ورسلا قد قصصناهم عليك (قصة الخلق) (الحلقه الثالثه)

[بنت النيل]

تابع قصة آدم أبو البشر
عليه السلام

سجود الملائكه لآدم عليه السلام
ومعصية إبليس عليه اللعنه
------

بينا فى ما سبق كيف تم خلق آدم عليه السلام و بعد أن نفخ فيه
الله سبحانه من روحه علمه الله سبحانه وتعالى كل شئ
ودار هذا الحوار بين الله جل وعلا وبين الملائكه

( وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُلَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ َتْكتُمُوَن)
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
(34:30 )البقره

كان إبليس من الجن ! فكيف كان فى الجنه ؟
فمن هو إبليس ؟
خلق الله الجن و أنزلهم ليعمرو الارض قبل خلق آدم بملايين السنين ولكنهم افسدوا فيها وكان منهم الصالحون و المفسدون و كان من إبليس من أشد الجن تقوى لله فلما بغى الجن و طغوا سلط الله عليهم الملائكه فأخرجتهم الى الجزر والجحور
و لما صعد الملائكه الى الجنه كان معهم إبليس كما أمرهم الله و كان من شدة إيمانه وخشيته لله كان من المقربين وكانت الملائكه تحبه و تقدره
فأصابه الغرور و الكبر
وعندما خلق الله آدم و أثناء تركه ليجف اربعون يوما و لم تكن فيه روح أستهان به إبليس
لكونه خُلق من تراب أما هو فمخلوق من نار
فلما أمر الله الملائكه بالسجود لآدم كان إبليس معهم لأنه يعيش فى الجنه لكن لكبره وغروره رفض السجود فسأله الله جلا وعلا :

(قالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)

الاعراف(13:12 )

الصغرين : أى من المذلولين المحتقرين

وحكم الله عليه بالخروج من الجنه والعودة إلى الارض والبعد عن رحمة الله سبحانه وتعالى
وأن يكون ذليلا وهذا جزاء المتكبرين

فطلب عليه اللعنه من الله أن يعطيه فرصه ليثبت له أن آدم و ذريته لا يستحقون هذا التكريم و أنه سوف يغويهم و يضلهم ليكفروا بالله العظيم

(قالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون)
الاعراف14
طلب عليه اللعنة من الله أن يتركه إلى يوم القيامه فستجاب الله تبارك وتعالى لطلبه

(قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِين) (قالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) (قالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ)
الاعراف18:15

مذءوما : مذموما
وإبليس هذا هو أسمه فى علم الجن و لما عصى و فسق عن أمر ربه سمى شيطان
وأى شطن أى أبتعد عن عن طاعة الله
وهكذا عصى إبليس ربه وطُرد من الجنه و أصبح من المذلولين إلى يوم القيامه ودخل فى تحدى مع رب العزه لأثبات أن آدم وذريته
لا يستحقون تكريم الله
و لنا وقفه مع صفة إبليس الأساسيه التى أخرجته من الجنه مع أنه كان شديد التقوى والخوف من الله
السبب هو ثلاث حروف :
أ - ن -ا
أنا
هذه الكلمه المهلكه لكل من يستعملها بغرورو تكبر قالها أثنين من أكبر العصاه وهما :
إبليس قال : أنا خير منه
وفرعون قال : أنا ربكم الأعلى
فكانت كلمة( أنا ) السبب فى خلودهما فى جهنم
و لنا فى ذلك عبره للبعد عن الكبر والتكبر لأن
العقوبه مؤلمه و هى ذل وصغار فى الدنيا و خلود فى السعير فى الأخره

و لنتعرف على الكبر هناك خمس صور له على سبيل المثال :
1

ظلم الناس و أحتقارهم
2
ترك الصلاة
3
عدم قبول النصح
4
محبة خضوع الناس لك و الذل بين يديك
5
الخيلاء فى المشى
6
عدم التضرع بالدعاء والذل بين يدى الله سبحانه وتعالى

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)60 غافر
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
(لا يدخل الجنه من كان فى قلبه ذرة من كبر)
و يبلغ عليه الصلاة والسلام عن ربه فى حديث قدسى قال:
( الكبرياء ردائى و العزة إزارى فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته فى جهنم ولا أبالى)

و لنا لقاء أخر أن شاء الله