عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2011, 07:20 AM   #1
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
الظن أكذب الحديث


الظن أكذب الحديث

وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للمتقين *
الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين *
الظن أكذب الحديث
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث * متفق عليه

نعم، إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث،
إياكم: تحذير يعني اجتنبوا الظن، فإن الظن، حذر ثم أتى بالجملة التي تبين أن الظن أكذب الحديث، لو قال: إن الظن أكذب الحديث في هذه الجملة حصل المقصود
بل قال: إياكم والظن، وهذا يكفي بالتحذير،
ثم قال: فإن الظن أكذب الحديث.
وهذا الظن الذي لا يستند إلى دليل، وإلا فالظن يعمل به
في الشريعة، في الصلاة، في الزكاة، في الحج، في الصوم،
في الشهادات، في أروش التقديرات، في الجروح، في تقويم المتلفات،
يعمل بالظن في الشريعة في أمور كثيرة،
فالظن له أحكام واسعة جدا، لكن المراد الظن الذي هو الكذب،
ولذلك قال: إجتنبوا كثيراً من الظن .
ليس كل الظن كرهه ( إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً ) ولهذا أمر بإلإجتناب كثير من الظن
لو قال: أنا لا أظن لكني تحققت، قلنا: لا تتجسس،
قال: ما تجسست أنا تحققت، يعني فتأتي الآية فتقول:
( ولا تجسسوا ) يعني يقول: أريد أن أتثبت، نقول: لا تظن،
فإن الظن أكذب الحديث والله -عز وجل- قال
( إجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم )
قال: ولا تجسسوا ،
يقول الله -عز وجل- ( وَلَا تَجَسَّسُوا ) فنهى عن التجسس،
قال أتجسس حتى يحصل لي الظن نقول الله -سبحانه وتعالى- يقول: ( وَلَا تَجَسَّسُوا ) أيضا لا تتجسس حتى يحصل عندك ظن،
قال: أنا ما تجسست تحققت بلا تجسس، يعني رأيت بلا تجسس،
سمعت بلا تجسس، نقول قال الله -عز وجل-:
( لا يغتب بعضكم بعضاً ) لا تتكلم بما تحققته، وإن كنت لم تتجسس.
فالمراتب الثلاثة نهي عنها،
الظن ابتداء،
التجسس باتباع أخيك
والتجسس عليه تتبع عوراته،
فجاءت الأحاديث في هذا الباب.
كذلك ينهى حتى لو حصل عندك ظن نقول:
كما قال الله -عز وجل-( ولا يغتب بعضكم بعضاً )
لا تتكلم بما تحققته، ولهذا نهي عنه قال:
إن الظن أكذب الحديث، لماذا كان الظن أكذب الحديث؟.
لأن الكذب نوعان: كذب واضح،
مثل إنسان يكذب ونعلم إنه كاذب ما يستند إلى دليل،
فهذا كذب واضح، لكن إنسان كذب؛ ظن واستند إلى ظن لا يستند إليه،
ظن نوع تجسس أو توهم أو شيء لا يصح الاستناد إليه،
فيتكلم بمقتضى ظنه، فهذا في الحقيقة إذا تكلم يوهم غيره
ممن لا يعرف أنه صادق يعني يقول:
أنا أستند إلى كذا وكذا،
وقد لا يعرف غيره هذا المستند صحته من كذبه
فيوهم الصدق لاستناده فيما يزعم إلى دليل.
وهذا أقبح الكذب؛ لأنه يظن أنه صادق وهو كاذب،
وهو في طبقة الكذب الصريح، مثل الكفر مع النفاق،
المنافق يظهر الخير ويضمر الشر فيعامل بالظاهر لما أظهره،
لكن يبطن. كذلك الذي يظن يظهر ظنه،
ويتكلم به بما استند إليه من شيء باطل.
والظن كما تقدم له أحكامه، لكن من وقع في شيء من هذا عليه أن يحذر،
ولهذا يروى في الحديث المرسل، رواه عبد الرزاق من رواية إسماعيل بن أمية قال:
( ثلاث لا يسلم منها أحد، الطيرة والظن والحسد،
فإذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق،
وإذا حسدت فلا تبغي )
وهذا مرسل لكن المعنى واضح من عموم الأدلة.
أما حديث: ( احترسوا من الناس بسوء الظن )
حديث لا يصح رواه الطبراني وهو ضعيف،
ولو ثبت فالمراد الاحتراس باتخاذ الأسباب التي تمنع وقوع الشر،
مثل أن يحترس من السراق، من قطاع الطرق عند وجود الأسباب،
فيحترس بسوء الظن ممن، فيكون الناس هنا اللام للجنس
لجنس خاص من الناس أو عند عموم الشر والفساد،
مع أنه ثبت عن مطرف بن عبد الله بن الشخير هذا مقطوعا عليه. نعم.
اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا
لا اله الا الله محمد رسول الله
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده ..
و ما كان من شر فمني او من الشيطان
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا


ابوصهيب غير متواجد حالياً