تسجيل الدخول

قديم 03-18-2011, 10:43 PM   #1
المصريه25
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 226
معدل تقييم المستوى: 14
المصريه25 will become famous soon enough
إرسال رسالة عبر Skype إلى المصريه25
افتراضي خذي الكتاب بقوة





خذي الكتاب بقوة


دخلت الأم على ابنتها شيماء في غرفتها فوجدتها منشغلة البال.
الأم: شيماء!
شيماء: من ... أمي؟
الأم: ما بك أراك منشغلة البال؟
شيماء: نعم يا أمي، فهناك موضوع يشغلني.
الأم: ما الأمر؟
شيماء: صديقتي أميمة، رأيتها بالأمس وقد وضعت على وجهها بعض المكياج، فاستغربت من منظرها، لأنني أعرف أنها إنسانة متدينة.
الأم: أليست أميمة، التي حدثتني عنها، وقلت لي أنها إنسانة متحجبة، وتحافظ على الصلاة دائمًا.
شيماء: نعم.
الأم في حكمة: إنني أعجب من الناس الذي يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
شيماء: ماذا تقصدين يا أمي؟
الأم: يا شيماء، إن الفتاة عندما تبدأ في طريق تدينها، يجب أن تستسلم لأوامر الله تعالى مباشرة، دون أن تفكر هل هذا الأمر سيقبله الناس أم لا؟ وهذا هو الفرق بينك وبين صديقتك أميمة، أنكِ حينما بدأت طريقك إلى الله سبحانه امتثلت لأمر الله تعالى على الفور.
شيماء: ما رأيك هل أذهب وأنصحها؟
الأم: نعم بالطبع، فأنتِ صديقتها المقربة، يجب أن تذهبي وتصارحيها في الموضوع، وتنصحيها أن تتمسك بأومر الله تبارك وتعالى.
شيماء: حسنًا، هذا أيضًا ما كنت أنوي أن أفعله، جزاكِ الله خيرًا يا أماه.
البناء الجميل:
إن البنَّاء الماهر الحاذق، إذا أتم بناءه، فإنه ينظر إليه نظرة كلية من بعيد، حذرًا من أن يشوه جمال بنائه زيادة أو نقصان، فيسارع إلى استدراك وتعديل، حتى يتم بناؤه على أكمل وجه.
وهكذا أنتِ أيتها الفتاة تسعين دائمًا إلى سد النقص الذي يُشوِّه جمال إيمانك، فتحذري من أي شيء من الممكن أن يسيء إلى حُسن بنيانك الإيماني، وفي هذا المقال نحاول أن نوضح لكِ بعض الأمور التي تساعدكِ على التغلب على المعوقات التي ربما قد تعوقك في طريقك الله، فهذه من الممكن أن نطلق عليها المصابيح الراشدة التي تساعدكِ في الاستمساك بتدينكِ والتزامك بدين الله تعالى.
المصباح الأول: خُذي الكتاب بقوة:
فهو أول مصباح ينبغي أن يسترشد به كل إنسان ملتزم في تقييم صرح إيمانه، فهو الميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني إسرائيل من قبلنا، والمفترض فيهم أنهم حملة مشاعل النور في زمانهم، ومن ثم يقول لهم تبارك وتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٦٣].
أي استقبلوا منهج الله ( بجد وعزم على تحمل مشاقه ) [تفسير الألوسي، (6/417)].
وبذلك يسن لنا ربنا تبارك وتعالى سنة الجدية والأخذ بالعزيمة، وعدم التساهل والتفريط في التعامل مع تعاليم الكتاب المبين، وتوجيهات سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
ولئن اعتبرت بعض الفتيات وصيتنا لها بالجدية اتهاما منا لها بضدها، فلتعلم إذًا أن من هم خير منها وأفضل قد ذكروا بها من قبل ربهم جل وعلا، وعلى رأس أولئك أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فاسمعي إلى ربك وهو يوصي كليمه موسى عليه السلام، فيقول: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٤٥]، ومن بعده نبيه يحيى عليه السلام، {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: ١٢].
وما ذاك إلا لأن أمانة التكليف أمانة عظيمة ثقيلة، قد عجز عن القيام بها أشد مخلوقات الله قوة، من أمثال السماوات والأرض والجبال: {نَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: ٧٢]، فهل يستطيع أن يحمل تلك الأمانة العظيمة من كان خائر العزم، دني الهمة؟!
كلا، بل لا يستطيع القيام عليها إلا النساء الجادات، من أولي الهمة والعزم، آذانهم عن نداء الشهوات، ويصونون قلوبهن عن ضلال الشبهات، إيمانهم في قلوبهم كالفولاذ، لا يعرف الإنثناء أمام ضغوط الفساد والانحراف.
إن المؤمنة الصادقة يدور مع شرع الله تعالى، فأينما وجد فثم الاعتدال والوسطية، ولا يزال الإنسان ينتقل من تفريط إلى تنازل، ومن تساهل إلى لا مبالاة حتى يخدعه الشيطان، وتغره نفسه، فيعود القهقرى، وينكص عن طريق الله بالكلية عياذا بالله.
فإنما الأمر كما بينه الحجاوي رحمه الله لما قال: (مثل الإيمان كمثل بلدة لها خمس حصون: الأول من ذهب، والثاني من فضة، والثالث من حديد، والرابع من آجر، والخامس من لَبِن.
فما زال أهل الحصن متعاهدين حصن اللبن، لا يطمع العدو في الثاني، فإذا أهملوا ذلك؛ طمعوا في الحصن الثاني، ثم الثالث حتى تخرب الحصون كلها.
فكذلك الإيمان في خمس حصونٍ: اليقين، ثم الإخلاص، ثم أداء الفرائض، ثم السنن، ثم حفظ الآداب، فما دام يحفظ الآداب ويتعاهدها؛ فالشيطان لا يطمع فيه، وإذا ترك الآداب؛ طمع الشيطان في السنن، ثم في الفرائض، ثم في الإخلاص، ثم في اليقين) [غذاء الألباب، السفاريني، (1/37)].
المصباح الثاني: خير الأمور الوسط:
وإذا كان المصباح الأول متمثلًا في قوة الأخذ بمنهج الله، وإحياء سمت الجد والتعب، زمامًا تعصم الفتاة من هلكة التساهل والتفريط، فإن المصباح متمثلًا في لزوم منهج الوسط والاعتدال، يعصمه كذلك من مزلق التشدد والإفراط.
فالوسطية هي سمة الإسلام، ولا ينبغي للفتاة حينما نحدثها عن الأخذ بالعزيمة في طريقها إلى الله، فإن ذلك لا يكون داعيًا لها للغلو والتشديد على النفس.
فإن للشيطان فخان ينصبهما لكل فتاة ملتزمة بدين الله تبارك وتعالى، فخ التفريط والتساهل، وفخ التشدد والإفراط، ولا يبالي اللعين بأيهما من المؤمن ظفر؛ إذ أن العاقبة واحدة في كلتا الحالتين، نكوص وارتداد على العقب، وخسران مبين عياذًا بالله.
وسر ذلك يوضح الإمام ابن القيم رحمه الله في كلام له قيم، إذ يقول واصفًا كيد الشيطان الرجيم: (ومن كيده العجيب أنه يُشَأم النفس حتى يعلم أيَّ القوتين تغلب عليها، قوة الإقدام والشجاعة أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة، فإن رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام أخذ في تثبيطه، وإضعاف همته، وإرادته عن المأمور به.
وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الْهِمَّة، أخذ يقلل عنده المأمور به، ويوهمه أنَّه لا يكفيه، وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة فيقصِّر بالأول، ويتجاوز الثاني، كما قال بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي بإيِّهما ظفر.
وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل في هذين الواديين: وادي التقصير ووادي المجاورة والتعدي، والقليل منهم جدًا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه) [إغاثة اللهفان، ابن القيم، (1/115-116)].
المصباح الثالث: ادخلي في السلم كافة:
ويُشرق عليكِ بعد ذلك المصباح الراشد الثالث، إنه نور جميل مشرق، لا يعرف قدره إلا الأقوياء من السالكين درب الأنوار، نور التوازن والشمول الذي يظهر عظمة الشخصية الإسلامية الفريدة، التي صاغها نور الشريعة صياغة فذة، فغدت تنطق بالحق الذي تعتنقه في خلجات القلب والوجدان، وكلمات اللسان، كما في حركات الجوارح والأركان.
فشخصية المؤمنة الصادقة شخصية متكاملة، لا تعرف الاجتزاء من دين الله، فتراها لذلك تأخذ نصيبها من العلم بجوار قسطها من العبادة، وتراها تضرب لها في الأخلاق بسهم، كما لها في الاستمساك بالهدي الظاهر نصيب، وتبصرها قد حازت فاعلية صناعة الحياة، كما لها في ميدان الدعوة بروز وحضور.
فالشمول إذا هو سمت هذه الشخصية الربانية الفذة، التي أرادها الله تعالى من كل مؤمن، عندما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: ٢٠٨].
ماذا بعد الكلام؟
ـ خذي الكتاب بقوة، فلا تفرطي في شيء من تدينك، لأن صديقاتك لا يحبون ذلك، فلا تكوني إمعة (فإن كنت وحدك في وسط صديقاتك الغير ملتزمات بدين الله تعالى، فإنك لست وحدك في المجتمع، فهناك ركب عظيم قد سبقكك بالإلتزام) [35 نصيحة للفتيات في سن المراهقة، عادل فتحي عبد الله، ص(14)].
ـ كن وسطًا في تدينك، فلا تفرطي في أوامر الله تبارك وتعالى، ولا تشددي على نفسك.
ـ ادخلي في السلم كافة، فالتزمي بجميع شعائر الإسلام، ظاهره وباطنه، فلابد أن يكون لكِ في كل وادي من أودية الخير سهم، فتكوني مثلًا متخلقة بأخلاق الإسلام، ثم على قدر من العلم، وأن يكون لكِ سهما في الدعوة إلى الله، وغير ذلك من نواحي الخير.
المصادر:
· 35 نصيحة للفتيات في سن المراهقة، عادل فتحي عبد الله.



المصريه25 غير متواجد حالياً  
قديم 03-18-2011, 11:59 PM   #2
سمير المصرى

مؤسس شبكة الكعبة والمشرف العام

 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 4,570
معدل تقييم المستوى: 10
سمير المصرى is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
سمير المصرى غير متواجد حالياً  
قديم 04-29-2012, 08:35 PM   #3
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: خذي الكتاب بقوة

أسال من جلت قدرته وعلا شأنه وعمت رحمته وعم فضله وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوةولا يحرمك فضله وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته
واسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
بارك الله فيكم ولاحرمنا من جديدكم المميز
لكم منى ارق تحية واحترام
NESR غير متواجد حالياً  
قديم 05-13-2012, 09:13 PM   #4
حنين ***
مرشحة للاشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 136
معدل تقييم المستوى: 12
حنين *** is on a distinguished road
افتراضي رد: خذي الكتاب بقوة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزأكم اللهَ خَيَّرَا
__________________
حَنِينُ
حنين *** غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إعجاز الكتاب في وصف ثقل السحاب ابوصهيب منتدى الإعجاز العلمي 9 09-19-2015 02:09 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018