تسجيل الدخول

قديم 02-04-2011, 11:14 AM   #1
أبو عادل
عضو متألق ومشرح للأشراف على الأقسام الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: المملكة المغربية
المشاركات: 2,446
معدل تقييم المستوى: 16
أبو عادل is on a distinguished road
وقف الكافر على المسجد.







الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه،، أما بعد:
فإن الوقف على المشاريع الخيرية من المساجد والمدارس ومنافع الناس المختلفة من أعظم القرب إلى الله، وهي الباقيات الصالحات التي تبقى إلى ما بعد موت المسلم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).1
والمقصود بالإنسان هنا المسلم؛ لأن الكافر لا يقبل الله منه عملاً، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (39) سورة النــور.
وقال سبحانه: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (18) سورة إبراهيم.
ولقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علماً علمه نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته).2
وإذا كان عمل الكافر لا يقبل عند الله تعالى، فهل يجوز وقف الكافر على المسجد؟ وهل يقبله المسلمون أم لا؟
اختلف في هذا على قولين:
القول الأول: يصح وقف الكافر للمسجد، وبهذا قال الجمهور. ومما قاله الشافعية: أن الكافر يثاب على صدقاته في الدنيا، ولكن لا حظ له من الثواب في الآخرة؛ لما أخرجه مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويجزي بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يُجزى بها).3
ومما علل به الجمهور: أن الوقف صدر ممن يصح تبرعه، وليس هو قربة محضة، والكافر يصح بيعه وشراؤه فوقفه كذلك.
القول الثاني: لا يصح وقف الكافر للمسجد، وبه قال بعض المالكية.
واستدل بعض المالكية: بأن الوقف عبادة؛ لأن الواقف إنما يرجو الثواب، والكافر لا تقبل منه هذه العبادة مع كفره بالله تعالى.
ويمكن القول بتفصيل الأمر هنا كالتالي:
إن كان الكافر إنما يوقف المسجد لأهداف خبيثة، وأغراض سيئة، فوقفه لا يصح، وينبغي هدم ما يبنيه المشركون لهذا الغرض، كما صنع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجد الضرار، وينبغي ألا يتولى المساجد إلا أهلها المسلمون.
وإن كان الكافر إنما أوقف المسجد براً بعشيرته وإحساناً إليهم، فهو هبة منه للمسلمين صحيحة بإذن الله تعالى، والمسلمون هم المستفيدون منها بجعلها مسجداً.


والله أعلم.4

....................
1رواه مسلم.
2رواه ابن ماجه وابن خزيمة، وحسنه الألباني.
3رواه مسلم.
4المراجع/ أحكام المسجد في الشريعة الإسلامية، والفقه الإسلامي وأدلته.







__________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم ونفعكم بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
أبو عادل غير متواجد حالياً  
 

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيادة المريض الكافر ورقيته والدعاء له مسلم التونسي منتدى الفقه وأصوله 6 09-22-2015 11:37 PM
دخول الكافر المسجد مسلم التونسي منتدى الفقه وأصوله 5 09-22-2015 11:20 PM
من هو ابن صياد ؟ وهل هو المسيح الدجال ؟ أبو عادل شخصيات اسلامية 8 09-17-2015 10:11 PM
حكم وصف الكافر بأنه أخ؟ عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 0 10-11-2013 05:23 AM
هل نستطيع الحكم على الكافر أو المرتد بأنهم في النار؟ عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 0 04-04-2013 05:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018