تسجيل الدخول

قديم 10-12-2013, 12:58 PM   #1
انى احبكم فى الله

مشرف المرئيات الاسلامية

 
الصورة الرمزية انى احبكم فى الله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الدولة: مصر\ الاسماعيلية
المشاركات: 571
معدل تقييم المستوى: 12
انى احبكم فى الله will become famous soon enough
إرسال رسالة عبر ICQ إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر AIM إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Yahoo إلى انى احبكم فى الله إرسال رسالة عبر Skype إلى انى احبكم فى الله
افتراضي رسائل إلى الحجاج والمعتمرينْ(1 )

رسائل إلى الحجاج والمعتمرين

إسلام محمود دربالة







مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70- 71].



أما بعد:

فهذه رسائل كتبتها لك أخي الحاج والمعتمر أسأل الله أن تلقى القبول عندك، وأن يعم بها الخير والنفع.

ذكرت فيها أركانًا وسننًا وآدابًا ونصائح ووقفات، ينتفع بها الحاج والمعتمر في أعمال الحج والعمرة، عسى أن تكون هذه الرسائل معينة على تصحيح العبادة، وتقويم الخلل والتنبيه على مواطن الزلل.

نفعني الله وإياك بها، ورزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح، اللهم اشرح قلوبنا لذكرك، وحبب إلينا طاعتك، وألهمنا رشدنا يا كريم.

وكتبه إسلام محمود دربالة



التشويق إلى حج البيت العتيق

الحمد لله الذي فرض على عباده حج بيته العتيق، وجعل الشوق إلى زيارته حاديًا لهم ورفيقًا، والصلاة والسلام على من أنار الله به الدرب والطريق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

* فإن الله تعالى فرض على عباده الحج إلى بيته العتيق في العمر مرة واحدة، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم : ((بُني الإسلام على خمس...)) وذكر منها: ((حج بيت الله الحرام))؛ متفق عليه.

* فالحج فريضة ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.

* ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الأوطان وعدم مفارقتها، رغب الشارع في الحج ترغيبًا شديدًا، وجعل له فضائل جليلة، وأجورًا كبيرة، لأنه يتطلب مفارقة الأوطان والمألوفات من أهل ومال وصاحب وعشيرة، وكذلك حثًّا للعباد على قصد هذا البيت بالحج والزيارة، وتشويقًا لهم إلى رؤية تلك المعالم التي هبط فيها الوحي، ونزلت فيها الرسالة.

أخي سارع ولا تتأخر.



* قال تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97].

* وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة))؛ أحمد وابن ماجه وحسنه الألباني.

* وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار، فننظر كل من كانت له جدة ولم يحج، فيضربوا عليه الجزية، ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين.



الحج يهدم ما كان قبله.

* عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك، فبسط، فقبضت يدي. فقال: ((مالك يا عمرو؟)) قلت: أشترط. قال: ((تشترط ماذا؟)) قلت: أن يغفر لي. قال: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟)) رواه مسلم.

الحج طهارة من الذنوب

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) لفظ البخاري.

* ولفظ مسلم: ((من أتى هذا البيت)) وهو يشمل العمرة. وعند الدار قطني: ((من حج واعتمر)). والرفث: الجماع، أو التصريح بذكر الجماع أو الفحش من القول.

* قال الأزهري: هي كلمة جامعة لما يريد الرجل من المرأة. والفسوق: المعاصي. ومعنى: ((كيوم ولدته أمه)) أي بلا ذنب. قال ابن حجر: وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات.



الحج من أفضل أعمال البر

* عن أبي هريرة قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)). قيل: "ثم ماذا؟" قال: ((جهاد في سبيل الله)). قيل: "ثم ماذا؟" قال: ((حج مبرور))؛ متفق عليه.

* قال أبو الشعثاء: نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن، والصوم كذلك، والصدقة تجهد المال، والحج يجهدهما.

فضل الحج المبرور

* عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) متفق عليه.

* والحج المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل. وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، ولا رفث ولا فسوق. وقيل: علامة بر الحج أن تزداد بعده خيرًا، ولا يعاود المعاصي بعد رجوعه.

* وعن الحسن البصري قال: الحج المبرور؟ أن يرجع زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة.

* وروي أن الحج المبرور هو إطعام الطعام، وطيب الكلام، وإفشاء السلام. والصحيح أنه يشمل ذلك كله.

الحج جهاد المرأة

* عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله! ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: ((لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور)) قالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ متفق عليه.

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة"؛ النسائي وحسنه ا لألباني.

الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب

* عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد))؛ رواه الطبراني والدارقطني وصححه الألباني.

* وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة))؛ أحمد والترمذي وصححه الألباني.



الرسالة الأولى

الإخلاص

الإخلاص لله سبحانه وتعالى هو الركن الأول من أركان العمل الصالح قال عز وجل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110].

فليكن حجك أخي الكريم أختي الكريمة خالصًا لله عز وجل لا رياء فيه ولا سمعة بل ابتغاء مرضاة الله، لا لأجل أن تتباهى بحجك، ولا لأجل أن يقال عنك: الحاج فلان، فالإخلاص الإخلاص.



الرسالة الثانية

المتابعة لرسول الله

النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وأسوتنا في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، والفوز والنجاة في متابعته والسعادة والهناء في هديه، قال عز وجل: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب:21]. وقال عز وجل: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: 31].

فجعل متابعة الرسول من لوازم محبته ومن الأدلة على صدق المحبة، فهل أنت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًّا؟.



الرسالة الثالثة

العلم الصحيح هو الطريق إلى العبادة الصالحة

قال عز وجل: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)) فالعلم هو السبيل الصحيح لاعتقاد صحيح ولعملٍ صالحٍ قويم.

لأنك بالعلم تعرف مراد الله، وتعرف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحرص قبل كل عبادة من العبادات على تعلم أركانها وشروطها وواجباتها وسننها حتى تفعلها، واحرص على معرفة ما يبطل الأعمال وينقضها ويفسدها حتى تبتعد عنه.



الرسالة الرابعة

التوحيد أولاً

التوحيد هو أول أركان الإسلام ولا تصح عبادة من العبادات إلا بتحقيق العبد للتوحيد، وهو الذي أرسل الله لأجله الرسل وأنزل الكتب قال عز وجل: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].

وقال عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19].

إلا أن بعض من ينتسب إلى الإسلام قد يقع في أفعال أو يأتي بأقوال تنافي التوحيد وتنقضه أو تخدش في كماله الواجب.

ومن ذلك: النذر لغير الله كمن ينذر للأولياء، وأصحاب القبور.

- وكذلك الاستغاثة بغير الله، ودعاء غير الله، وطلب الحاجات من غير الله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ} [النمل: 62].

- وكذلك الحلف بغير الله كالحلف بالآباء والأمهات، كمن يقول: والنبي والحسين ورحمة أبي.. وما شابه.

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت))؛ رواه البخاري ومسلم. فاحرص أخي على معرفة أركان التوحيد وأسسه حتى تحافظ عليها، وكذلك معرفة نواقضه وما يضاده من باب قول القائل.



عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه





الرسالة الخامسة

احذر البدعة

البدعة في الدين: هي ما أحدث في دين الله، ولم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ما لم يكن في زمان رسول الله دينٌ فلا يكون دينًا أبدًا.

والخير كل الخير في اتباع من سلف، والشر كل الشر في ابتداع من خلف، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم ومحدثات الأمور))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني

وابن مسعود - رضي الله عنه- يقول: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم.

فاحذر أخي الكريم - كل الحذر- من الوقوع في البدع؛ فإنها من أخطر مداخل الشيطان بعد الشرك بالله.

فاحرص على معرفة السنن وجانب البدع، ولا يكون ذلك إلا بالعلم النافع وسؤال أهل العلم.



الرسالة السادسة

من آداب الحج والعمرة

آداب الحج تنقسم إلى قسمين: آداب واجبة، وآداب مستحبة.

فأما الآداب الواجبة: فهي أن يقوم الإِنسان بواجبات الحج وأركانه، وأن يتجنب محظورات الإحرام الخاصة, والمحظورات العامة، الممنوعة في الإِحرام وفي غير الإِحرام، لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197].

وأما الآداب المستحبة في سفر الحج: فهي أن يقوم الإِنسان بكل ما ينبغي له أن يقوم به: من الكرم بالنفس والمال والجاه، وخدمة النفس, و خدمة إخوانه, وتحمل أذاهم، والكف عن مساوئهم، والإِحسان إليهم، سواء كان ذلك بعد تلبسه بالإِحرام، أو قبل تلبسه بالإِحرام؛ لأن هذه آداب عالية فاضلة، تطلب من كل مؤمن في كل زمانٍ ومكانٍ، وكذلك الآداب المستحبة في نفس فعل العبادة كأن يأتي الإِنسان بالحج على الوجه الأكمل، فيحرص على تكميله بفعل مستحباته القولية والفعلية.



الرسالة السابعة

الحج وأركانه

الحج: هو أن يحرم المسلم من الميقات ويخرج إلى منى ثم إلى عرفة ثم إلى مزدلفة ثم إلى منى مرةً ثانية، ويطوف ويسعى، ويستكمل أفعال الحج.

والحج فرضٌ بإجماع المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام.

وللحج شروط وجوب هي:

1- الإسلام.
2- العقل.
3- البلوغ.
4- الحرية.
5- القدرة على الحج بالمال والبدن.

أما أركانه فهي أربعة:

1- الإحرام.
2- الوقوف بعرفة.
3- الطواف.
4- السعي.

من أخل بشيء من هذه الأركان لم يتم نُسكه ولم يصح حجه.

وأما واجباته فهي:

1- أن يكون الإحرام من الميقات.
2- أن يقف بعرفة إلى الغروب.
3- أن يبيت بمزدلفة.
4- أن يبيت بمنى ليلتين بعد العيد.
5- أن يرمي الجمرات.
6- أن يطوف للوداع.

من أخل بشيءٍ من هذه الواجبات عامدًا فعليه الإثم والفدية، والفدية هي شاةٌ يذبحها ويفرقها في مكة، وإن كان غير متعمدٍ فلا إثم عليه لكن عليه الفدية.



الرسالة الثامنة

محظورات الإحرام

1- الجماع.
2- المباشرة بشهوة وكل مقدمات الجماع.
3- عقد النكاح.
4- خطبة النساء.
5- قتل الصيد.
6- الطيب بعد عقد النية بالإحرام سواء في البدن أو الثوب.
7- لبس الرجل القميص والبرنس والسراويل والعمائم والخفاف.
8- تغطية الرجل رأسه بملاصق معتاد كالطاقية والعمامة والغترة، ويجوز الاستظلال بما ليس بملاصق كالخيمة والشمسية وسقف السيارة.
9- ومن المحظورات في الحج لبس المرأة النقاب والقفازين، ولا بأس أن تسدل من أعلى رأسها ما يغطي وجهها بحضرة الأجانب، وإنما المنهي هو لبس النقاب، وكذلك لها أن تغطي يدها بجزءٍ من ثوبها.



الرسالة التاسعة

صفة الحج

نذكر هنا صفة الحج على سبيل الإِجمال والاختصار فنقول: إذا أراد الإِنسان الحج أو العمرة، فتوجه إلى مكة في أشهر الحج، فإن الأفضل أن يحرم بالعمرة أولاً ليصير متمتعًا، فيحرم من الميقات بالعمرة. وعند الإِحرام يغتسل كما يغتسل من الجنابة، ويتطيب في رأسه ولحيته، ويلبس ثياب الإِحرام، ويحرم عقب صلاة فريضة، إن كان وقتها حاضرًا، أو نافلة ينوي بها سنة الوضوء، لأنه ليس للإِحرام نافلة معينة، إذ لم يرد ذلك عن النبي ثم يلبي فيقول: "لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ولا يزال يلبي حتى يصل إلى مكة.

فإذا شرع في الطواف قطع التلبية، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر، وإلا أشار إليه، ويقول: "بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد"، ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط، يبتدئ بالحجر ويختتم به. وفي هذا الطواف يسنُّ أن يرمل في الثلاثة أشواط الأولى، بأن يسرع المشي ويقارب الخطى، وأن يضطبع في جميع الطواف، بأن يخرج كتفه الأيمن، ويجعل طرفي الرداء على الكتف الأيسر. فإذا أتم الطواف صلي ركعتين خلف المقام. وفي طوافه كلما حاذى الحجر الأسود كبّر, ويقول بينه وبين الركن اليماني: "ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار"، ويقول بقية طوافه ما شاء من ذكرٍ ودعاء.

وليس للطواف دعاءٌ مخصوص لكل شوط، وعلى هذا فينبغي أن يحذر الإِنسان من هذه الكتيبات التي بأيدي كثيرٍ من الحجاج، والتي فيها لكل شوطٍ دعاءٌ مخصوص، فإن هذا بدعة لم ترد عن رسول الله وقد قال النبي: ((كل بدعةٍ ضلالة))؛ أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وفال: حسنٌ صحيح.



ويجب أن يتنبه الطائف إلى أمرٍ يخل به بعض الناس في وقت الزحام: فتجده يدخل من باب الحِجْر، ويخرج من الباب الثاني، فلا يطوف بالحجر, وهذا خطأٌ؛ لأن الحِجْر أكثره من الكعبة، فمن دخل من باب الحجر وخرج من الباب الثاني، لم يكن قد طاف بالبيت، فلا يصح طوافه.

وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له، وإلا ففي أي مكان من المسجد، ثم يخرج إلى الصفا، فإذا دنا منه قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158], ولا يعيد هذه الآية بعد ذلك، ثم يصعد على الصفا ويستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويكبر الله ويحمده، ويقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". ثم يدعو بعد ذلك، ثم يعيد الذكر مرةً ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرةً ثالثة.

ثم ينزل متجهًا إلى المروة، فيمشي إلى العلم الأخضر - أي العمود الأخضر- ويسعى من العمود الأخضر إلى العمود الثاني سعيًا شديدًا، أي يركض ركضًا شديدًا، إن تيسر له ولم يتأذّ أو يؤذ أحدًا، ثم يمشي بعد العلم الثاني إلى المروة مشيًا عاديًا، فإذا وصل المروة، صعد عليها واستقبل القبلة ورفع يديه، وقال مثل الذي قال على الصفا، فهذا شوط.



ثم يرجع إلى الصفا من المروة، وهذا هو الشوط الثاني، ويقول فيه ويفعل كما قال في الشوط الأول وفعل.

فإذا أتم سبعة أشواط - من الصفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوطٌ آخر. فإذا أتم سبعة أشواط - فإنه يقصّر شعر رأسه، ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس، بحيث يبدو واضحًا في الرأس. والمرأة تقصر من كل طرف رأسها بقدر أُنملة، ثم يحلّ من إحرامه حلاًّ كاملاً, فيتمتع بما أحل الله له من النساء والطيب واللباس وغير ذلك.

فإذا كان يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج، فاغتسل، وتطيب, ولبس ثياب الإِحرام، وخرج إلي منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، خمس صلوات، يصلي الرباعية ركعتين، وكل صلاةٍ في وقتها، فلا جمع في منى، وإنما هو القصر فقط.

فإذا طلعت الشمس يوم عرفة، سار إلى عرفة، فنزل بنمرة إن تيسر له، وإلا استمر إلى عرفة فينزل بها، فإذا زالت الشمس، صلى الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم، ثم يشتغل بعد ذلك بذكر الله، ودعائه، وقراءة القرآن، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى، وليحرص على أن يكون آخرَ ذلك اليوم مُلِحًّا في دعاء الله فإنه حريٌّ بالإِجابة. فإذا غربت الشمس، انصرف إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ثم يبقى هناك حتى يصلي الفجر، ثم يدعو الله إلى أن يسفر جدًّا، ثم يدفع بعد ذلك إلى منى، ويجوز للإِنسان الذي يشق عليه مزاحمة الناس، أن ينصرف من مزدلفة قبل الفجر، لأن النبي رخص لمثله.



فإذا وصل إلى منى بادر فرمى جمرة العقبة الأولى قبل كل شيء بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه، ثم يحلق رأسه، وهو أفضل من التقصير، وإن قصره فلا حرج، والمرأة تقصر من أطرافه بقدر أنملة. وحينئذٍ يحل التحلل الأول، فيباح له جميع محظورات الإِحرام ما عدا النساء. فينزل بعد أن يتطيب ويلبس ثيابه المعتادة ينزل إلى مكة، فيطوف طواف الإِفاضة سبعة أشواط بالبيت، ويسعى بين الصفا والمروة, سبعة أشواط، وهذا الطواف والسعي للحج، كما أن الطواف والسعي الذي حصل منه أول ما قدم للعمرة، وبهذا يحلّ من كل شيءٍ حتى من النساء.

ولنقف هنا لننظر ماذا فعل الحاج يوم العيد؟ فالحاج يوم العيد: رمى جمرة العقبة, ثم نحر هديه، ثم حلق أو قصر, ثم طاف، ثم سعى، فهذه خمسة أنساك يفعلها على هذا الترتيب، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج؛ لأن النبي كان يُسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير، فما سئل عن شيء قُدّم ولا أُخر يومئذ إلا قال: ((افعل ولا حرج))؛ رواه البخاري ومسلم، فإذا نزل من مزدلفة إلى مكة، وطاف وسعى، ثم خرج ورمى فلا حرج، ولو رمى ثم حلق قبل أن ينحر، فلا حرج, ولو رمى ثم نزل إلى مكة وسعى و طاف فلا حرج، ولو رمى ونحر وحلق ثم نزل إلى مكة وسعى قبل أن يطوف لا حرج، المهم أن تقديم هذه الأنساك الخمسة بعضها على بعض لا بأس به، لأن الرسول ما سئل عن شيء قُدم ولا أُخر يومئذ إلا قال: ((افعل ولا حرج)) وهذا من تيسير الله ورحمته بعباده.



وقد بقى من أفعال الحج: المبيت في منى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، وليلة الثالث عشر لمن تأخر، لقول الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203]. فيبيت الحاج بمنى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، ويجزئ أن يبيت في هاتين الليلتين معظم الليل.

فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات الثلاث؛ يبدأ بالصغرى وهي الأولى التي تعتبر شرقية بالنسبة للجمرات الثلاث فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يُكَبِّر مع كل حصاة، ثم يتقدم عن الزحام قليلاً، و يقف مستقبلاً القبلة, رافعًا يديه, يدعو الله دعاءً طويلاً, ثم يتجه إلى الوسطى فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم قليلاً عن الزحام، ويقف مستقبلاً القبلة، رافعًا يديه، يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم يتقدم إلى جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ولا يقف عندها؛ اقتداءً برسول الله.



وفي ليلة الثاني عشر، يرمي الجمرات الثلاث كذلك، وفي اليوم الثالث عشر - إن تأخر - يرمي الجمرات الثلاث كذلك.

ولا يجوز للإنسان أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر قبل الزوال؛ لأن النبي لم يرم إلا بعد الزوال، وقال: ((خذوا عني مناسككم))؛ رواه مسلم والبيهقي وهذا لفظ البيهقي، وكان الصحابة يتحينون الزوال، فإذا زالت الشمس رمَوْا، ولو كان الرمي قبل الزوال جائزًا لبيَّنه النبي لأمته، إما بفعله، أو قوله، أو إقراره، ولمّا اختار النبي وسط النهار للرمي، وهو شدة الحر، دون الرمي في أوله الذي هو أهون على الناس، عُلم أن الرمي في أول النهار لا يجوز، لأنه لو كان من شرع الله، لكان هو الذي يُشْرَع لعباد الله، لأنه الأيسر، والله إنما يشرع لعباده ما هو الأيسر. ولكن يمكنه إذا كان يشقُّ عليه الزحام، أو المضي إلى الجمرات في وسط النهار، أن يؤخر الرمي إلى الليل، فإن الليل وقت للرمي، إذ لا دليل على أن الرمي لا يصح ليلاً، فالنبي وقَّت أول الرمي ولم يوَقِّت آخره، والأصل فيما جاء مطلقًا، أن يبقى على إطلاقه حتى يقوم دليل على تقييده بسبب أو وقت.



ثم ليحذر الحاج من التهاون في رمي الجمرات، فإن من الناس من يتهاون فيها حتى يوكل من يرمي عنه، وهو قادر على الرمي بنفسه، وهذا لا يجوز ولا يجزئ، لأن الله تعالى يقول في كتابه: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ} [البقرة: 196]. والرمي من أفعال الحج، فلا يجوز له الإِخلال به، ولأن النبي لم يأذن لضَعَفَة أهله أن يوكلوا من يرمي عنهم؛ بل أذن لهم بالذهاب من مزدلفة في آخر الليل، ليرموا بأنفسهم قبل زحمة الناس. ولأن النبي لم يأذن للرعاة الذين يغادرون منى في إبلهم، لم يأذن لهم أن يوكلوا من يرمي عنهم، بل أذن لهم أن يرموا يومًا ويدعوا يومًا ليرموه في اليوم الثالث. وكل هذا يدل علي أهمية رمي الحاج بنفسه, و أنه لا يجوز أن يوكل أحدًا, ولكن عند الضرورة لا بأس بالتوكيل، كما لو كان الحاج مريضًا أو كبيرًا لا يمكنه الوصول إلى الجمرات، أو امرأة حاملاً تخشى على نفسها أو ولدها, ففي هذه الحال يجوز التوكيل.

ولولا أنه ورد عن الصحابة أنهم كانوا يرمون عن الصبيان، لقلنا: إن العاجز يسقط عنه الرمي، لأنه واجب عجز عنه، فيسقط عنه لعجزه عنه، ولكن لما ورد جنس التوكُّل في الرمي عن الصبيان، فإنه لا مانع من أن يلحق به من يشابههم في تعذر الرمي من قبل نفسه.

المهم أنه يجب علينا أن نُعظم شعائر الله، وألا نتهاون بها، وأن نفعل ما يمكننا فعله بأنفسنا لأنه عبادة، كما قال النبي: ((إنما جُعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة، ورمي الجمرات لإقامة ذكر الله))؛ أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.



وإذا أتم الحج، فإنه لا يخرج من مكة إلى بلده، حتى يطوف للوداع، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الناس ينفرون من كل وجه، فقال النبي: ((لا ينفرن أحدٌ حتى يكون آخر عهده بالبيت))؛ رواه البخاري ومسلم؛ إلا إذا كانت المرأة حائضًا أو نُفَساء، وقد طافت طواف الإِفاضة، فإن طواف الوداع يسقط عنها، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: "أُمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن الحائض"؛ رواه البخاري ومسلم، ولأن النبي لما قيل له: إن صفية قد طافت طواف الإِفاضة، قال: ((فلتنفر إذًا))؛ أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وهذا لفظه، وكانت حائضًا.

ويجب أن يكون هذا الطواف آخر شيء، وبه نعرف أن ما يفعله بعض الناس، حين ينزلون إلى مكة، فيطوفون طواف الوداع، ثم يرجعون إلى منى، فيرمون الجمرات، ويسافرون من هناك، فهذا خطأ، ولا يجزئهم طواف الوادع، لأن هؤلاء لم يجعلوا آخر عهدهم بالبيت، وإنما جعلوا آخر عهدهم بالجمرات.
وللموضوع تتمة


__________________
اُشهد اللهٌ إني اُحبكم فى الله
وأسال الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل
و أن يستعملنا في ما يحب و يرضى .. آمين .. آمين .. آمين





انى احبكم فى الله غير متواجد حالياً  
قديم 10-20-2013, 05:28 PM   #2
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: رسائل إلى الحجاج والمعتمرينْ(1 )

جزاكم الله كل خيـر ... ولاحرمنا من جديدكم المميز
اسال الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

لكم منى ارق تحية واحترام

NESR غير متواجد حالياً  
قديم 09-27-2015, 03:29 PM   #3
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: رسائل إلى الحجاج والمعتمرينْ(1 )



بسم الله الرحمن الرحيم



بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله




ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسائل إلى الحجاج والمعتمرينْ (2 ) انى احبكم فى الله الحج والعمره 2 09-27-2015 03:17 PM
بعض الحجاج يرى أنه يجب عليه أن يحج مرة متمتعاً وقارناً ومفرداً فهل هذا فيه صحيح؟ أبو عادل الحج والعمره 3 09-26-2015 08:06 PM
كتاب الكتروني أخطاء يرتكبها بعض الحجاج ميس الإسلام الكتب الالكترونية الاسلامية 2 06-03-2011 02:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018