تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى العقيدة الإسلامية

منتدى العقيدة الإسلامية كل ما يختص بالعقيدة الإسلامية - توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات والإيمان و أركانه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2011, 06:09 PM   #1
مسلم التونسي

المدير العام للموقع

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 6,084
معدل تقييم المستوى: 10
مسلم التونسي is on a distinguished road
افتراضي خواطر شيطانية

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خواطر شيطانية


روى البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي أحدكم الشيطان فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله تعالى ولينته)([1])

قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: "وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته) أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله تعالى في دفعه ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها".

قال الخطابي:

"وجه هذا الحديث أن الشيطان إذا وسوس بذلك فاستعاذ الشخص بالله تعالى منه وكف عن مطاولته في ذلك اندفع.

قال وهذا بخلاف ما لو تعرض له أحد من البشر بذلك فإنه يمكن قطعه بالحجة والبرهان، وأما الشيطان فليس لوسوسته انتهاء بل كلما ألزم حجة زاغ إلى غيرها إلى أن يفضي بالمرء إلى الحيرة. نعوذ بالله تعالى من ذلك.


على أن قول الشيطان من خلق ربك كلام متهافت ينقض آخره أوله لأن الخالق يستحيل أن يكون مخلوقا. ثم لو كان السؤال متجها لاستلزم التسلسل وهو محال وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث فلو كان هو مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات".

وقال المارزي:

"الخواطر على قسمين فالتي لا تستقر ولا يجلبها شبهة هي التي تندفع بالإعراض عنها وعلى هذا ينزل الحديث وعلى مثلها ينطلق اسم وسوسة وأما الخواطر المستقرة الناشئة عن الشبهة فهي التي لا تندفع إلا بالنظر والاستدلال.



وقال الطيبي:

"إنما أمر بالاستعاذة والاشتغال بأمر آخر ولم يأمر بالتأمل والاحتجاج لأن العلم باستغناء الله جل وعلا عن الموجد أمر ضروري لا يقبل المناظرة ولأن الاسترسال في الفكر في ذلك لا يزيد المرء إلا حيرة، ومن هذا حاله فلا علاج له إلا الملجأ إلى الله تعالى والاعتصام به".


وقال ابن التين - رحمه الله -:

لو جاز لمخترع الشيئ أن يكون له مخترع لتسلسل فلا بد من الانتهاء إلى موجد قديم، والقديم من لا يتقدمه شيء ولا يصح عدمه، وهو فاعل لا مفعول، وهو الله تبارك وتعالى([2])


وتبين بهذا أن الوساوس الشيطانية التي يبغضها القلب ويدفعها ولا تستقر فيه؛ إنما تندفع بالإعراض عنها والاستعاذة بالله تعالى من شرها.

وهذه الوساوس يطلق عليها اسم (الوسوسة) لأنها ليست ناشئة عن شبهة أو جهل، بل مجرد وسوسة فقط، والذي يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما شكا إليه بعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ما يجدونه في أنفسهم مما يكرهونه (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) ([3]).


وتقدم قول المارزي - رحمه الله تعالى - في ذلك وأن هذه الخواطر التي لا تستقر ولا تثبت في القلب ولا تجلبها شبهة يطلق عليها اسم الوسوسة. وسيأتي أيضا بعض أقوال أهل العلم في طرق التخلص من هذه الوسوسة.

وقد يطلق على هذا النوع من الوساوس أيضا اسم (الشك) ولكن لا يراد به الشك المصطلح عليه وهو التوقف بين الأمرين وإنما يراد به الخواطر التي لا تثبت في القلب ولا تستقر فيه ولا تزلزل الإيمان الثابت فيه، بل يكرهها القلب ويبغضها ويدفعها كما تقدم، والذي يدل على ذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)([4]).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:

"واختلف السلف في المراد بالشك هنا فحمله بعضهم على ظاهره وقال كان ذلك قبل النبوة وحمله أيضا الطبري على ظاهره وجعل سببه حصول وسوسة الشيطان لكنها لم تستقر ولا زلزلت الإيمان الثابت واستند في ذلك إلى ما أخرجه هو وعبد بن حميد وبن أبي حاتم والحاكم من طريق عبد العزيز الماجشون عن محمد بن المنكدر عن بن عباس قال أرجى آية في القرآن هذه الآية (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)" الآية([5]).


قال ابن عباس:

هذا لما يعرض في الصدور ويوسوس به الشيطان فرضي الله من إبراهيم عليه السلام بأن قال (بَلَى).


قال ابن عطية:

ومحمل قول بن عباس عندي أنها أرجى آية لما فيها من الإدلال على الله وسؤال الأحياء في الدنيا أو لأن الإيمان يكفي فيه الإجمال ولا يحتاج إلى تنقير وبحث.


قال ومحمل قول عطاء:

دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس أي من طلب المعاينة، قال: وأما الحديث فمبني على نفي الشك والمراد بالشك فيه الخواطر التي لا تثبت وأما الشك المصطلح عليه وهو التوقف بين الأمرين من غير مزية لأحدهما على الآخر فهو منفي عن الخليل عليه السلام قطعا لأنه يبعد وقوعه ممن رسخ الإيمان في قلبه فكيف بمن بلغ رتبة النبوة،

وأيضا فإن السؤال لما وقع بكيف دل على حال شيء موجود مقرر عند السائل والمسئول فهو سؤال عن هيئة الإحياء لا عن نفس الإحياء فإنه ثابت مقرر.


قال عياض:

لم يشك إبراهيم بان الله يحيى الموتى، وإنما أراد الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين([6]).



ومن الأدلة على ذلك أيضا ما رواه أبو داود في سننه في باب رد الوسوسة ([7])، عن أبي زميل قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شىء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به!

قال: فقال لي: أشىء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله عزوجل (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) ([8]) قال: فإذا وجدت في نفسك شيئا فقل: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ([9])،

قلت: والمراد بهذا الشك الوارد في هذا الأثر هو الخواطر التي لا تستقر في القلب ويكرهها، وليس الشك المصطلح عليه وهو التوقف بين الأمرين...


وأما الشك المصطلح عليه... فهذا هو الشك المحظور، فإن وقع هذا الشك في أمر من أمور الشريعة الإسلامية سواء كان في الاعتقاد أو في غيره مما يكفَّر به من أنكره أو شك فيه بعد بلوغه الدليل، فإنه يكفر بذلك كفرا أكبر مخرجا عن دائرة الإسلام والعياذ بالله تعالى، فإن مات على ذلك بدون توبة فهو من أهل النار الخالدين فيها والعياذ بالله تعالى...

المصدر
الآيات الدالة على الله تعالى

وفق نهج القرآن ومذهب السلف ص 110-114

لأبي محمد إبراهيم بن محسن آل عيسى


ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(*) العنوان من وضع اللجنة العلمية
([1]) رواه البخاري في كتاب بدء الخلق / باب صفة إبليس وجنوده، رقم 3276
([2]) فتح الباري 6/341، 13/273
([3]) رواه أبو داود في كتاب الأدب / باب رد الوسوسة (118) وقال الألباني رحمه الله تعالى: صحيح, انظر صحيح سنن أبي داود للألباني 3/962 رقم 4264.
([4]) رواه البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء / باب قول الله عز وجل (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ) الآية، وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) رقم الحديث 3372
([5]) البقرة / 260
([6]) فتح الباري 6/411 – 413
([7]) رواه أبو داود في كتاب الأدب / باب رد الوسوسة وقال الألباني رحمه الله تعالى: إسناده حسن، انظر صحيح سنن أبي داود 3/962 رقم 4262
([8]) يونس/94
([9]) الحديد/3
مسلم التونسي غير متواجد حالياً  
قديم 11-11-2011, 08:31 PM   #2
سمير المصرى

مؤسس شبكة الكعبة والمشرف العام

 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 4,570
معدل تقييم المستوى: 10
سمير المصرى is on a distinguished road
افتراضي رد: خواطر شيطانية

جزاك الله خيرا ونفع بك ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة
__________________
أكبر موقع لتلاوات القرأن الكريم شاركوها لتشاركوا الثواب
أكثر من 100 ألف تلاوة
https://bit.ly/2YoKF1P
اتلاوات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
https://bit.ly/3dKub8s
تلاوات الشيخ محمد صديق المنشاوى
https://bit.ly/2CES9Vw
تلاوات الشيخ الحصرى
https://bit.ly/3eEgiK7
تلاوات الشيخ محمود على البنا
https://bit.ly/3g4vCA1
تلاوات الشيخ مصطفى اسماعيل
https://bit.ly/2CMrfv8
تلاوات الشيخ محمد رفعت
https://bit.ly/31mPZV2
تلاوات الشيخ الطبلاوى
https://bit.ly/2Nz6JQD
تلاوات الشيخ ماهر المعيقلى
https://bit.ly/2A8k5jM
تلاوات الشسيخ السديس
https://bit.ly/2Ze29ge
تلاوات الشيخ الشريم
https://bit.ly/31l8dWL
تلاوات الشيخ هزاع البلوشى
https://bit.ly/2NxZnwG
تلاوات الشيخ أحمد العجمى
https://bit.ly/3ihVlHc
تلاوات الشيخ حجاج الهنداوى
https://bit.ly/31hRJ1M
باقى القراء ستجد مئات القراء والاف التلاوات
https://bit.ly/31z1cSD
سمير المصرى غير متواجد حالياً  
قديم 11-25-2011, 03:36 PM   #4
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: خواطر شيطانية

أسال من جلت قدرته وعلا شأنه وعمت رحمته وعم فضله وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوةولا يحرمك فضله وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته
بارك الله فيكم ولاحرمنا من جديدكم الطيب
أشكركم على مواضيعكم المميزة
لكم منى ارق تحية واحترام
NESR غير متواجد حالياً  
قديم 09-24-2015, 07:56 PM   #5
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: خواطر شيطانية



بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله


ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خواطر زوجية 1 المصريه25 ملتقى الأسرة والمجتمع 2 09-13-2015 12:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018