تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى العقيدة الإسلامية

منتدى العقيدة الإسلامية كل ما يختص بالعقيدة الإسلامية - توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات والإيمان و أركانه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2011, 02:28 PM   #1
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
فوائد في العقيدة3


فوائد في العقيدة3

الرحمة نوعان:
1- رحمة الله صفة من صفاته تليق بجلاله وعظمته. 2- رحمة مخلوقة، كما في الحديث: عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ --:
إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ بَيْنَهُمْ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ رواه مسلم وكما في حديث: احتجت الجنة والنار.... فقال للجنة:.. أنتي رحمتي أرحم بك من أشاء.. .
القرب نوعان، كما أن المعية نوعان:
ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وجماعة من أهل العلم إلى أن القرب قرب الرب من عباده وأنه لا يكون عاما وخاصا، كالمعية تكون عامة وخاصة، وأنه لا يكون القرب إلا خاصا وهو قرب من السائلين بالإجابة، وقرب من العابدين بالإثابة، فهذا الخاص نوعان كما في قوله: -تعالى-:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ وقوله: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وأما قوله: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وقوله: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ؛ فهذا قرب الملائكة من العبد.
وقيل: إن القرب نوعان؛ عام وخاص، كما أن المعية عامة وخاصة، والضمير في الآيتين السابقتين لله -عز وجل- والمعنى نحن أقرب إليه بالعلم والإحاطة والإطلاع والرؤية والقدرة، وهذا القول أرجح وأظهر من القول الأول.
قوله: في الحديث:
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قوله: "في ظله" صفة من الصفات لا تؤول، بل هي كما يليق بالله -سبحانه وتعالى- ومن قال: إن هذا الظل المراد به ظل العرش، يخشى عليه من التأويل، بل هو تأويل كما فسره بذلك النووي في شرح مسلم قال لورود حديث بذلك والجواب: أن حديث: في ظل عرشه باق على ظاهره، والحديث الأول باق على ظاهره فلا يفسر أحدهما بالآخر.
الكنف، والظل والحقو، كلها من صفات الله:
أما صفة الكَنَف فهي من الصفات الذاتية؛ لحديث البخاري
يؤتى بالعبد يوم القيامة فيضع كنفه عليه ويقرره بذنوبه .
الكنف المذكور في الصحيح: (
إن الله يدني العبد يوم القيامة حتى يضع كنفه عليه ) من صفات الله، نقله أبو عبد الله بن حامد عن الإمام أحمد وأقره شيخ الإسلام وابن حامد شيخ القاضي أبي يعلى وأما صفة الحقْو: فهي من الصفات الذاتية؛ لحديث: (لما خلق الله الرحم قامت الرحم وأخذت بحقو الرحمن، فقال: مه. فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة ) وأما صفة الظل فدليله حديث: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) قال النووي المراد ظل عرشه كما دل عليه الحديث الآخر، والصواب أنهما حديثان، ففي هذا الحديث الظل صفة للرب، وفي الحديث الآخر صفة للعرش فهما حديثان.
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: وهذه أحاديث مأثورة عن النبي -- في الرحم والحقو، وأنه يضع كنفه على عبده، وسئل أحمد عن قوله: -تعالى-: (
ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ ) فقال: فمن قال: إن دعوة الله مخلوقة كفر. قال أبو عبد الله بن حامد فجملة هذه المسائل مذهب إمامنا فيها الإيمان والتصديق بها، والتسليم والرضا، وأن الله يضع كنفه على عبده تقريبا له إلى أن يضع كنفه عليه، وذلك صفة ذاته لا يدري ما التكييف فيها، ولا ماذا صفتها، وكذلك في الرحم تأخذ بحقو الرحمن، صفة ذاته، لا يدري ما التكييف فيها ولا ماذا صفتها، وكذلك دعوة الله -تعالى- لعباده وهم في الأرض أموات بالخروج منها فيخرجون، كل ذلك صفات ذاته ون غير تكييف ولا تشبيه.
قال: فأما الحديث في الرحم والحقو، فحديث صحيح، ذكره البخاري وقد سئل إمامنا عنه فأثبته، وقال: يمضي الحديث كما جاء.
من الصفات الفعلية للرب -سبحانه وتعالى- وصفه بالكتابة، وأدلة هذه الصفة كثيرة، منها قوله: -تعالى-: (
وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ) وفي الحديث: ( وكتب في الذكر كل شيء ) وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -- يَقُولُ: ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -- قَالَ: ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ).
وفي حديث احتجاج آدم وموسى أن آدم قال لموسى (
وخط الله لك التوراة بيده ).

قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: جاءت الأحاديث بثبوت المماسة، كما دل على ذلك القرآن الكريم وقاله أئمة السلف، وهو نظير الرؤية، وهو متعلق بمسألة العرش، وخلق آدم بيده، وغير ذلك من مسألة الصفات وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم، فشيخ الإسلام أثبت مماسة الله لبعض خلقه، كالعرش وآدم وقال: إن ذلك دل عليه القرآن الكريم وجاء الحديث بثبوته وقاله أئمة السلف، وإن كان قد نفاه طوائف من أهل الكلام والحديث.
قلت: مثل القاضي أبو يعلى من الحنابلة نفاه في كتابه إبطال التأويلات، وقال: إنه يستلزم الحدوث للرب.
أقوال العلماء في مماسة الرب للعرش ثلاثة:
- منهم من يثبت المماسة كما جاءت بها الآثار.
- ومنهم من ينفي المماسة.
- ومنهم من يقول: لا أثبتها ولا أنفيها.
المس والاتصال بالرب مختلف فيه على قولين.
قال شيخ الإسلام وذكر عن الصحابة كابن عباس وعن التابعين عن عبيد بن عمير وغيره، وفيه أن الله ينادي داود -عليه السلام- حتى يمس بعضه، وكذلك الحركة في جوازها أو جواز إطلاقها على الرب قولان للعلماء.
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:29 PM   #2
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

فوائد في العقيدة
الله -تعالى- ذاته نور واسمه النور ووصفه النور، فالنور من أسماء الله الحسنى وقد جاء عده في الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة من طريق الوليد والله -تعالى- نور لأنه لا يمكن أن يكون وصف النور لمن ليس نورا؛ إذ الأجسام النورانية نوعان:
مستنير وليس منيرا لغيره كالجمرة، مستنير ومنير لغيره، كالشمس والقمر والنار والمصباح، وليس في الأجسام منير لغيره وهو غير مستنير.
ومن الأدلة على أن الله اسمه النور ووصفه النور ما يأتي: قول الله -تعالى-:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ الآية، وقوله: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في الصحيحين: اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن وحديث جابر بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور... حديث: أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.. قول ابن عباس "ذاك نوره الذي هو نوره".
النور تارة يضاف إلى الذات، كقوله:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وتارة يضاف إلى الوجه، كحديث: أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.. و قول ابن مسعود "إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه"، والنور صفة كمال وضده صفة نقص.
النور نوعان أحدهما صفة من صفات الرب -تعالى- والثاني خلق من خلقه، كما أن الرحمة نوعان صفة من صفاته والثانية خلق من خلقه.
أ- أنه صفة من صفات الله، كما يليق بجلال الله وعظمته، لكنه ورد مضافا إلى الله:
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ولم يرد مستقلا، فلا يقال: إن من أسماء الله النور بإطلاق؛ لأنه لم يرد. ب- أنه نور مخلوق من جملة مخلوقاته، قال -تعالى-: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) ؛ أي خلقهما.
قال شيخ الإسلام :
فيقال: قد تقدم الكلام على هذه الآية: (
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )في أول كلامه، وذكر أن الذي عليه جماهير الخلائق أن الله -عز وجل- نفسه نور، حتى نفاة الصفات الجهمية كانوا يقولون: إنه نور، وأما القول بأن الله -عز وجل- نفسه هو نور الشمس والقمر والنار، فهذا لا يقوله مسلم، ولكن قد ورد عن ابن مسعود أنه قال: نور السماوات من نور وجهه، وهذا يتكلم عليه في موضعه.
ويتوهم بعض الناس أن هذه الأنوار قديمة؛ لزعمهم أنها من نور الله -عز وجل- بل يقولون: إن هذه الأنوار هي الله، وهو نصب الخلاف مع من يقول ذلك -يعني الرازي نصب الخلاف- ولكن يبقى كونه نورا مطلقا، فلم يذكر إلا قولين: إما أن يكون هو هذا النور المحسوس، وإما أن لا يكون نورا بحال.
وكلا القولين باطل بل هو نور، له نور، وحجابه نور، وإن لم يكن ذلك محسوسا لنا، ولا حاجة في نفي كونه هذا النور محسوسا إلى ما ذكره من الأدلة يعني الرازي اهـ.
وقال -رحمه الله-: الثاني أنه كونه نورا، أوله نور لا يوجب ظهوره ذلك لكل أحد، فإنه يحتجب عن العباد كما سنذكره في لفظ "الحجاب" اهـ.
وقال -رحمه الله-: يقال: هو نور وله نور، فإن اسم النور يقال للشيء القائم بنفسه، كما سمى القمر نورا، ويقال للصفة القائمة بغيرها، كما يقال نور الشمس والقمر، وقد دل الكتاب والسنة على أنه نور، وله نور، وحجابه النور، فالمضاف ليس هو المضاف إليه. أهـ
وقال ابن القيم في مختصر الصواعق: إن النص قد ورد بتسمية الرب نورا، وبأن له نورا مضافا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور، فهذه الأربع أنواع:
فالأول: يقال عليه -سبحانه- بالإطلاق، فإنه النور الهادي.
والثاني: يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وعزته وقدرته وعلمه، وتارة يضاف إلي وجهه، وتارة يضاف إليه ذاته، فالأول إضافته إلى وجهه، كقوله: (أعوذ بنور وجهك ) وقوله: "نور السماوات والأرض من نور وجهه"، والثاني: إضافته إلى ذاته، كقوله: (
وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) وقول ابن عباس -رضى الله عنهما-: "ذلك نوره الذي إذا تجلى به".
والثالث: وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله: (
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) .
والرابع: كقوله حجابه النور، فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة.
وقال شيخ الإسلام وقوله: -تعالى-: (
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ) النور يتناول الأقسام الثلاثة، فإنه أخبر أنه نور، وأخبر أن له نورا، وأخبر أنه كمشكاة فيها مصباح، ومعلوم أن المصباح الذي في المشكاة له نور يقوم به، ونور منبسط على ما يصل إليه من الأرض والجدران. اهـ.
وقال -رحمه الله-: وأيضا فهذا مثل اسمه السلام، فقد ثبت في صحيح مسلم عن ثوبان أن النَّبِيَّ --: (
كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا لجلال والإكرام ) فأخبر أنه هو في نفسه السلام وأن منه السلام.
أنكرت المعتزلة والجهمية أن يكون الله نورا، وأن يوصف بالنور، وقالوا: إن النور الساطع الذي نراه في الأرض والجبال مخلوقا فلا يكون وصفا لله، وقالت الجهمية الله نور كله،؛ أي أنه نور حالٌ في الأرض، فرد عليهم الإمام أحمد في كتابه الرد على الزنادقة، فقال: إذا كان نورا فلماذا لا ينير البيت المظلم.
الله -تعالى- احتجب بالنور، كما في صحيح مسلم عن أبي موسى (
حجابه النور أو النار ) وفي حديث أبي ذر ( رأيت نورا )وهذا النور الذي احتجب به الرب مخلوق، وإذا كان الحجاب نورا فكيف يحتجب بالنور من ليس بنور،؟ بل إن الحجاب إنما استنار بنور الله عز وجل.
مسمى النفس عند السلف هو الذات، فنفس الله هو الله والنفس تجمع الصفات كلها، فإذا نفيت النفس نفيت الصفات.
دلت النصوص على إثبات النفس لله، كقوله -تعالى-: (
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ) وقوله: ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) والناس لهم في النفس ثلاثة مذاهب:
1- مذهب أهل السنة والجماعة: أن نفس الله هو الله وذاته لا صفة قائمة به، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام والإمام أحمد وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو بكر بن خزيمة فيما نقله عنهم، وكلام أحمد صريح في أن نفسه هي هو، وهي ذاته لا صفة لذاته. 2- أن نفس الله صفة ليست هي ذاته، بل قائمة بذاته، في صفة زائدة على الذات، وهذا القول ضعيف ذهب إليه طائفة من المتأخرين، كالقاضي أبي يعلى فيما نقله عنه شيخ الإسلام ورد عليه وأطال. 3- نفي النفس عن الله وإنكار نفس الله، وهذا مذهب الجهمية وهذا كفر.
من أسماء الله التي يسمى بها ويعبّد لله بها ما يأتي:
الجميل؛ لحديث: (
إن الله جميل يحب الجمال ) .
الطيب؛ لحديث: (
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ).
المسعّر؛ لحديث: (
إن الله هو المسعر الباسط القابض ) .
الصمد: من أسماء الله العظيمة، الذي ورد في سورة الإخلاص، وقد جاءت الآثار عن الصحابة والتابعين في تفسيره ومعناه، وبعضها مرفوع إلى النبي -- وسورة الإخلاص نزلت جوابا لبعض المشركين وأهل الكتاب لما قالوا للنبي --: انسب لنا ربك.
وقد جاء في هذه الآثار التي ساقها شيخ الإسلام في نقض التأسيس في تفسير الصمد، من كتاب السنة للطبراني والسنة لابن أبي عاصم ثلاث تفسيرات وكلها حق، والاشتقاق واللغة تدل عليها:
الصمد: المجتمع الذي لا جوف له.
الصمد: السيد المصمود إليه المقصود في الحوائج.
الصمد: السيد الذي اكتمل سؤدده وكمل شرفه.
ولكن التفسير الأول هو الأصل، وهو الذي يدل عليه أصل الاشتقاق، وهو المناسب للجواب عن سؤال المشركين وأهل الكتاب.
والتفسير الثاني لا ينافي التفسير الأول، بل هو دال عليه وملزوم ولازم له؛ لأنه إن كان مجتمعا في نفسه غير محتاج إلى غيره دل على أنه مصمود إليه ومقصود في الحوائج، فالتفسير الثاني مقرر للتفسير الأول ودال عليه، فلا ينافي أن يكون هو في نفسه مجتمعا لا جوف له، بل كونه في نفسه كذلك هو الموجب لاحتياج الناس إليه، فإن الحاجة إلى الشيء فرع اتصافه في نفسه، فلا يكون الأثر منافيا للمؤثر، ولا يكون الملزوم منافيا للازم، بل الأثر والملزوم دليل على المؤثر واللازم، والصمد أكمل من أن يطلق على السيد، فكون المسمى بالصمد صمدا لغيره فرع كونه صمدا في نفسه: وقيل هو الذي لا يأكل الطعام، وقيل هو الباقي بعد خلقه، ومن السلف والأئمة من قال هذا وهذا، ومثل هذا كثير في تفسير معاني أسمائه كالرحمن والجبار والإله، وغير ذلك.
وقد قررنا في غير هذا الموضع أن عامة تفاسير السلف ليست متباينة بل تارة يصفون الشيء الواحد بصفات متنوعة، وتارة يذكر كل منهم من المفسر نوعا أو شخصا على سبيل المثال؛ لتعريف السائل بمنزلة الترجمان الذي يقال له ما الخبز فيشير إلى شيء معين على سبيل التمثيل.
وادعى الرازي في تأسيسه أن الصمد اسم للمعنى الثاني ونفي المعنى الأول والتفسير الأول؛ لأنه يلزم عليه أن يكون الله جسما وهذا محال على الله، فيجب حمل الاسم واللفظ على مجازه، وهو القول بأن المعنى (واجب الوجود لذاته) والقرينة التي صرفت اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز هي الدلالة العقلية على أن معنى اللفظ وظاهره وحقيقته محال على الله تعالى.
ويجاب على ذلك بثلاثة أجوبة:
سلمنا أن الصمد هو ما يصمد إليه العباد في أنفسهم؛ أي يقصدون إليه، فالقصد هو الدعاء والمسألة والطلب، وذلك إنما يكون بالقلوب والبواطن والأيدي والوجوه، وذلك ممتنع إلا ممن يكون بجهة منهم، فمن لا يعرف أين هو يمتنع قصده فيمتنع كونه صمدا، فهما علمان ضروريان:
أن قصد العباد ودعائهم وتوجههم بقلوبهم وظاهرهم إلى العلو، العلم الضروري بأن ما كان فوق العالم فإنه يكون في الجهة، أن ما ذكره الرازي من الدلالة العقلية التي صرفت معنى اسم الصمد إلى مجازه، لم تظهر إلا من زمن بشر المريسي بعد انقراض عصر الصحابة وأكابر التابعين وأئمتهم، ولما أظهر بشر مقالته كفره الأئمة، أن الآية نزلت عن جواب المشركين وأهل الكتاب وسؤالهم النبي -- عن صفة ربه، فيجب حملها على الحقيقة لتكون جوابا لسؤالهم.
أما قول الرازي إن الصمد (فعل) بمعنى مفعول؛ أي مصمود إليه في الحوائج يقال له: بل تكون بمعنى الفاعل لقولهم: (أحد، وبطل) وهل لا تكون بمعنى الفاعل، وهو الصامد المتصمد في نفسه، وإن كان ذلك يستلزم أن يكون مقصودا لغيره، فهذا أرجح لوجوه: أنه قرين الاسم الواحد، فإنه قال: (
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ) ومن المعلوم أن الأحد بمعنى الواحد المتوحد، فكون الصمد بمعنى الصامد المتصمد أظهر في المناسبة والعدل والقياس والاعتبار.
أن الفاعل هو الأصل فإنه لا بد لكل فعل وصفة من فاعل، فكل صفة تستلزم فاعلا في الجملة، وأما المفعول فقد يكون وقد لا يكون، وهذه الصفة الصمد علم أن لها فاعلا ولم يعلم أن لها مفعولا.
أن المشركين وأهل الكتاب سألوا النبي -- عن نسب ربه وماهيته وجنسه، فنزلت الآية جوابا لهم.


ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:30 PM   #3
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

من صفات الله الكراهة وهي نوعان: كراهة كونية، كقوله -تعالى-: عن المنافقين: وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ كراهة دينية، كقوله -تعالى-: كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا .
دعاء صفة من صفات الله لا يجوز؛ كأن يقول: يا رحمة الله ارحميني، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن هذا كفر ورده، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الاستغاثة إجماع العلماء على أن هذا محرم وكفر.
قال شيخ الإسلام في الرد على البكري ما نصه: "وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين، فهل يقول مسلم: يا كلام الله اغفر لي وارحمني و أغثني وأعني، أو يا علم الله أو يا قدرة الله، أو يا عزة الله، أو يا عظمة الله ونحو ذلك، أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا ذلك من صفات الله وصفات غيره، أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو إغاثة أو نصرة أو غير ذلك" ا.هـ
ومن ذلك ما يقوله بعض البادية: يا وجه الله فإن هذا من نداء الصفة، فالأمر خطير، أما الاستعاذة بالصفة: أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك، فاستعاذ بصفة الرضا من صفة السخط، وبصفة المعافاة من صفة العقوبة، واستعاذ بالله من الله؛ فهذا مشروع، وكذا يجوز القسم بالصفة؛ لقوله -تعالى- عن إبليس: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ وفي الصحيحين في قصة الرجل آخر أهل الجنة دخولا: لا وعزتك لا أسألك غيرها .
قال شيخ الإسلام للناس في حملة العرش قولان:
1- أنهم يحملون العرش ولا يحملون من فوقه. 2- يحملون العرش ومن فوقه، وذكر لكل قول حجة ورجح القول الثاني.
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 02-08-2011, 10:08 AM   #4
ISLAM
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: مــــصــر
المشاركات: 1,109
معدل تقييم المستوى: 10
ISLAM is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ISLAM
افتراضي

بارك الله فيك على الطرح الطيب

وجعله الله فى ميزان حسناتكم

وادخلك جنته مع عباده الصالحين

ووفقنا واياكم الى ما يحبه ويرضاه
__________________
لا حول ولا قوة الا بالله
ISLAM غير متواجد حالياً  
قديم 11-25-2011, 03:54 PM   #5
NESR
كبير المراقبين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 270
معدل تقييم المستوى: 0
NESR is on a distinguished road
افتراضي رد: فوائد في العقيدة3

أسال من جلت قدرته وعلا شأنه وعمت رحمته وعم فضله وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوةولا يحرمك فضله وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته
بارك الله فيكم ولاحرمنا من جديدكم الطيب
أشكركم على مواضيعكم المميزة
لكم منى ارق تحية واحترام
NESR غير متواجد حالياً  
قديم 10-30-2012, 07:08 PM   #6
أبواسلام
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 0
معدل تقييم المستوى: 0
أبواسلام is on a distinguished road
افتراضي رد: فوائد في العقيدة3

بارك الله فيكم ولاحرمنا من جديدكم الطيب

أشكركم على مواضيعكم المميزة

لكم منى ارق تحية واحترام
أبواسلام غير متواجد حالياً  
قديم 12-01-2012, 12:55 AM   #7
محمد محمود محمد احمد
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 13
معدل تقييم المستوى: 0
محمد محمود محمد احمد is on a distinguished road
افتراضي رد: فوائد في العقيدة3

بارك الله فيك
محمد محمود محمد احمد غير متواجد حالياً  
قديم 09-25-2015, 06:26 AM   #8
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: فوائد في العقيدة3



بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله



ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من فوائد الذنوب صابر السلفي لطائف ورقائق 4 12-12-2019 10:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018