (قبيلة) شخص حتى التصقت بيد رجل فقال: فيكم الغلول، فبايعته القبيلة فالتصقت يده بيد رجلين فعرف أنهم أهل الغلول ولم يكن في ذلك نميمة ولا مخالفة شرعية ..





وهذا على فرض صحة القصة، ولكنها ليست صحيحة، ولم أقف لها على إسناد ..



ولو صحت إلى كعب رحمه الله فهي من الإسرائيليات التي إن خالفت الشرع ردت، وإن لم تخالف رويت دون أن تصدق أو تكذب ..





وظاهرها مخالفة شرعنا فيما يتعلق بالنميمة كما سبق بيانه



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد



الشيخ أسامة بن عطايا العتيبي
__________________
اكسب الحسنات من عضويتك على الفيسبوك اشترك الان بتطبيقنا على الفيسبوك
ادخل على الرابط
من هنا

ثم اختار ابدأ اليوم
ثم الصفحة التاليه اضغط على علامة فيسبوك
وبعدها وافق على الاشتراك
سيقوم التطبيق بنشر أيات من القرأن الكريم بشكل تلقائى على صفحتك بالفيسبوك
وباقة مميزة من الموضوعات الاسلامية من موقع شبكة الكعبة
اشترك الان وابلغ اصدقائك
مسلم التونسي غير متواجد حالياً