تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى العقيدة الإسلامية

منتدى العقيدة الإسلامية كل ما يختص بالعقيدة الإسلامية - توحيد الألوهية توحيد الربوبية توحيد الأسماء والصفات والإيمان و أركانه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2011, 02:32 PM   #1
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
المناهي اللفظية ** للشيخ محمد الصالح بن العثيمين**






المناهي اللفظية ** للشيخ محمد الصالح بن العثيمين**



1




1- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عما يقول بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم - من جهة سلامة العقيدة - أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية ما دام المعنى مفهومًا وسليمًا‏.‏
أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر والشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم، ولا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك في قول كل شيء ما دامت النية صحيحة بل نقول الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية‏.‏










2- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن هذه الأسماء وهي‏:‏ إبراز - ملاك - إيمان - جبريل - جنى‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يتسمى بأسماء أبرار، وملاك، وإيمان، وجبريل أما جنى فلا أدري معناها‏






3- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن صحة هذه العبارة‏:‏ ‏(‏أجعل بينك وبين الله صلة وأجعل بينك وبين الرسول صلة‏)‏‏؟‏



فأجاب قائلًا‏:‏ لا الذي يقول أجعل بينك وبين الله صلة أي بالتعبد له واجعل بينك وبين الرسول ، صلة أي باتباعه فهذا حق‏.‏ أما إذا أراد بقوله أجعل بينك وبين الرسول صلة أي اجعله هو ملجأك عند الشدائد ومستغاثك عند الكربات فإن هذا محرم بل هو شرك أكبر مخرج عن الملة‏.‏








4- سئل فضيلة الشيخ عن هذا القول ‏(‏أحبائي في رسول الله‏)‏‏؟‏


فأجاب فضيلته قائلا‏:‏ هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحًا، يعني‏:‏ أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول الله ، ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة، فإن الحديث ‏(‏من أحب في الله، وأبغض في الله‏)‏، فالذي ينبغي أن يقول‏:‏ أحبائي في الله - عز وجل - ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عدول عما كان يقول السلف، ولأنه ربما يوجب الغلو في رسول الله ، والغفلة عن الله، والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول‏:‏ أحبك في الله‏.‏







5- سئل فضيلة الشيخ إذا كتب الإنسان رسالة وقال فيها ‏(‏إلى والدي العزيز‏)‏ أو ‏(‏إلى أخي الكريم‏)‏ فهل في هذا شيء‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ هذا ليس فيه شيء بل هو الجائز قال الله تعالى‏:‏‏{‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏128‏)‏‏]‏ وقال - تعالى -‏:‏‏{‏وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏23‏)‏‏]‏ وقال النبي ـ ـ ‏(‏عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف‏)‏‏.‏ فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله - تعالى - ولغيره ولكن اتصاف الله بها لا يماثله شيء من اتصاف المخلوق بها، فإن صفات الخالق تليق بها وصفات المخلوق تليق به‏.‏
وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه ‏(‏العزيز‏)‏ يعني أنك أبدا الصفة التي تكون لله وهي العزة التي لا يقهره بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز على وغال عندي وما أشبه ذلك‏









ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:33 PM   #2
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

6- وسئل‏:‏ عن عبارة ‏(‏أدام الله أيامك‏)‏?‏


فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏أدام الله أيامك‏)‏ من الاعتداء في الدعاء لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ‏}‏ ‏[‏سورة الرحمن، الآيتان ‏(‏26 - 27‏)‏‏]‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنبياء، الآية ‏(‏34‏)‏‏]‏‏.‏





7- وسئل ما رأي فضيلتكم في هذه الألفاظ جلاله وصاحب الجلالة، وصاحب السمو‏؟‏ وأرجو وآمل‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ لا بأس بها إذا كانت المقولة فيه أهلا لذلك، ولم يخشى منه الترفع والإعجاب بالنفس، وكذلك أرجو وأمل‏.‏







8- سئل فضيلة الشيخ عن هذه الألفاظ ‏(‏أرجوك‏)‏، ‏(‏تحياتي‏)‏، و‏(‏أنعم صباحًا‏)‏، و‏(‏أنعم مساءً‏)‏‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ لا بأس أن تقول لفلان ‏(‏أرجوك‏)‏ في شيء يستطيع أن يحقق رجائك به‏.‏
وكذلك ‏(‏تحياتي لك‏)‏‏.‏ و‏(‏لك منى التحية‏)‏‏.‏ وما أشبه ذلك لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا‏}‏ ‏[‏سورة النساء ، الآية ‏(‏86‏)‏‏]‏‏.‏ وكذلك ‏(‏أنعم صباحًا‏)‏ و‏(‏أنعم مساءً‏)‏ لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلًا عن السلام الشرعي‏.‏






9- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في هذا لقول‏؟‏


فأجاب قائلًا‏:‏ وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئًا من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله - عز وجل - كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال، أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك‏.‏






10- وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله‏:‏ ما رأيكم فيمن يقول ‏(‏آمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله، واستجرت برسول الله ‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ أما قول القائل ‏(‏أمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله‏)‏ فهذا ليس فيه بأس وهذه حال كل مؤمن أن يكون متوكلا على الله، مؤمنا به، معتصما به‏.‏
وأما قوله ‏(‏واستجرت برسول الله ‏)‏ فإنها كلمة منكرة والاستجارة بالنبي بعد موته لا تجوز أما الاستجارة به في حياته في أمر بقدر عليه فهي جائزة قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏6‏)‏‏]‏‏.‏
فالاستجارة بالرسول ، بعد موته شرك أكبر وعلى من سمع أحدا يقول مثل هذا الكلام أن ينصحه، لأنه قد يكون سمعه من بعض الناس وهو لا يدري ما معناها وأنت ‏(‏يا أخي‏)‏ إذا أخبرته وبينت له أن هذا شرك فلعل الله أن ينفعه على يدك‏.‏ والله الموفق‏.‏










ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:35 PM   #3
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


11- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم قول ‏(‏أطال الله بقاءك‏)‏ ‏(‏كال عمرك‏)‏‏؟‏



فأجاب قائلا‏:‏ لا ينبغي أن يطلق القول بطول البقاء، لأن طول البقاء قد يكون خيرًا وقد يكون شرًا، فإن شر الناس من طال عمره وساء عمله، وعلى هذا فلو قال أطال بقاءك على طاعته ونحوه فلا بأس بذلك‏.‏








12- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول أحد الخطباء في كلامه حول عزوة بدر‏:‏ ‏(‏التقى إله وشيطان‏)‏‏.‏ فقد قال بعض العلماء أن هذه العبارة كفر صريح، لأن ظاهر العبارات إثبات الحركة لله - عز وجل- نرجو سيادتكم توضيح ذلك‏؟‏




فأجاب بقوله‏:‏ لا شك أن هذه العبارة لا تنبغي، وإن كان قائلها قد أراد التجوز فإن التجوز إنما يسوغ إذ لم يوهم معنى فاسدا لا يليق به‏.‏ والمعني الذي لا يليق هنا هو أن يجعل الشيطان قبيلًا لله - تعالى - وندا له، وقرنًا يواجهه، كما يواجه المرء قرنه، وهذا حرام، ولا يجوز‏.‏
ولو أراد الناطق به تنقص الله - تعالى - وتنزيله إلى هذا الحد لكان كافرًا، ولكنه حيث لم يرد ذلك نقول له‏:‏ هذا التعبير حرام، ثم إن تعبيره به ظانًا أنه جائز بالتأويل الذي قصده فإنه لا يأثم بذلك لجهله، ولكن عليه ألا يعود لمثل ذلك‏.‏
وأما قول بعض العلماء الذي نقلت‏:‏ ‏(‏إن هذه العبارة كفر صريح‏)‏، فليس بجيد على إطلاقه، وقد علمت التفصيل فيه‏.‏
وأما تعليل القائل لحكمه بكفر هذا الخطيب أن ظاهر عبارته إثبات الحركة لله - عز وجل- فهذا التعليل يقتضي امتناع الحركة لله، وإن إثباتها كفر، وفيه نظر ظاهر، فقد أثبت الله - تعالى - لنفسه في كتابه أنه يفعل، وأنه يجئ يوم القيامة، وأنه استوى على العرش، أي علا عليه علوا يليق بجلاله، وأثبت نبيه ، أنه ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليله فاستجيب له‏؟‏ من يسألني فأعطيه‏؟‏ من يستغفرني فأغفر له‏؟‏ واتفق أهل السنة على القول بمقتضى ما دل عليه الكتاب والسنة من ذلك غير خائضين فيه، ولا محرفين للكلم عن مواضعه، ولا معطلين له عن دلائله‏.‏ وهذه النصوص في إثبات الفعل، والمجيء، والاستواء، والنزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة، ولهذا أجاب الإمام مالك من سأله عن قوله تعالى‏:‏ ‏
{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ ‏[‏سورة طه، الآية ‏(‏5‏)‏‏]‏‏.‏ كيف استوى‏؟‏ فقال‏:‏ ‏)‏الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏(‏‏.‏ وإن كانت هذه النصوص لا تستلزم الحركة لله - لم يكن لنا إثبات الحركة له بهذه النصوص، وليس لنا أيضًا أن ننفيها عنه بمقتضى استبعاد عقولنا لها، أو توهمنا أنها تستلزم إثبات النقص، وذلك أن صفات الله - تعالى- توقيفية، يتوقف إثباتها ونفيها على ما جاء من الكتاب والسنة، لامتناع القياس في حقه - تعالى -فانه لا مثل له ولاند،وليس في الكتاب والسنة إثبات لفظ الحركة أو نفيه، فالقول بإثبات لفظه أو نفيه قول على الله بلا علم‏.‏ وقد قال الله ـ تعالى _‏:‏‏{‏قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف، الآية ‏(‏33‏)‏‏.‏‏]‏ وقال تعالى _‏:‏‏{‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء، الآية ‏(‏36‏)‏‏]‏‏.‏ فإن كان مقتضى النصوص السكوت عن إثبات الحركة لله _تعالى _ أو نفيها عنه، فكيف نكفر من تكلم بكلام يثبت ظاهرهم _حسب زعم هذا العالم - التحرك لله - تعالى-‏؟‏‏!‏ أو تكفير المسلم ليس بالأمر الهين، فإن من دعاء رجلًا بالكفر وقد باء بها أحدهما، فإن كان المدعو كافرًا باء بها، وإلا باء بها الداعي‏.‏
وقد تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كثير من رسائله في الصفات على مسألة الحركة، وبين أقوال الناس فيها، وما هو الحق من ذلك، وأن من الناس من جزم بإثباتها، ومنهم من توقف، ومنهم جزم بنفيها‏.‏
والصواب في ذلك‏:‏ إنما دل عليه الكتاب والسنة من أفعال الله - تعالى - ولوازمه فهو حق ثابت يجب الإيمان به، وليس فيه نقص ولا مشابهة للحق، عليك بهذا الأصل فإنه يفيدك، وأعرض عنه ما كان عليه أهل الكلام ومن الأقيسة الفاسدة التي يحاولون صرف نصوص الكتاب والسنة إليها ليحرفوا بها الكلم عن مواضعه، سواء النية صالحة أو سيئة‏.‏












13- وسئل فضيلته‏:‏ يستعمل بعض الناس عند أداء التحية عبارات عديدة منها‏:‏ ‏(‏مساك الله بالخير‏)‏‏.‏ و‏(‏الله بالخير‏)‏‏.‏ و‏(‏صبحك الله بالخير‏)‏‏.‏ بدلا من لفظ التحية الواردة، وهل يجوز بالسلام بلفظ‏:‏ ‏(‏عليك السلام‏)‏‏؟‏




فأجاب قائلا‏:‏ السلام الوارد هو أن يقول الإنسان‏:‏ ‏(‏السلام عليك‏)‏، أو ‏(‏سلام عليك‏)‏، ثم يقول بعد ذلك ما شاء الله من أنواع التحيات، وأما ‏(‏مساك الله بالخير‏)‏‏.‏ و ‏(‏صبحك الله بالخير‏)‏، أو ‏(‏الله بالخير‏)‏‏.‏ وما أشبه ذلك فهذه تقال بعد السلام المشروع بهذا فهو خطأ‏.‏

أما البدء بالسلام بلفظ ‏(‏عليك السلام‏)‏ فهو خلاف المشروع، لأن هذا اللفظ للرد لا للبداءة‏.‏







1



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:36 PM   #4
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

14- وسئل‏:‏ عن هذه الكلمة ‏(‏الله غير مادي‏)‏‏؟‏
فأجاب‏:‏ القول بأن الله غير مادي قول منكر، لأن الحوض في مثل هذا بدعة منكرة، فالله - تعالى - ليس كمثله شيء، فهو الأول الخالق لكل شيء وهذا شبيه بسؤل المشركين للنبي ، هل من ذهب أو من فضة أو من كذا وكذا‏؟‏ وكل هذا حرام لا يجوز السؤال عنه وجوابه في كتاب الله‏:‏‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ ‏[‏الإخلاص 1‏:‏ 4‏]‏‏.‏ فكف عن هذا ما لك ولهذا السؤال‏.‏


15- سئل فضيلته‏:‏ عن قول بعض الناس إذا انتقم الله من الظالم ‏(‏الله ما يضرب بعصا‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز أن يقول الإنسان مثل هذا التعبير بالنسبة لله - عز وجل- ولكن له أن يقول‏:‏ إن الله - سبحان وتعالى - حكم لا يظلم أحد، فإنه ينتقم من الظالم، وما أشبه هذه الكلمات التي جاءت بها النصوص الشرعية، أما الكلمة التي أشار إليها السائل فلا أرى إنها جائزة‏.‏


16- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ كثيرا ما نرى على الجدران كتابة لفظ الجلالة ‏(‏الله‏)‏، وبجانبها لفظ محمد أو نجد ذلك على الرقاع، أو على الكتب، أو على بعض المصاحف فهل موضعها هذا صحيح‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ موقعها ليس بصحيح لأن هذا يجعل النبي ، ندًا لله مساويًا له، ولو أن أحدًا رأي هذه الكتابة وهو لا يدري المسمى بهما لأيقن يقينًا أنهما متساويات متماثلات، يجب إزالة اسم رسول الله ويبقى النظر في كتابة‏:‏ ‏(‏الله‏)‏ وحدها فإنها كلمة يقولها الصوفية، يجعلونها بدلا عن الذكر، يقولون ‏(‏الله الله الله‏)‏، وعلى هذا فلتقى أيضا، ولا يكتب ‏(‏الله‏)‏، ولا ‏(‏محمد‏)‏ على الجدران، ولا على الرقاع ولا في غيره‏.‏


17- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ كيف نجمع بين قول الصحابة ‏(‏الله ورسوله أعلم‏)‏ العطف بالواو وإقرارهم على ذلك وإنكاره ، على من قال ‏(‏ما شاء وشئت‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ قوله ‏(‏الله ورسوله‏)‏ جائز‏.‏ فذلك لأن علم الرسول من علم الله، فالله - تعالى - هو الذي يعلمه ما لا يدركه البشر ولهذا أتى بالواو وكذلك في المسائل الشرعية يقال‏:‏ ‏(‏الله ورسوله أعلم‏)‏ لأنه، أعلم الخلق بشريعة الله، وعلمه بها من علم الله الذي علمه كما قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 113‏]‏‏.‏ وليس هذا كقوله ‏(‏ما شاء الله وشئت‏)‏ لأن هذا في باب القدرة والمشيئة، ولا يمكن أن يجعل الرسول مشاركا لله فيها‏.‏
ففي الأمور الشرعية يقال ‏(‏الله ورسوله أعلم‏)‏ وفي الأمور الكونية لا يقال ذلك‏.‏
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب الآن على بعض الأعمال ‏{‏وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 105‏]‏‏.‏ لأن الرسول لا يرى العمل بعد موته‏.

ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:38 PM   #5
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


18- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن هذه العبارة ‏(‏أعطي الله لا يهينك‏)‏‏؟‏



فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ هذه العبارة صحيحة، والله سبحانه و تعالى - قد يهين العبد ويذله، وقد قال الله - تعالى- في عذاب الكفار‏:‏ إنهم يجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض، فأذاقهم الله الهوان والذي بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق‏.‏ وقال‏:‏‏
{‏وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏‏.‏ والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهو أن لك فيقول‏:‏ ‏(‏الله لا يهينك‏)‏‏.‏






19- وسئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة ‏(‏الله يسأل عن حالك‏)‏ ‏؟‏




فأجاب بقوله‏:‏ هذه العبارة‏:‏ ‏(‏الله يسأل عن حالك‏)‏، لا تجوز لأنها أن الله - تعالى - يجهل الأمر فيحتاج إلى أن يسأل، وهذا من المعلوم أنه أمر عظيم، والقائل لا يريد هذا في الواقع لا يريد أن الله يخفى عليه شيء، ويحتاج إلى سؤال،لكن هذه العبارات قيد تفيد هذا المعنى، أو توهم هذا المعنى، فالواجب العدول عنها، واستبدالها بأن تقول‏:‏ ‏(‏أسأل الله أن يتفي بك‏)‏، و‏(‏أن يلطف بك‏)‏، وما أشبهها‏.‏






20- وسئل‏:‏ هل يجوز على الإنسان أن يقسم على الله‏؟‏





فأجاب بقوله‏:‏ الإقسام على الله أن يقول الإنسان والله لا يكون كذا، كذا، أو والله لا يفعل الله كذا وكذا والإقسام على الله نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ أن يكون الحامل عليه قوة ثقة المقسم بالله - عز وجل- وقوة إيمانه به مع اعترافه بضعفه وعدم إلزامه الله بشيء فهذا جائز ودليله قوله ‏:‏ ‏(‏رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره‏)‏ ودلل آخر واقعي وهو حديث أنس بن النضر حينما كسرت أخته الربيع سنّا لجارية من الأنصار فطالب أهلها بالقصاص فطلب إليهم العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنيّة الربيع‏؟‏ والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏يا أنس كتاب الله القصاص‏)‏ فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏)‏ وهو - رضي الله عنه - لم يقسم اعتراضًا على الحكم وإباء لتنفيذه فجعل الله الرحمة في قلوب أولياء المرأة التي كسرت سنها فعفو عفوًا مطلقًا، عند ذلك قال الرسول ‏:‏ ‏(‏إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره‏)‏ فهذا النوع من الأقسام لا بأس به‏.‏
النوع الثاني‏:‏ من الإقسام على الله‏:‏ ما كان الحامل عليه الغرور والإعجاب بالنفس وأنه يستحق على الله كذا وكذا، فهذا والعياذ بالله محرم، وقد يكون محبطًا للعمل، ودليل ذلك أن رجلًا كان عابدًا وكان يمر بشخص عاص لله، وكلما مر به نهاه فلم ينته، فقال ذات يوم والله لا يغفر الله لفلان - نسأل الله العافية - فهذا تحجر رحمه الله ؛ لأنه مغرور بنفسه فقال الله - عز وجل - ‏(‏من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك‏)‏ قال أبو هريرة‏:‏ ‏(‏تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته‏)‏‏.‏ ومن هذا نأخ أن من أضر ما يكون على الإنسان اللسان كما قال النبي لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه-‏:‏‏(‏ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏)‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول الله، فأخذ النبي بلسانه فقال‏:‏ يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏

فقال‏:‏ ‏(‏ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم‏)‏‏.‏ والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط‏.


ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:39 PM   #6
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

21- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن التسمي بالإمام‏؟‏
فأجاب قائلًا‏:‏ التسمي بالإمام أهون بكثير من التسمي بشيخ الإسلام لأن النبي ، سمي إمام المسجد إمامًا ولو لم يكن معه إلا واحد، لكن ينبغي أن لا يتسامح في إطلاق كلمة ‏(‏إمام‏)‏ إلا على من كان قدوة وله اتباع كالإمام أحمد وغيره ممن له أثر في الإسلام، ووصف الإنسان بما لا يستخدمه هضم للأمه، لان الإنسان إذا تصور أن هذا إمام وهذا إمام ممن يبلغ منزلة الإمامة هان الإمام الحق في عينه‏.‏


22- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن إطلاق بعض الأزواج على زوجاتهم وصف أم المؤمنين‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ هذا حرام، ولا يحل لأحد أن يسمي زوجته أم المؤمنين، لأم مقتضاه أن يكون هو نبي لأن الذي يوصف بأمهات المؤمنين هنّ زوجات النبي ، وهل هو يريد أن يتبوأ مكان النبوة وأن يدعو نفسه بعد النبي‏؟‏ بل الواجب على الإنسان أن يتجنب مثل هذه الكلمات، وأن يستغفر الله - تعالى - مما جرى منه‏.‏

23- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم قول ‏(‏يا عبدي‏)‏ و ‏(‏يا أمتي‏)‏‏؟‏


فأجاب‏:‏ قول القائل‏:‏ ‏(‏يا عبدي‏)‏، ‏(‏يا أمتي‏)‏، ونحوه له صورتان‏:‏
الصورة الأولى‏:‏ إن يقع بصيغة النداء مثل‏:‏ يا عبدي، يا أمتي ؛ فهذا لا يجوز للنهي عنه في قوله ،‏:‏ ‏(‏لا يقل أحدكم عبدي وأمتي‏)‏‏.‏
الصورة الثانية‏:‏ أن يكون بصيغة الخبر وهذا على قسمين‏:‏
القسم الأول‏:‏ إن قاله بغيبة العبد، أو الأمة فلا بأس فيه‏.‏
القسم الثاني‏:‏ إن قاله في حضرة العبد أو الأمة، فإن ترتب عليه مفسدة تتعلق بالعبد أو السيد منه وإلا فلا، لأن القائل بذلك لا يقصد العبودية التي هي الذل، وإنما يقصد أنه مملوك له وإلى هذا التفصيل الذي ذكرناه أشار في ‏(‏تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد‏)‏ في باب يقول عبدي وأمتي‏.‏ وذكره صاحب فتح الباري عن مالك‏.‏

24- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول الإنسان أنا حرّ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ إذا قال ذلك رجل حر وأراد أنه حر من رق العبودية لله - عز وجل - فقد أساء في فهم العبودية، ولم يعرف معنى الحرية، لأن العبودية لغير الله هي الرق، أما عبودية المرء لربه - عز وجل - فهي الحرية، فإنه إن لم يذل لله ذل لغير الله، فيكون هنا خادعًا نفسه إذا قال‏:‏ إنه حر يعني إنه متجرد من طاعة الله، ولن يقوم بها‏


ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:40 PM   #7
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


25- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول العاصي عند الإنكار عليه ‏(‏أنا حر في تصرفاتي‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا خطأ، نقول‏:‏ لست حرًا في معصية الله، بل إنك إذا عصيت ربك فقد خرجت من الرق الذي تدعيه في عبودية الله إلى رق الشيطان والهوي‏.‏



0





26- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول الإنسان‏:‏ ‏(‏إن الله على ما يشاء قدير‏)‏ عند ختم الدعاء ونحوه‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا ينبغي لوجوه‏:‏
الأول‏:‏ أن الله - تعالى - إذا ذكر وصف نفسه بالقدرة لم يقيد ذلك بالمشيئة في قوله - تعالى-‏:‏ ‏{‏وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 20‏]‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 106‏]‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 107‏]‏‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 17‏]‏‏.‏ فعمم في الملك والقدرة، وخص الخلق بالمشيئة، أما القدرة فصفة أزلية أبدية شاملة لما شاء وما لم يشأ، لكن ما شاءه سبحانه وقع وما لم يشأ لم يقع والآيات في ذلك كثيرة‏.‏
الثاني‏:‏ أن تقييد القدرة بالمشيئة خلاف ما كان عليه النبي ، وأتباعه فقد قال الله عنهم‏:‏ ‏{‏يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 8‏]‏‏.‏ ولم يقولوا ‏(‏إنك على ما تشاء قدير‏)‏، وخير الطريق طريق الأنبياء وأتباعهم فإنهم أهدى علمًا وأقوم عملًا‏.‏
الثالث‏:‏ أن تقييد القدرة بالمشيئة يوهم اختصاصها بما يشاؤه الله - تعالى - فقط، لا سيما وأن ذلك التقييد يؤتي به في الغالب سابقًا حيث يقال‏:‏ ‏(‏على ما يشاء قدير‏)‏ وتقديم المعمول يفيد الحصر كما يعلم ذلك في تقرير علماء البلاغة وشواهده من الكتاب والسنة واللغة، وإذا خصت قدره الله - تعالى - بما يشاؤه كان ذلك نقصًا في مدلولها وقصرًا لها عن عمومها فتكون قدرة الله - تعالى ناقصة حيث انحصرت فيما يشاؤه، وهو خلاف الواقع فإن قدره الله - تعالى- عامة فيما يشاؤه وما لم يشاءه، لكن ما شاءه فلابد من وقوعه، وما لم يشأه فلا يمكن وقوعه‏.‏
1‏.‏ فإذا تبين أن وصف الله - تعالى - بالقدرة لا يقيد بالمشيئة بل يطلق كما أطلقه الله - تعالى - بالقدرة لا يقيد بالمشيئة يعارضه قول الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 17‏]‏‏.‏ فإن المقيد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها فمعنى الآية أن الله تعالى قادر على جمعهم متى شاء وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره ويقيده بالمشيئة رد لقول المشركين الذي قال الله - تعالى - عنهم‏:‏ ‏{‏وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكَثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‏}‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 25‏:‏ 26‏]‏‏.‏ فلما طلبوا الإتيان بآبائهم تحديًا وإنكارًا لما يجب الإيمان به من البعث، بين الله - تعالى - أن ذلك الجمع الكائن في يوم القيامة لا يقع إلا بمشيئة ولا يوجب وقوعه تحدي هؤلاء وإنكارهم كما قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ‏}‏ ‏[‏التغابن‏:‏ 7‏:‏ 9‏]‏‏.‏ والحاصل أن قوله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏االشورى‏:‏ 29‏]‏‏.‏ لا يعارض ما قررناه من قبل لأن القيد بالمشيئة ليس عائدًا إلى القدرة وإنما يعود إلى الجمع‏.‏ وكذلك لا يعارضه ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب ‏(‏الإيمان‏)‏ في ‏(‏باب آخر أهل النار خروجًا‏)‏ من حديث ابن مسعود، رضي الله عنه، قال‏:‏ قال رسول الله ـ ـ‏:‏‏(‏آخر من يدخل رجل‏)‏ فذكر الحديث وفيه أن الله - تعالى - قال للرجل‏:‏ ‏(‏إني لا استهزئ منك ولكني على ما شاء قادر‏)‏ وذلك لأن القدرة في هذا الحديث ذكرت لتقدير أمر واقع والأمر الواقع لا يكون إلا بعد المشيئة، وليس المراد بها ذكر الصفة المطلقة التي هي وصف الله - تعالى - أذلا وأبدلًا، ولذلك عبر عنها باسم الفاعل ‏(‏قادر‏)‏ دون الصفة المشبهة ‏(‏قدير‏)‏‏.‏

على هذا فإذا وقع أمر عظيم يستغرب أو يستعبد قالوا قادر على ما يشاء، يجب أن يعرف الفرق بين ذكر القدرة على إنها صفة لله - تعالى - فلا يقيد بالمشيئة، وبين ذكرها لتقدير أمر واقع ولا مانع من تقيدها بالمشيئة، لأن الواقع لا يقع إلا بالمشيئة، والقدرة هنا ذكرت لإثبات ذلك الواقع وتقدير وقوعه، والله - سبحانه - أعلم‏.
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:41 PM   #8
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


27- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ قول القائل ‏(‏أنا مؤمن إن شاء الله‏)‏ يسمى عند العلماء ‏(‏مسألة الاستثناء في الإيمان‏)‏ وفيه تفصيل‏:‏

أولا‏:‏ إن كان الاستثناء صادرًا عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم بل كفر ؛ لأن الإيمان جزم والشك ينافيه‏.‏
ثانيا‏:‏ إن كان صادرًا عن خوف تذكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتمادا، فهذا واجب خوفا من المحذور‏.‏
ثالثًا‏:‏ إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشية الله، فهذا جائز التعليق على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقيق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله - تعالى -‏:‏‏{‏لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏ 27‏]‏‏.‏ والدعاء في زيارة القبور ‏(‏وإنا إن شاء الله بكم لاحقون‏)‏ وبهذا عرف انه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق‏.‏

28- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏فلان المرحوم‏)‏‏.‏ و‏(‏تغمده الله برحمته‏)‏ و ‏(‏انتقل إلى رحمه الله‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ أو ‏(‏تغمده الله برحمته‏)‏ لا بأس بها، لأن قولهم ‏(‏المرحوم‏)‏ من باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به‏.‏
وأما ‏(‏أنتقل إلى رحمه الله‏)‏ فهو كذلك فيما يظهر لي إنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر، لأن مثل من أمور الغيب ولا يمكن الجزم به، وكذلك لا يقال ‏(‏انتقل إلى الرفيق الأعلى‏)‏‏.‏

29- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة ‏(‏لكم تحياتنا‏)‏ وعبارة ‏(‏أهدي لكم تحياتي‏)‏‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ عبارة ‏(‏لكم تحياتنا، وأهدي لكم تحياتي‏)‏ ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله - تعالى ‏{‏وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 86‏]‏‏.‏ والتحية من شخص لآخر جائزة، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول حمدت فلان على كذا وشكرته على كذا قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 14‏]‏ ‏.‏



30- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ يقول بعض الناس‏:‏‏(‏أوجد الله كذا‏)‏، فما مدى صحتها‏؟‏ وما الفرق بينها وبين‏:‏ ‏(‏خلق الله كذا‏)‏ أو ‏(‏صور الله كذا‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ أوجد أو خلق ليس بينهما فرق، فلو قال‏:‏ أوجد الله كذا كانت بمعنى خلق الله كذا، وأما صور فتختلف لأن التصوير عائد إلى الكيفية لا إلى الإيجاد
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:42 PM   #9
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


31- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم التسمي بالإيمان‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ الذي أرى أن اسم إيمان فيه تذكية وقد صح عن النبي ـ ـ أنه غير اسم ‏(‏بره‏)‏ خوفًا من التذكية ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن زينب كان اسمها بره فقيل تذكي نفسها فسماها رسول الله ـ ـ زينب ‏(‏10 / 575 الفتح‏)‏، وفي صحيح المسلم ‏(‏3/1687‏)‏ عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال كانت جويرية اسمها بره وحول النبي ـ ـ اسمها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند بره، وفيه أيضا ص 1638 عن محمد بن عمر ابن عطاء قال سميت بنتي بره فقالت لي زينب بنت أبي سلمة عن رسول الله ـ ـ نهي عن هذا الاسم وسميت بره فقال النبي ـ ـ‏:‏ ‏(‏لا تذكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم‏)‏ فقالوا‏:‏ بمن نسميها‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏سموها زينب‏)‏ فبين النبي ـ ـ وجه الكراهة للاسم الذي فيه التذكية وإنها من وجهين‏:‏
الأول‏:‏ أنه يقال خرج من عند بره وكذلك يقال خرج من بره‏.‏
والثاني‏:‏ التذكية والله أعلم منا بمن هو أهل التذكية‏.‏
على هذا ينبغي اسم إيمان لأن النبي ـ ـ نهي عما فيه تذكية، ولا سيما إذا كان اسما لامرأة لأنه للذكور أقرب منه للإناث لأن كلمة ‏(‏إيمان‏)‏ مذكرة ‏.‏‏.‏

32- سئل فضيلته‏:‏ عن التسمي بالإيمان‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ اسم إيمان يحمل نوعًا من التذكية وبهذا لا تنبغي التسمية به لأن النبي ـ ـ غير اسم بره لكونه دالا على التذكية، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التذكية لمن تسمي بها، أما من كان علما مجردا لا يفهم منه التذكية فهذا لا بأس به ولهذا نسمي بالصالح والعلي وما أشبهما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التذكية‏.‏

33- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم هذه الألقاب ‏(‏حجة الله‏)‏ ‏(‏حجة الإسلام‏)‏ ‏(‏آية الله‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ هذه الألقاب ‏(‏حجة الله‏)‏ ‏(‏حجة الإسلام‏)‏ ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل‏.‏ وأما ‏(‏آية الله‏)‏ فإني لا أريد المعنى الأعم وهو يدخل في كل شيء‏:‏
وفي كل شيء له آية ‏.‏‏.‏ تدل على أنه واحد‏.‏
وإن أريد لانه آية خارقة بهذا لا يكون إلا على أيدي الرسل، لكن يقال عالم، مفتي، قاضي، حاكم، إمام، لمن كان مستحقا لذلك‏.


ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:44 PM   #10
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

34- سئل الشيخ‏:‏ عن هذه العبارات‏:‏ ‏(‏باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة‏)‏‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به، وأن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان به‏.‏
35- سئل فضيلته‏:‏ هل هذه العبارة صحيحة ‏(‏بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا‏)‏‏؟‏
فأجاب الشيخ بقوله‏:‏ هذه العبارة صحيحة إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له الفضل على أخيه إذا احسن إليه، فإذا كان الإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي فلا بأس أن يقال‏:‏ هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعا وحسًا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله ـ ـ قال في عمه أبي طالب‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏ وكان أبو طالب يعذب في نار جنهم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذابًا - والعياذ بالله - فقال ـ ـ‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏
أما إذا أضاف الشيء إلى السبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركا، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئا إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية‏.‏

36- سئل فضيلة الشيخ‏:‏عن حكم قول‏:‏ ‏(‏البقية في حياتك‏)‏، عند التعزية ورد أهل الميت بقولهم‏:‏‏(‏حياتك الباقية‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ لا أرى فيها مانعًا إذا قال الإنسان ‏(‏البقية في حياتك‏)‏ لا أري فيها مانعا، ولكن الأولى أن يقال إن في الله خلق من كل هلاك، أحسن من أن يقال ‏(‏البقية في حياتك‏)‏، كذلك الرد عليه إذا غير المعزي هذا الأسلوب فسوف يتغير الرد‏.‏

37- وسئل حفظه الله تعالى‏:‏ عن حكم ثناء الإنسان على الله تعالى بهذه العبارة ‏(‏بيده الخير والشر‏)‏ ‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ أفضل ما يثني به العبد على ربه هو ما أثنى به سبحانه على نفسه أو اثني به عليه أعلم الناس به نبيه محمد ـ ـ والله - عز وجل - لم يثن على نفسه وهو يتحدث عن عموم ملكه وتمام سلطانه وتصرفه أن بيده الشر كما في قوله تعالى -‏:‏ ‏{‏قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏ فأثنى سبحانه على نفسه بأن بيده الخير في هذا المقام الذي قد يكون شرا بالنسبة لمحله وهو الإنسان المقدر عليه الذل، ولكنه خير بالنسبة إلى فعل الله لصدوره عن حكمة بالغة، ولذلك أعقبه بقوله ‏{‏بِيَدِكَ الْخَيْرُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 26‏]‏‏.‏ وهكذا كل ما يقدره الله من شرور في مخلوقاته هي شرور بالنسبة لمحالها، أما بالنسبة لفعل الله - تعالى - لها وإيجاده فهي خير لصدورها عن حكمة بالغة، فهناك فرق بين فعل الله - تعالى - الذي هو فعله كله خير، وبين مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر، ويزيد الأمر وضوحا أن النبي ـ ـ أثنى على ربه تبارك وتعالى بأن الخير بيده ونفي نسبة الشر إليه كما في حديث علي - رضي الله عنه - الذي رواه مسلم وغيره مطاولًا وفيه أنه ـ ـ كان يقول إذا قام إلى الصلاة‏:‏ ‏(‏وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض‏)‏ إلى أن قال‏:‏ ‏(‏لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والشر ليس إليك‏)‏ فنفي ـ ـ أن يكون الشر إلى الله تعالى، لأن أفعاله وأن كانت شرًا بالنسبة إلى محالها ومن قامت به، فليست شرًا بالنسبة إليه - تعالى - بصدورها عن حكمة بالغة تتضمن الخير، وبهذا تبين أن الأولى بل الأوجب في الثناء على الله وأن تقتصر على ما أثنى به على نفسه وأثنى به عليه رسوله ـ ـ أعلم الخلق به فنقول‏:‏ بيده الخير ونقتصر على ذلك كما هو في القرآن الكريم والسنة‏


ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:45 PM   #11
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


38- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏؟‏‏)‏ ‏(‏زارتنا البركة‏؟‏‏)‏‏.‏

فأجاب قائلا‏:‏ قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏)‏ لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله - عز وجل - وإنما يريدون أصابنا بركة من مجي، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد إلى حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال‏:‏ ‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏‏.‏
وطلب البركة لا يخلو من أمرين‏:‏
الأمر الأول‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 92‏]‏‏.‏ فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت‏.‏
الأمر الثاني‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن حبير ‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏ فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر‏.‏
وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يعزم به الدجالون أن فلانًا الميت الذي يذعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه البركة باطلة لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدوا أن تكون آثارًا حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة‏.‏
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة‏؟‏
فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما يحصل لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى الباطل فإن بركته موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله‏.‏
39- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن إطلاق عبارة ‏(‏كتب التراث‏)‏ على كتب السلف‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ الظاهر أنه صحيح، لأنه معناهم الكتب الموروثة عن من سبق‏.‏ ولا أعلم في هذا مانعًا ‏.‏

40- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل في الإسلام تجديد تشريع‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ من قال‏:‏ إن في الإسلام تجديد تشريع في الواقع خلافهم ؛ فالإسلام كمل بوفاة النبي ـ ـ ، والتشريع انتهى بها ‏.‏ نعم الحوادث والوقائع تتجدد، ويحدث في كل عصر ومكان ما لا يحدث في غيره، ثم ينظر فيها بالتشريع، ويحكم عليها على ضوء الكتاب والسنة‏.‏ ويكون هذا الحكم من التشريع الإسلامي الأول، ولا ينبغي أن يسمى تشريعا جديدا ؛ لأنه هضم للإسلام، ومخالف للواقع، ولا ينبغي أيضًا أن يسمى تغيير للتشريع، لما فيه من كسر سياج حرمة الشريعة، وهيبتها في النفوس أو تعريضها لتغير لا يسير على ضوء الكتاب والسنة ولا يرضيه أحد من أهل العلم والإيمان‏.‏
أما إذا كان الحكم على الحادثة ليس على ضوء الكتاب والسنة، فهو تشريع باطل ؛ ولا يدخل تحت التقسيم في التشريع الإسلامي‏.‏
ولا يرد على ما قلته إمضاء عمر - رضي الله عنه - لطلاقه الثلاث، مع أنه كان واحدة لمدة سنتين من خلافته، ومدة عهد النبي ـ ـ ، وعهد أبي بكر، لأن هذا من باب التعذير بإلزام المرء مع التزامه لذا قال عمر - رضي الله عنه -‏:‏ ‏(‏أرى الناس قد تعجلوا في أمر كانت له فيه إناء فلو أمضيناه عليهم‏)‏‏.‏ فإمضاءه عليهم، وباب التعذير واسع في الشريعة، لأن المقصود به التقويم والتأديب‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:46 PM   #12
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


41- وسئل‏:‏ عن حكم قوله‏:‏ تدخل القدر‏؟‏ وتدخلت عناية الله‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ قولهم ‏(‏تدخل القدر‏)‏ لا تصلح لأنها تعني أن القدر اعتدى بالتدخل وأنه كالمتطفل على الأمر، مع أنه أي القدر هو الأصل فكيف يقال تدخل‏؟‏ والأصح أن يقال‏:‏ ولكن نزل القضاء والقدر أو اغلب القدر أو نحو ذلك، ومثل ذلك ‏(‏تدخلت عناية الله‏)‏ الأولى إبدالها بكلمة حصلت عناية الله، أو أقضت عناية الله ‏.‏
42- وسئل‏:‏ عن حكم التسمي بأسماء الله مثل كريم، وعزيز ونحوهما ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ التسمي بأسماء الله - عز وجل - يكون على وجهين‏:‏
الوجه الأول‏:‏ وهو على قسمين‏:‏
القسم الأول‏:‏ أن يحلى بـ ‏(‏ال‏)‏ ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله - عز وجل - كما لو سميت أحدًا بالعزيز، والسيد، والحكيم، وما أشبه ذلك فإن هذا يسمى به غير الله لان ‏(‏ال‏)‏ هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم‏.‏
القسم الثاني‏:‏ إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلي بـ ‏(‏ال‏)‏ فإنه لا يسمى به ولهذا غير النبي كنية أبي الحكم التي تكنى بها ؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي، (‏إن الله هو الحكيم وإليه الحكم‏)‏ ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظًا بذلك المعنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع لأن هذه التسمية تكون مطابقة تمامًا لاسماء الله - سبحانه وتعالى - وإن أسماء الله - تعالى - أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ أن يتسمى غير محلي بـ ‏(‏ال‏)‏ وليس المقصود به معنى الصفة فهذا لا بأس به مثل حكيم ومن الأسماء بعض الصحابة حكيم ابن حزام الذي قال له النبي ، ‏(‏لا تبع ما ليس عندك‏)‏ وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به‏.‏
لكن في مثل ‏(‏حبار‏)‏ لا ينبغي أن يتسمى وإن كان لم يلاحظ الصفة وذلك لأنه لا يأثر في نفس المسمى فيكون معه جبروت وغلو واستكبار على الخلق فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها‏.‏ والله أعلم‏.‏


43- وسئل‏:‏ عن حكم التسمي بأسماء الله تعالى مثل الرحيم والحكيم‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز أن يسمي الإنسان بهذه الأسماء بشرط إلا يلاحظ فيها المعنى الذي اشتقت منه بأن تكون مجرد علم فقط، ومن أسماء الصحابة الحكم، وحليم ابن حزام وكذلك اشتهر بين الناس اسم عادل وليس بمنكر، أما إذا لوحظ فيه المعنى الذي اشتقت منه هذه الأسماء فإن الظاهر أنه لا يجوز لأن النبي غير اسم أبى الحكم الذي تكني به ؛ لكون قومه يتحاكمون إليها فقال النبي ‏:‏ ‏(‏إن الله هو الحكم وإليه الحكم‏)‏ ثم كناه بأكبر أولاده شريح وقال له‏:‏ ‏)‏أنت أبو الشريح‏(‏ وذلك لأن هذه الكنية التي تكنى بها هذا الرجل لوحظ فيها معنى الاسم فكان هذا مماثلا لاسماء الله - سبحانه وتعالى - لأن أسماء الله - عز وجل - ليست مجرد أعلام بل هي أعلام من حيث دلالتها على ذات الله - سبحانه وتعالى - وأوصاف من حيث دلالتها على المعنى الذي تتضمنه، أما أسماء غيرهم - سبحانه وتعالى - فإنها مجرد أعلام إلا أسماء النبي ، فإنها أعلام وأوصاف، وكذلك أسماء كتب الله - عز وجل - فهي أعلام وأوصاف أيضًا‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:47 PM   #13
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

44- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم ثناء الإنسان على نفسه‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ الثناء على النفس إن أراد به الإنسان التحدث بنعمة الله - عز وجل - أو أن يتأسى بها غيره من أقرانه ونظائره فهذا لا بأس به، وإن أراد الإنسان تذكية نفسه وإدلاله بعمله على ربه - عز وجل - فإنه هذا فيه شيء من المنة ولا يجوز فقد قال الله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏ ‏[‏الحجرات‏:‏ 17‏]‏ ‏.‏
من أراد به مجرد الخبر فلا بأس به لكن الأولى تتركه‏.‏
فالأحوال إذن في مثل هذا الكلام الذي فيه ثناء المرء على نفسه أربع‏:‏ الحالة الأولى أن يريد بذلك التحدث بنعمة الله عليه فيما حباه به من الإيمان والثبات‏.‏
الحالة الثانية‏:‏ أن يريد بذلك تنشيط أمثاله ونظائره على مثل ما كان عليه‏.‏
فهاتان الحالتان محمودتان لما يشتملان عليه من هذه النية الطيبة‏.‏
الحالة الثالثة‏:‏ أن يريد بذلك الفخر والتباهي والإدلال على الله - عز وجل- بما هو عليه من الإيمان والثبات وهذا غير جائز لما ذكرنا من الآية‏.‏
الحالة الرابعة‏:‏ أن يريد بذلك مجرد الخبر أن نفسه بما هو عليه من الإيمان والثبات فهذا جائز ولكن الأولى تركه
45- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏يا حاج‏)‏، و‏(‏السيد فلان‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏قول ‏(‏حاج‏)‏ يعني أد الحج لا شيء فيها‏.‏ وأما السيد فيظهر إن كان صحيحا أنه ذو زيادة فيقال‏:‏ هو سيد بدون الـ فلا بأس به، بشرط ألا يكون فاسقا ولا كافرًا، فإن كان فاسقا أو كافرا فإنه لا يجوز إطلاق لفظ سيد إلا مضافا إلى قومه، مثل سيد بنى فلان، أو سيد الشعب فلان ونحو ذلك‏.‏
46- وسئل أيضًا‏:‏ عن حكم ما درج على ألسنة بعض الناس من قولهم ‏(‏حرام عليك أن تفعل كذا وكذا‏)‏ ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هو الذي وصفه بالتحريم إما أن يكون ما حرم الله كما لو قالوا حرام أن يعتدي الرجل على أخيه أو أشبه ذلك فإن وصف هذا الشيء بالحرام صحيح مطابق لما جاء به الشرع‏.‏
وأما إذا كان الشيء غير محرم فإنه لا يجوز أن يوصف بالتحريم ولو لفظًا ؛ لأن ذلك قد يوهمه تحريم ما أحل الله -عز وجل - أو يوهم الحجر على الله - عز وجل - في قضاءه وقدره بحيث يقصدون بالتحريم التحريم القدري، لأن التحريم يكون قدريا ويكون شرعيا فيما يتعلق بفعل الله - عز وجل - وإنه يكون تحريمًا قدريًا، وما يتعلق بشرعه فإنه يكون تحريما شرعيا على هذا فينهى هؤلاء على إطلاق مثل هذه الكلمة ولو كانوا لا يريدون بها التحريم الشرعي، لأن التحريم القدري ليس إليه أيضا بل هو إلى الله - عز وجل - هو الذي يفعل ما يشاء فيحدث ما يشاء وأن يحدث ويمنع ما شاء أن يمنعه، فالمهم أن الذي أرى أنه يتنزهون عن هذه الكلمة وأن يبتعدوا عنها وإن كان قصدهم في ذلك شيء صحيحًا‏.‏ والله الموفق‏.‏
47- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ قلتم في الفتوى رقم ‏(‏46‏)‏ أن التحريم يكون قدريًا ويكون شرعيًا فنأمل من سيادتكم التكرم ببيان بعض الأمثلة‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ سؤالكم عما ورد في جوابنا رقم ‏(‏46‏)‏ من أن التحريم يكون قدريًا ويكون شرعيًا وطلبكم أمثلة لذلك فإليكم ما طلبتم‏:‏
فمن التحريم القدري قوله - تعالى - في موسى‏:‏ ‏.‏
{‏وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ‏}‏ ‏[‏سورة القصص‏:‏ الآية ‏(‏12‏)‏‏]‏‏.‏ وقوله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏ 95‏]‏‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:48 PM   #14
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

48- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ نسمع ونقرأ كلمة ‏(‏حرية الفكر‏)‏، وهي دعوة إلى حرية الاعتقاد، فيما تعليقكم على ذلك‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ تعليقنا على ذلك أن الذي يجيز أن يكون للإنسان حر الاعتقاد، يعتقد ما شاء من الأديان فإن كافر، لأن كل من اعتقد أن أحدًا يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد فإنه كافر بالله - عز وجل - يستتاب فإنه تاب وإلا وجب قتله‏.‏
والأديان ليست أفكارًا، ولكنها وحي من الله - عز وجل - ينزله على رسله، ليسير عبادة عليه، وهذه الكلمة - أعني كلمة - فكر الإسلامية، التي يقصد بها الدين‏.‏ يجب أن تحذف من قواميس الكتب الإسلامية، لأنها تؤدي إلى هذا المعنى الفاسد، وهو أن يقال عن الإسلام‏:‏ فكر، والنصرانية فكر، واليهودية فكر - وأعني بالنصرانية التي يسميها أهلها بالمسيحية - فيؤدي إلى أن تكون هذه الشرائع مجرد أفكار أرضية يعتنقها من شاء من الناس، والواقع أن الأديان السماوية أديان من عند الله - عز وجل - يعتقدها الإنسان على أنها من البشر وهي من الله تعبد بها عبادة، ولا يجوز أن يطلق عليها ‏(‏فكر‏)‏‏.‏ وخلاصة الجواب‏:‏ أن من يعتقد أنه يجوز لأحد أن يتدين بما شاء وأنه حر فيما يتدين به فإنه كافر بالله - عز وجل - لأن الله - تعالى - يقول‏:‏ ‏{‏وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ‏}‏ ‏.‏ فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن دينًا سوى الإسلام جائز يجوز للإنسان أن يتعبد به بل إذا اعتقد هذا فقد صرح أهل العلم بأنه كافر كفرًا مخرجًا عن الملة‏.‏






49- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ هل يجوز أن يقول الإنسان للمفتي ما حكم الإسلام في كذا وكذا‏؟‏ أو ما رأي الإسلام‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا ينبغي أن يقال ‏(‏ما حكم الإسلام في كذا‏)‏ أو ‏(‏ما رأي الإسلام في كذا‏)‏ فإنه قد يخطئ فلا يكون ما قاله حكم الإسلام، لكن لو كان الحكم نصًا صريحًا فلا بأس أن يقال‏:‏ ما حكم الإسلام في أكل الميتة‏؟‏ فنقول‏:‏ حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام‏.‏







50- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن وصف الإنسان بأنه حيوان ناطق‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ الحيوان الناطق يطلق على الإنسان كما ذكره أهل المنطق، وليس فيه عندهم عيب، لأنه تعريف بحقيقة الإنسان، لكنه في العرف قول يعتبر قدحًا في الإنسان، ولهذا إذا خاطب الإنسان به عاميًا فإن العامي سيعتقد أن هذا قدحًا فيه، وحينئذ لا يجوز أن يخاطب بها العامي ؛ لأن كل شيء يسئ إلى المسلم فهو حرام، أما إذا خوطب به من يفهم الأمر على حسب اصطلاح المناطقة، فإن هذا لا حرج فيه، لأن الإنسان لا شك أن حيوان باعتبار أنه فيه حياة، وأن الفصل الذي يميزه عن غيره من بقية الحيوانات هو النطق‏.‏ ولهذا قالوا‏:‏ إن كلمة ‏(‏حيوان‏)‏ جنس، وكلمة ‏(‏ناطق‏)‏ فصل، والجنس يعم المعرف وغيره، والفصل يميز المعرف عن غيره‏.‏







51- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول بعض الناس‏:‏ ‏(‏وخسرت في الحج كذا، وخسرت في العمرة كذا، وخسرت في الجهاد كذا، وكذا‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ هذه العبارات غير صحيحة، لأن ما بذل في طاعة الله ليس بخسارة، بل هو الربح الحقيقي، وإنما الخسارة ما صرف معصية، أو في ما لا فائدة فيه، وأما ما فيه فائدة دنيوية أو دينية فإنه ليس بخسارة ‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:49 PM   #15
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول الإنسان لرجل‏:‏ ‏(‏أنت يا فلان خليفة الله في أرضه‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ إذا كان ذلك صدقًا بأن كان هذا الرجل خليفة يعني ذا سلطان تام على البلد، وهو ذو السلطة العليا على أهل هذا البلد، فإن هذا لا بأس به، ومعنى لو لنا ‏(‏خليفة الله‏)‏ أن الله استخلفه على العباد في تنفيذ شرعه، لأن الله - تعالى - استخلفه على الأرض، والله - سبحانه وتعالى - مستخلفنا في الأرض جميعًا وناظر ما كنا نعمل، وليس يراد بهذه الكلمة أن الله - تعالى - يحتاج إلى أحد يخلفه، في خلقة، أو يعينه على تدبير شيءونهم، ولكن الله جعله خليفة يخلف من سبقه، ويقوم بأعباء ما كلفه الله ‏.‏ 53- وسئل فضيلته‏:‏ يستخدم بضع الناس عبارة ‏(‏راعني‏)‏ ويقصدون بها انظرني، فما صحة هذه الكلمة‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ لا الذي أعرف أن كلمة‏:‏ ‏(‏راعني‏)‏ يعني من المراعات أي أنزل لنا في السعر مثلًا، وأنظر إلى ما أريد، ووافقني عليه، وما أشبه ذلك، وهذه لا شيء فيها‏.‏ وأما قول الله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 104‏]‏‏.‏
فهذا كان اليهود يقولون ‏(‏راعنا‏)‏، من الرعونة فينادون بذلك الرسول يريدون الدعاء عليه، فلهذا قال الله لهم‏:‏ ‏{‏وَقُولُواْ انظُرْنَا‏}‏‏.‏ وأما ‏(‏راعني‏)‏، ليست مثل ‏(‏راعنا‏)‏، لأن راعنا منصوبة بالألف وليست بالياء‏.‏
54- وسئل حفظه الله‏:‏ ما حكم قول ‏(‏رب البيت‏)‏‏؟‏ ‏(‏رب المنزل‏)‏‏؟‏
فأجاب‏:‏ لا قولهم رب البيت ونحوه ينقسم أقسامًا أربعة‏:‏
القسم الأول‏:‏ أن يكون الإضافة على ضمير المخاطب في معنى لا يليق بالله - عز وجل - مثل أن يقول ‏(‏أطعم ربك‏)‏ فهذا منهي عنه لوجهين‏:‏
الوجه الأول‏:‏ من جهة الصيغة لأنه يوهم معنى فاسدًا بالنسبة لكلمة رب، لأن الرب من أسمائه - سبحانه- وهو سبحانه يطعم ولا يطعم‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ من جهة أنك تشعر العبد أو الأمة بالذي لأنه إذا كان السيد ربا كان العبد مربوبًا والأمة مربوبه‏.‏
وأما إذا كان في معنى يليق بالله - تعالى - مثل أطلع ربك كان النهي عنه من أجل الوجه الثاني‏.‏
القسم الثاني‏:‏ أن تكون الإضافة إلى ضمير الغائب مثل ربه، وربها، فإن كان في معنى لا يليق بالله كان من الأدب اجتنابه، مثل أطعم العبد ربه أو أطعمت الأمة ربها ؛ لئلا يتبادر منه إلى الذهن معنى لا يليق بالله ‏.‏
وإن كان في معنى يليق بالله مثل أطاع العبد ربه وأطاعت الأمة ربها فلا بأس بذلك لانتفاء المحذور‏.‏
ودليل ذلك قوله ، في حديث اللقطة في ضالة الإبل وهو حديث متفق عليه ‏(‏حتى يجدها ربها‏)‏ وقال بعض أهل العلم أن حديث اللقطة في بهيمة لا تتعبد ولا تتذلل كالإنسان، والصحيح عدم الفارق لأن البهيمة تعبد الله عبادة خاصة بها‏.‏ قال - تعالى - ‏
{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏ وقال في العباد ‏{‏ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏ ليس جميعهـم ‏{‏ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ‏}‏‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏
القسم الثالث‏:‏ أن تكون الإضافة على ضمير المتكلم فقد يقول قائل بالجواز لقوله تعالى حكاية عن يوسف‏:‏ ‏
{‏إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 23‏]‏‏.‏ أي سيدي، وإن المحظور هو الذي يقتضي الإذلال وهذا منتف لأن هذا من العبد لسيده‏.‏
القسم الرابع‏:‏ أن يضاف إلى الاسم الظاهر فيقال‏:‏ هذا رب الغلام فظاهر الحديث الجواز وهو كذلك ما لم يوجد محظور فيمنع كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالف لمملوكه‏.



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:51 PM   #16
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

55- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ما يقول إن الإنسان يتكون من عنصرين عنصر من التراب وهو الجسد، وعنصر من الله وهو الروح‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ هذا الكلام يحتمل معنيين‏:‏
أحدهما‏:‏ أن الروح جزء من الله‏.‏
والثاني‏:‏ أن الروح من الله خلقًا‏.‏
وأظهرهما أن أراد أن الروح جزء من الله لأنه لو أراد أن الروح من الله خلقا لم يكن بينها وبين الجسد فرق إذ الكل من الله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 29‏]‏‏.‏ وأضاف روح عيسى إليه فقال‏:‏ ‏{‏ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 12‏]‏‏.‏ وأضاف بعض مخلوقات أخرى إليه كقوله‏:‏ ‏{‏ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 26‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ‏}‏ ‏[‏الجاثية‏:‏ 13‏]‏‏.‏ وقوله عن رسوله صالح‏:‏ ‏{‏ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ‏}‏ ‏[‏الشمس‏:‏ 13‏]‏‏.‏ ولكن المضاف إلى الله نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ ما يكون منفصلًا بائنا عنه، قائما بنفسه أو قائما بغيره، فإضافته إلى الله تعالى إضافة خلق وتكون، ولا يكون ذلك إلا فيما يقصد به تشريف المضاف أو بيان عظمه الله - تعالى - لعظم المضاف، فهذا النوع لا يمكن أن يكون من ذات الله - تعالى - فلأن ذات الله تعالى واحدة لا يمكن تتجزأ أو تتفرق، وأما كونه لا يمكن أن يكون من صفات الله فلأن الصفة معنى في الموصوف لا يمكن أن تنفصل عنه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والقوة، والسمع، والبصر، وغيرها‏.‏ فإن هذه الصفات لا تباين موصو فها، ومن هذا النوع إضافة ا لله - تعالى - روح آدم وعيسى إليه، وإضافة البيت وما في السموات والأرض إليه، وإضافة الناقة إليه، فروح آدم، وعيسى قائمة بهما، وليست من ذات الله - تعالى - ولا من صفاته قطعًا، والبيت وما في السموات والأرض، والناقة أعيان قائمة بنفسها، وليس من ذات الله ولا من صفاته، وإذا كان لا يمكن لاحد أن يقول‏:‏ إن بيت الله، وناقة الله من ذاته ولا من صفاته، ولا فرق بينهما إذ الكل بائن منفصل عن الله - عزل وجل - وكما أن البيت والناقة من الأجسام فكذلك الروح جسم تحل بدن الحي بإذن الله، يتوفاها الله حين موتها، ويمسك التي قضي عليها الموت، ويتبعها بصر الميت حين تقبض، لكنها جسم من جنس آخر‏.‏
النوع الثاني من المضاف إلى الله‏:‏ ملا يكون منفصلا عن الله بل هو من صفاته الذاتية أو الفعلية، كوجهه، ويده، سمعه، وبصره، واستوائه على عرشه، ونزوله إلى السماء الدنيا، ونحو ذلك، فإضافته إلى الله - تعالى - من باب إضافة الصفة إلى موصفها، وليس من باب إضافة المخلوق والمملوك إلى مالكه وخالقه‏.‏
وقول المتكلم ‏(‏إن الروح من الله‏)‏ يحتمل معنى آخر غير ما قلنا‏:‏ إنه الأظهر، وهو أن البدن مادته معلومة، وهي التراب، أما الروح فمادتها غير معلومة، وهذا المعنى صحيح‏.‏ كما قال الله - تعالى - ‏
{‏ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء، الآية ‏(‏85‏)‏‏]‏‏.‏ - وهذه والله أعلم - من الحكمة في إضافتها إ ليه إنها أمر لا يمكن أن يصل إليه علم البشر بل هي مما استأثر الله بعلمه كسائر العلوم العظيمة الكثيرة التي لم نؤت منها إلا القليل، ولا نحيط بشيء من هذا القليل إلا بما شاء الله - تبارك وتعالى -‏.‏
فنسأل الله - تعالى - أن يفتح علينا من رحمته وعلمه ما به صلاحنا، وفلاحنا في الدنيا والآخرة‏.‏


56- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن المراد بالروح والنفس‏؟‏ والفرق بينهما‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ الروح في الغالب تطلق على ما به الحياة سواء كان ذلك حسا أو معنى، فالقران يسمى روحا قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 52‏]‏‏.‏ لأن به حياة القلوب بالعلم والإيمان، والروح التي يحيى بها البدن تسمى روحا قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 85‏]‏‏.‏
أما النفس فتطلق على ما تطلق عليه الروح كثيرًا كما في قوله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 42‏]‏ ‏.‏
وقد تطلق النفس على الإنسان نفسه، فيقال جاء فلان نفسه، فتكون بمعنى الذات، فهما يفترقان أحيانا، ويتفقان أحيانا، بحسب السياق‏.‏
وينبغي بهذه المناسبة أن يعلم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها فقد تكون الكلمة الواحدة لها معنى في سياق، ومعنى آخر في سياق، فالقرية مثلا تطلق أحيانا على نفس المساكن، وتطلق أحيانا على الساكن نفسه ففي قوله - تعالى - عن الملائمة الذين جاءوا إبراهيم ‏
{‏ إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ‏}‏‏[‏العنكبوت‏:‏ 31‏]‏‏.‏
المراد بالقرية هنا المساكن، وفي قوله - تعالى -‏:‏ ‏
{‏ وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء، الآية ‏(‏58‏)‏‏]‏‏.‏ المراد بها المساكن، وفي قوله - تعالى‏:‏‏{‏ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 259‏]‏‏.‏ المراد بها المساكن، وفي قوله‏:‏‏{‏ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا ‏}‏‏[‏يوسف‏:‏ 82‏]‏‏.‏ المراد بها الساكن، فالمهم أن الكلمات إنما يتحدد معناها بسياقها وبحسب ما تضاف إليه، وبهذه القاعدة المفيدة المهمة يتبين لنا رجحان ما ذهب إليه كثير من أهل العلم من أن ليس فيه مجاز، وأن جميع الكلمات التي في القران كلها حقيقة، لان الحقيقة هي ما يدل عليه سياق الكلام بأي صيغة كان، فإذا كان الأمر كذلك تبين لنا بطلان قول من يقول إن في القران مجازا، وقد كتب في هذا أهل العلم وبينوه، ومن أبين ما يجعل هذا القول صوابا أن من علامات المجاز صحة نفيه بمعنى أنه يصح أن تنفيه فإذا قال‏:‏ فلان أسد، صح له نفيه، وهذا لا يمكن أن يكون في القران، فلا يمكن لأحد أن ينفي شيئا مما ذكره الله - تعالى - في ‏.‏


57- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم إطلاق لفظ ‏(‏السيد‏)‏ على غير الله تعالى‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ إطلاق السيد على غير الله تعالى إن كان يقصد معناه وهي السيادة المطلقة فهذا لا يجوز، وإن كان المقصود به مجرد الإكرام فإن كان المخاطب به سيد، أو نحو ذلك، وإن كان لا يقصد به السيادة والإكرام وإنما هو مجرد اسم فهذا لا بأس به‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:53 PM   #17
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


58- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ من الذي يستحق أن يوصف بالسيادة‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يستحق أحد أن يوصف بالسيادة المطلقة إلا الله - عز وجل - فالله تعالى هو السيد الكامل السؤدد، أما غيره فيوصف بسيادة مقيدة مثل سيد ولد آدم، لرسول الله ، والسيادة قد تكون بالنسب، وقد تكون بالعلم، وقد تكون بالكرم، وقد تكون بالشجاعة، وقد تكون بالملك، كسيد المملوك وقد تكون بغير ذلك من الأمور التي يكون بها الإنسان سيدا، وقد يقال للزوج سيد بالنسبة لزوجته، كما في قوله - تعالى -‏:‏ ‏{‏ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 25‏]‏ ‏.‏
فأما السيد في النسب فالظاهر أن المراد أن من كان من نسل رسول الله ، وهم أولاد فاطمة - رضي الله عنها - أي ذريتها من بنين وبنات، وكذلك الشريف، وربما يراد بالشريف من كان هاشميا وأيا كان الرجل أو المرأة سيدا أو شريفا فإنه لا يمتنع شرعا أن يتزوج من غير السيد والشريف، فهذا سيد بني آدم وأشرفهم، محمد رسول الله قد زوج ابنتيه رقية وأم كلثوم عثمان بن عفان، وليس هاشميا، وزوج ابنته زينب أبا العاص بن الربيع وليس هاشميا‏.‏


59- وسئل فضيلته عن الجمع بين حديث عبد الله بن الشخير - رضي الله عنه - قال ‏(‏انطلقت في وفد بين عامر إلى رسول الله ، فقلنا أنت سيدنا فقال ‏(‏السيد الله تبارك وتعالى‏)‏‏.‏ وما جاء في التشهد ‏(‏اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‏)‏‏.‏ وحديث ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ لا يرتاب عاقل أن محمدا ، سيد ولد آدم فإن كل عاقل مؤمن يؤمن بذلك، والسيد هو ذو الشرف والطاعة والإمرة، وطاعة النبي من طاعة الله - وتعالى -‏:‏ ‏{‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 80‏]‏‏.‏ ونحن وغيرنا من المؤمنين لا نشك أن نبينا ، سيدنا، وخيرنا، وأفضلنا عند الله - سبحانه وتعالى- وأنه المطاع فيما يأمر به، صلوات الله وسلامه عليه، ومن مقتضى اعتقادنا أنه السيد المطاع، عليه الصلاة والسلام، أن لا نتجاوز ما شرع لنا من قول أو فعل أو عقيدة ومما شرعه لنا في كيفية الصلاة عليه في التشهد أن نقول‏:‏ ‏(‏اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد‏)‏ أو نحوها من الصفات الواردة في كيفية الصلاة عليه ، ولا أعلم أن صفة وردت بالصيغة التي ذكرها السائل وهي ‏(‏اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‏)‏ وإذا لم ترد هذه الصيغة عن النبي ، فإن الأفضل ألا نصلى على النبي ، بها، وإنما نصلى عليه بالصيغة التي علمنا إياها‏.‏
وبهذه المناسبة أود أبنه إلى أن كل إنسان يؤمن بأن محمدا، ، سيدنا فإن مقتضى هذا الإيمان أن لا يتجاوز الإنسان ما شرعه وأن لا ينقص عنه، فلا يبتدع في دينه الله ما ليس منه، ولا ينقص من دين الله ما هو منه، فإن هذا هو حقيقة السيادة التي هي من حق النبي ، علينا‏.‏
وعلى هذا فإن أولئك المبتدعين لأذكار أو صلوات على النبي ، لم يأت بها شرع الله على لسان رسوله محمد تنافي دعوى أن هذا الذي ابتدع يعتقد أن محمدا ، سيد، لأن مقتضى هذه العقيدة أن لا يتجاوز ما شرع وأن لا ينقص منه، فليتأمل الإنسان وليتدبر ما يعنيه بقوله حتى يتضح له الأمر ويعرف أنه تابع لا مشرع‏.‏
وقد ثبت عن النبي ، أنه قال‏:‏ ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ والجمع بينه وبين قوله‏:‏ ‏)‏السيد الله‏(‏ أن السيادة المطلقة لا تكون إلا لله وحده فإنه تعالى هو الذي له الأمر كله فهو الآمر وغيره مأمور، وهو الحاكم وغيره محكوم، وأما غيره فسيادته نسبية إضافية تكون في شيء محدود، ومكان محدود، وعلى قوم دون قوم، أو نوع من الخلائق دون نوع‏.‏

60- وسئل فضيلته عن هذه العبارة ‏(‏السيدة عائشة - رضي الله عنها -‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ لا شك أن عائشة - رضي الله عنها - من سيدات نساء الأمة، ولكن إطلاق ‏(‏السيدة‏)‏ على المرأة و‏(‏السيدات‏)‏ على النساء هذه الكلمة متلقاة فيما أظن من أوضع النساء، لأنهم يسودون النساء أي يجعلونهم سيدات مطلقا، والحقيقة أن المرأة مرأة، وأن الرجل رجل، وتسميه المرأة بالسيدة على الإطلاق ليس بصحيح، نعم من كانت منهن سيدة لشرفها في دينها أو جاهها أو غير ذلك من الأمور المقصودة فلنا أن نسميها سيدة، ولكن ليس مقتضى ذلك إننا نسمي كل امرأة سيدة‏.‏
كما أن التعبير بالسيدة عائشة، والسيدة خديجة، والسيدة فاطمة وما أشبه ذلك لم يكن معروفا عند السلف بل كانوا يقولون أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين خديجة، فاطمة بنت الرسول ، ونحو ذلك‏.‏

ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:53 PM   #18
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

61- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن الجمع بين قول النبي ‏:‏ ‏(‏السيد الله تبارك وتعالى‏)‏ وقوله، ‏:‏ ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ وقوله‏:‏ ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ وقوله في الرقيق‏:‏ ‏(‏وليقل سيدي‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ أختلف على ذلك في أقوال‏:‏
القول الأول‏:‏ أن النهي على سبيل الأدب، والإباحة على سبيل الجوز، فالنهي ليس للتحريم حتى يعارض الجواز‏.‏
القول الثاني‏:‏ أن النهي حيث يخشى منه المفسدة وهي التدرج إلى الغلو، والإباحة إذ لم يكن هناك محذور‏.‏
القول الثالث‏:‏ أن النهي بالخطاب أي أن تخاطب الغير بقولك ‏(‏سيدي أو سيدنا‏)‏ لأنه ربما يكون في نفسه عجب وغلو إذا دعي بذلك، ولأن فيه شيئا آخر وهو خضوع هذا المتسيد له وإذلال نفسه له، بخلاف إذا جاء على غير هذا الوجه مثل ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏)‏ و ‏(‏أنا سيد ولد آدم‏)‏ لكن هذا يرد على إباحته للرقيق أن يقول لمالكه ‏(‏سيدي‏)‏‏؟‏
لكن يجاب عن هذا بأن قول الرقيق لمالكه ‏(‏سيدي‏)‏ أمر معلوم لا غضاضة فيه، ولهذا يحرم عليه أن يمتنع مما يجب عليه نحو سيده والذي يظهر لي - والله أعلم - أن هذا جائز لكن بشرط أن يكون الموجه إليه السيادة أهلا لذلك، وأن لا يخشى محذور من إعجاب المخاطب ونخوع المتكلم، أما إذ لم يكن أهلا، كما لو كان فاسقا أو زنديقًا فلا يقال له ذلك حتى لو فرض عنه أعلى منه رتبة أو جاهلا فقد جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏لا تقولوا للمنافق سيد فإنكم إذ قلتم ذلك أغضبتم الله‏)‏ ‏.‏
وكذلك لا يقال إذا خشى محذور من إعجاب المخاطب أو نخوع المتكلم‏.‏






62- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول‏:‏ ‏(‏شاءت الظروف أن يحصل كذا وكذا‏)‏، و‏(‏شاءت الأقدار كذا وكذا‏)‏‏؟‏ ‏.‏
فأجاب قائلا‏:‏ قول‏:‏ ‏(‏شاءت الأقدار‏)‏، و ‏(‏شاءت الظروف‏)‏ ألفاظ منكرة ؛ لأن الظروف جمع ظرف هو الأزمان، والزمن لا مشيئة له، وإنما يشاء هو الله، عز وجل، نعم لو قال الإنسان‏:‏ ‏(‏اقتضى قدر الله كذا وكذا‏)‏‏.‏ فلا بأس به‏.‏ أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار لأن المشيئة هي الإرادة، ولا إرادة للوصف، إنما للإرادة للموصوف‏.‏






63- سئل فضيلته‏:‏ عن حكم قول ‏(‏وشاءت الأقدار‏)‏ و ‏(‏شاء القدر‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا يصح أن نقول ‏(‏شاءت قدرة الله‏)‏ لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن شيء إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره كما تقول‏:‏ هذا خلق الله أي مخلوقه‏.‏ أما أن نضيف أمرا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز ومثال لذلك قولهم ‏(‏شاءت القدر كذا وكذا‏)‏ هذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويات ولا مشيئة لهما، إنما المشيئة لمن هو قادر ولمن مقدر‏.‏ والله أعلم‏.‏





64- سئل فضيلته‏:‏ هل يجوز إطلاق ‏(‏شهيد‏)‏ على شخص بعينه ويقال الشهيد فلان‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز لنا أن نشهد لشخص بعينه أنه شهيد حتى، لو قتل مظلومًا أو قتل وهو يدافع عن الحق، فإنه لا يجوز أن نقول فلان شهيد وهذا مخالف لما عليه الناس اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة وجعلوا كل من قتل حتى ولو كان مقتولا في عصبة جاهلية يسمونها شهيدا، وهذا حرام لأن قولك عن شخص قتل وهو شهيد يعتبر شهادة سوف تسأل عنها يوم القيامة، سوف يقال لك هل عندك علم أنه قتل شهيدا‏؟‏ ولهذا لما قال النبي ‏:‏ ‏(‏ما من مكلوم يكلم في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يعثب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك‏)‏ فتأمل قول النبي ‏:‏ ‏(‏والله أعلم بمن يكلم في سبيله‏)‏ - يكلم‏:‏ يعني يجرح - فإن بعض الناس قد يكون ظاهرهم أنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ولكن الله يعلم ما في قلبه وأنه خلاف ما يظهر من فعله، وهذا باب البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال ‏(‏باب لا يقال فلان شهيد‏)‏ لأن مدار الشهادة على القلب، لا يعلم ما في القلب إلا الله - عز وجل - فأمر النية أمر عظيم، وكم من رجلين يقومان بأمر واحد يكون بينهما كما بين السماء والأرض وذلك من أجل النية فقد قال النبي ‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه‏)‏‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:54 PM   #19
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

65- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم قول فلان شهيد‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ الوجوب على ذلك أن الشهادة لأحد بأنه شهيد تكون وجهين‏:‏

أحدهما‏:‏ أن تقيد بوصف مثل أن يقال كل من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن مات بالطاعون فهو شهيد ونحو ذلك، فهذا جائز كما جاءت به النصوص، لأنك تشهد بما أخبر به رسول الله ، ونعنى بقولنا - جائز - أنه غير ممنوع وإن كانت الشهادة بذلك واجبة تصديقا لخبر رسول الله ‏.‏
الثاني‏:‏ أن تقيد الشهادة بشخص معين مثل أن تقول بعينه إنه شهيد، فهذا لا يجوز إلا لمن شهد له النبي أو اتفقت الأمة على الشهادة له بذلك وقد ترجم البخاري - رحمه الله - لهذا بقوله‏:‏ ‏(‏باب لا يقال فلان شهيد‏)‏ قال في الفتح 90/6 ‏(‏أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي‏)‏ وكأنه أشار إلى حديث عمر أنه خطب فقال تقولون في مغازيكم فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا ولعله قد يكون أوقر رحالته، إلا لا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله ، من مات في سبيل الله، أو قتل فهو شهيد وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد ابن منصور وغيرهما من طريق محمد ابن سريرين عن أبي العجفاء عن عمر‏)‏ ا‏.‏ هـ‏.‏ كلامه‏.‏
ولأن الشهادة بالشيء لا تكون إلا أن علم له، وشرط كون الإنسان شهيدا أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا والنية باطنة لا سبيل إلى العلم بها، ولهذا قال النبي ، مشيرا إلى ذلك‏:‏ ‏(‏مثل المجاهد في سيبل الله، والله أعلم لمن يجاهد في سبيله‏)‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك‏)‏‏.‏ رواهما البخاري من حديث أبي هريرة‏.‏ ولكن من ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك، ولا نشهد له به ولا ننسي به الظن‏.‏ والرجاء مرتبة بين المرتبتين، ولكننا نعامله في الدنيا بأحكام الشهداء فإذا كان مقتولا في الجهاد في سبيل الله دفن بدمه في ثيابه من غير صلاة عليه، وإن كان من الشهداء الآخرين فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه‏.‏
ولأننا لو شهدنا لأحد بعينه أنه شهيد لزم من تلك الشهادة أن نشهد له بالجنة وهذا خلاف ما كان عليه أهل السنة فإنهم لا يشهدون بالجنة إلا لمن شهد له النبي ، بالوصف أو بالشخص، وذهب آخرون منهم إلى جواز الشهادة بذلك لمن اتفق الأمة على الثناء عليه وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله تعالى -‏.‏ وبهذا تبين أنه لا يجوز أن نشهد لشخص أنه شهيد إلا بنص أو اتفاق، ولكن من كان ظاهره الصلاح فإننا نرجو له ذلك كما ثبت، وهذا كاف في منقبته، وعلمه عند خالقه - سبحانه وتعالى -‏.‏
66- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن لقب ‏(‏شيخ الإسلام‏)‏ هل يجوز‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لقب شيخ الإسلام عند الإطلاق لا يجوز أن يوصف به الشخص، لأنه لا يعصم أحد من الخطأ فيما يقول في الإسلام إلا الرسل‏.‏
أما إذا قصد بشيخ الإسلام أنه شيخ كبير وله قدم صدق في الإسلام فإنه لا بأس بوصف الشيخ به وتلقيبه به‏.‏

67- وسئل ما رأي فضيلتكم في استعمال كلمة ‏(‏صدفة‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ رأينا في هذا القول أنه لا بأس به وهذا أمر متعارف وأظن أن فيه أحاديث بهذا التعبير صادفنا رسول الله صادفنا رسول الله ولكن لا يحضرني الآن حديث معين بهذا الخصوص‏.‏
والمصادفة والصدفة بالنسبة لفعل الإنسان أمر واقع، لأن الإنسان لا يعلم الغيب فقد يصادفه الشيء من غير شعور به ومن غير مقدمات له ولا توقع له، ولكن بالنسبة لفعل الله لا يقع هذا، فإن كل شيء عند الله معلوم وكل شيء عنده بمقدار وهو - سبحانه وتعالى - لا تقع الأشياء بالنسبة إليه صدفة أبدا، ولكن بالنسبة لي أنا وأنت نتقابل بدون ميعاد وبدون شعور وبدون مقدمات فهذا يقال له صدفة، ولا حرج فيه، أما بالنسبة لأمر الله فهذا فعل ممتنع لا يجوز‏.



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:56 PM   #20
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


68- سئل فضيلة الشيخ عن تسمية بعض الزهور بـ ‏(‏عباد الشمس لأنه يستقبل الشمس عند الشروق وعند الغروب‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز لأن الأشجار لا تعبد الشمس، إنما تعبد الله - عز وجل - كما قال الله ـ تعالى ـ ‏:‏‏{‏ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ‏}‏ ‏[‏الحج‏:‏ 18‏]‏‏.‏ وإنما يقال عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كمراقبة الشمس، ونحو ذلك من العبارات‏.‏

69- وسئل فضيلة الشيخ لماذا كان التسمي بعبد الحارث من الشرك مع أن الله هو الحارث‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ التسمي بعبد الحارث فيه نسبة العبودية لغير الله - عز وجل - فإن الحارث هو الإنسان كما قال النبي ‏:‏ ‏)‏كلكم حارث وكلكم همام‏(‏ فإذا أضاف الإنسان العبودية إلى المخلوق كان هذا نوعا من الشرك، لكنه لا يصل إلى درجة الشرك الأكبر، ولهذا لو سمي رجلا بهذا الاسم لوجب أن يغيره فيضاف إلى اسم الله - سبحانه وتعالى - أو يسمى باسم آخر غير مضاف وقد ثبت عن النبي ، أنه قال‏:‏ ‏)‏أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن‏(‏ وما أشتهر عند العامة من قولهم خير الأسماء ما حمد وعبد ونسبتهم ذلك إلى رسول الله ، فليس ذلك بصحيح أي ليس نسبته إلى النبي ، صحيحة فإنه لم يرد عن النبي ، بهذا اللفظ وإنما ورد ‏)‏أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن‏(‏‏.‏
أما قول السائل في سؤاله ‏(‏مع أن الله هو الحارث‏)‏ فلا أعلم اسما لله تعالى بهذا اللفظ، وإنما يوصف - عز وجل - بأنه الزارع لا يسمى به كما في قوله - تعالى -‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ‏}‏ ‏[‏سورة الواقعة، الآيتان ‏(‏63- 64‏)‏‏]‏‏.‏



70- سئل فضيلة الشيخ عن هذه العبارة‏:‏ ‏(‏العصمة لله وحده‏)‏، مع أن العصمة لابد فيها من عاصم‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ هذه العبارة قد يقولها من يقولها يريد بذلك أن كلام الله - عز وجل - وحكمه كله صواب، وليس فيه خطأ وهي بهذا المعنى صحيحة، لكن لفظها مستنكر ومستكره، لأنه كما قال السائل قد يوحي بأن هناك عاصما عصم الله - عز وجل - والله - سبحانه وتعالى - هو الخالق، وما سواء مخلوق، فالأولى أن لا يعبر الإنسان بمثل هذا التعبير، بل يقول الصواب في كلام الله، وكلام رسوله ‏.‏

71- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة‏:‏ ‏(‏فال الله ولا فالك‏)‏‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ هذا التعبير صحيح، لأن المراد الفأل الذي هو من الله، وهو أني أتفاءل بما قلت، هذا هو معنى العبارة، وهو معنى صحيح أن الإنسان يتمنى الفأل الكلمة الطيبة من الله - سبحانه وتعالى - دون أن يتفاءل بما يسمعه من هذا الشخص الذي تشاءم من كلامه‏.‏



72- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن مصطلح ‏(‏فكر إسلامي‏)‏ و ‏(‏مفكر إسلامي‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ كلمة ‏(‏فكر إسلامي‏)‏ من الألفاظ التي يحذر عنها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، وهذا خطر عظيم أدخله علينا أعداء الإسلام من حيث لا نشعر ‏.‏
أما ‏(‏مفكر إسلامي‏)‏ فلا أعلم فيه بأسا لأنه وصف للرجل المسلم والرجل المسلم يكون مفكرًا‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 02:58 PM   #21
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


73- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ جاء في الفتوى رقم ‏(‏72‏)‏ أن كلمة الفكر الإسلامي كلمة لا تجوز لأنها تعني أن الإسلام قد يكون عبارة عن أفكار قد تصح أو لا تصح وهكذا، بينما قلتم أن إطلاق كلمة ‏(‏المفكر الإسلامي‏)‏ تجوز لأن فكر الشخص يتغير وقد يكون صحيحا أو العكس، ولكن الأشخاص الذين يستخدمون مصطلح ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ يقولون أننا نقصد فكر الأشخاص ولا نتكلم عن الإسلام ككل أو عن الشريعة الإسلامية بالتحديد فهل هذا المصطلح ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ جائز بهذا التفسير أم لا وما هو الدليل‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ ثبت عن النبي ، أنه قال‏:‏ ‏(‏إنما أقضي نحو ما أسمع‏)‏ ونحن لا نحكم على الأفراد إلا بما يظهر منهم فإذا قيل ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ فهذا يعني أن الإسلام فكر، وإذا كان القائل بهذا التعبير يريد فكر الرجل الإسلامي فليقل ‏(‏فكر الرجل الإسلامي‏)‏ أو ‏(‏المفكر الإسلامي‏)‏ وبدلا من أن نقول ‏(‏الفكر الإسلامي‏)‏ نقول‏(‏ الحكم الإسلامي‏)‏ لأن الإسلام حكم والقرآن الكريم إما خبر وإما حكم كما قال - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 115‏]‏‏.‏



74- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول بعض الناس إذا شاهد من أسرف على نفسه بالذنوب‏:‏ ‏(‏فلان بعيد عن الهداية، أو عن الجنة، أو عن مغفرة الله‏)‏ فما حكم ذلك‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز لانه من باب التألي على الله - عز وجل - وقد ثبت في الصحيح أن رجلا كان مسرفا على نفسه، وكان يمر به رجل آخر فيقول‏:‏ والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله - عز وجل - ‏(‏من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان قد غفرت له، وأحبطت عملك‏)‏‏.‏ ولا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمه الله - عز وجل ـ كم من إنسان قد بلغ من الكفر مبلغا عظيما، ثم هداه الله فصار من الأئمة الذين يهدون بأمر الله ـ عز وجل ـ والواجب على من قال ذلك أن يتوب إلى الله، حيث يندم على ما فعل ويعزم على أن لا يعود في المستقبل‏.‏



75- وسئل فضيلته‏:‏ عن قول الإنسان إذا سئل عن شخص قد توفاه الله قريبا‏:‏ ‏(‏فلان ربنا افتكره‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ إذا كان مراده بذلك أن الله تذكر ثم أماته فهذه كلمة كفر، لأنه يقتضي أن الله - عز وجل - ينسى، والله - سبحانه وتعالى - لا ينسى، كما قال موسى، عليه الصلاة والسلام، لما سأله فرعون‏:‏ ‏{‏قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 51‏:‏ 52‏]‏‏.‏ فإذا كان هذا هو قصد المجيب وكان يعلم ويدري معنى ما يقول فهذا كفر‏.‏
أما إذا كان جاهلا ولا يدري ويريد بقوله‏:‏ ‏(‏أن الله افتكره‏)‏ يعني أخذه فقط فهذا لا يكفر، لكن يجب أن يظهر لسانه عن هذا الكلام، لأنه كلام موهم لنقص رب العالمين - عز وجل - ويجيب بقوله‏:‏ ‏(‏توفاه الله أو نحو ذلك‏)‏‏.‏



76- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم التسمي بقاضي القضاة‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ قاضي القضاة بهذا المعنى الشامل العام لا يصلح إلا لله - عز وجل - فمن تسمي بذلك فقد جعل نفسه شريكا لله - عز وجل - فيما لا يستحقه إلا الله - عز وجل - وهو القاضي فوق كل قاضٍٍ
والحكم وإليه يرجع الحكم كله، وإن قيد بزمان أو مكان فهذا جائز، لكن الأفضل أن لا يفعل، لأنه قد يؤدي إلى الإعجاب بالنفس والغرور حتى لا يقبل الحق إذا خالف قوله، وإنما جاز هذا لأن قضاء الله لا يتقيد، فلا يكون فيه مشاركة لله - عز وجل - وذلك مثل قاضي قضاة العراق، أو قاضي قضاة الشام، أو قاضي قضاة عصره‏.‏
وأما إن قيد بفن من الفنون فبمقتضى التقيد يكون جائزا، لكن إن قيد بالفقه بأن قيل‏:‏ عالم العلماء في الفقه سواء قلنا بأن الفقه يشمل أصول الدين وفروعه على حد قوله ‏:‏ ‏(‏من يرد الله به خيرا يفقه في الدين‏)‏ أو قلنا بأن الفقه معرفة الأحكام الشرعية العملية كما هو المعروف عند الأصوليين صار فيه عموم واسع مقتضاه أن مرجع الناس كلهم في الشرع إليه فأنا أشك في جوازه والأولى التنزه عنه‏.‏ وكذلك إن قيد بقبيلة فهو جائز ولكن يجب مع الجواز مراعاة جانب الموصوف حتى لا يغتر ويعجب بنفسه ولهذا قال النبي للمادح‏:‏ ‏(‏قطعت عنق صاحبك‏)‏ ‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:00 PM   #22
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

77- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن تقسيم الدين إلى قشور ولب، ‏(‏مثل اللحية‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ تقسيم الدين إلى قشور ولب، تقسيم خاطئ، وباطل، الدين كله لب، وكله نافع للعبد، وكله يقربه لله - عز وجل - وكله يثاب عليه المرء، وكله ينتفع به المرء، بزيادة إيمانه وإخباته بربه - عز وجل - حتى المسائل المتعلقة باللباس والهيئات، وما أشبهها، كلها إذا فعلها الإنسان تقربا إلى الله- عز وجل - واتباعا لرسوله ، فإنه يثاب على ذلك، والقشور كما نعلم لا ينتفع بها، بل ترمي، وليس في الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية ما هذا شأنه، بل كل الشريعة الإسلامية لب ينتفع به المرء إذا اخلص النية لله، وأحسن في اتباعه رسول الله ، وعلى الذين يرجون هذه المقالة، أن يفكروا في الأمر تفكيرا جديا، حتى يعرفوا الحق والثواب، ثم عليهم أن يتبعوه، وأن يدعوا مثل هذه التعبيرات، صحيح أن الدين الإسلامي فيه أمور مهمة كبيرة وعظيمة، كأركان الإسلام الخمسة، التي بينها الرسول ، بقوله‏:‏ ‏(‏بني الإسلام على خمس‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام‏)‏‏.‏ وفيه أشياء دون ذلك، لكنه ليس فيه قشور لا ينتفع بها الإنسان، بل يرميها ويطرحها‏.‏
وأما بالنسبة لمسألة اللحية‏:‏ فلا ريب أن إعفاءها عبادة، لأن النبي ـ ـ أمر به، وكل ما أمر به النبي فهو عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، بامتثاله أمر نبيه ، بل إنها من هدى النبي وسائر إخوانه المرسلين، كما قال الله - تعالى - عن هارون‏:‏ إنه قال لموسى‏:‏ ‏{‏يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 94‏]‏ وثبت عن النبي أن إعفاء اللحية من الفطرة التي فطر الناس عليها، فإعفاؤها من العبادة، وليس من العادة، وليس من القشور كما يزعمه من يزعمه‏.‏



78- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة ‏(‏كل عام وانتم بخير‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ ‏(‏كل عام وأنتم بخير‏)‏ جائز إذا قصد به الدعاء بالخير‏.‏



79- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم لعن الشيطان‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان، وإنما أمر بالاستعانة منه كما قال الله - تعالى ـ ‏:‏ ‏{‏وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏ 36‏]‏‏.‏




80- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول الإنسان متسخطا‏:‏ ‏(‏لو إني فعلت كذا لكان كذا‏)‏، أو يقول ‏(‏لعنه الله على المرض الذي أعاقني‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ إذا قال‏:‏ ‏(‏لو فعلت كذا لكان كذا‏)‏ ندما وسخطا على القدر، فإن هذا محرم ولا يجوز للإنسان أن يقوله، لقول النبي ‏:‏ ‏(‏احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل‏)‏‏.‏ وهذا هو الواجب على الإنسان أن يفعل المأمور وأن يستسلم للمقدور، فإنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن‏.‏
وأما من يلعن المرض وما أصابه من فعل الله - عز وجل - فهذا من أعظم القبائح - والعياذ بالله - لأن لعنه للمرض الذي هو من تقدير الله - تعالى - بمنزلة سب الله - سبحانه وتعالى - فعلى من قال مثل هذه الكلمة أن يتوب إلى الله، وان يرجع إلى دينه، وأن يعلم أن المرض بتقدير الله، وأن ما أصابه من مصيبة فهو بما كسبت يده، وما ظلمه الله، ولكن كان هو الظالم لنفسه‏.‏

ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:02 PM   #23
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

81- وسئل‏:‏ عن قول ‏(‏لك الله‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ لفظ ‏(‏لك الله‏)‏ الظاهر أنه من جنس ‏(‏لله درك‏)‏ وإذا كان من جنس هذا فإن هذا اللفظ جائز، ومستعمل عند أهل العلم وغيرهم، والأصل في هذا وشبهه الحل إلا ما قام الدليل على تحريمه، والواجب التحرز عن التحريم فيما الأصل فيه الحل ‏.‏



82- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة لم تسمح لي الظروف‏؟‏ أو لم يسمح لي الوقت‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ إن كان القصد انه لم يحصل وقت يتمكن فيه من المقصود فلا بأس به، وإن كان القصد أن للوقت تأثيرا فلا يجوز‏.‏



83- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم استعمال لو‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ استعمال ‏(‏لو‏)‏ فيه تفصيل على الوجوه التالية‏:‏
الوجه الأول‏:‏ أن يكون المراد بها مجرد الخبر فهذه لا بأس بها مثل أن يقول الإنسان لشخص لو زرتني لأكرمتك، أو لو علمت بك لجئت إليك‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ أن يقصد بها التمني فهذه على حسب ما تمناه إن تمنى بها خيرا فهو مأجور بنيته، وإن تمنى بها سوى ذلك فهو بحسبه، ولهذا قال النبي ، في الرجل الذي له مال ينفقه في سبيل الله وفي وجوه الخير ورجل آخر ليس عنده مال، قال لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏هما في الأجر سواء‏)‏ والثاني رجل ذو مال لكنه ينفقه في غير وجوه الخير فقال رجل آخر‏:‏ لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان فقال رسول الله ‏:‏ ‏(‏هما في الوزر سواء‏)‏ فهي إذا جاءت للتمني تكون بحسب ما تمناه العبد إن تمنى خيرا فهي خير، وإن تمنى سوى ذلك فله ما تمنى‏.‏
الوجه الثالث‏:‏ أن يراد بها التحسر على ما مضى فهذه منهي عنها، لأنها لا تفيد شيئا وإنما تفتح الأحزان والندم وفي هذه يقول الرسول ‏:‏ ‏(‏المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان‏)‏‏.‏ وحقيقة أنه لا فائدة منها في هذا المقام لأن الإنسان عمل ما هو مأمور به من السعي لما ينفعه ولكن القضاء والقدر كان بخلاف ما يريد فكلمة ‏(‏لو‏)‏ في هذا المقام إنما تفتح باب الندم والحزن، ولهذا نهي عنها رسول الله ، لأن الإسلام لا يريد من الإنسان أن يكون محزونًا ومهموما بل يريد منه أن يكون منشرح للصدر وأن يكون مسرورا طليق الوجه، وبه الله المؤمنين النقطة بقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏المجادلة‏:‏ 10‏]‏‏.‏ وكذلك في الأحلام المكروهة التي يراها النائم في منامه فإن الرسول أرشد المرء إلى أن يلتفت عن يساره ثلاث مرات، وأن يستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وأن ينقلب إلى الجنب الآخر، وإلا يحدث بها أحدًا لأجل أن ينساها ولا تطرأ على باله قال‏:‏ ‏(‏فإن ذلك لا يضره‏)‏‏.‏ والمهم أن الشرع يحب من المرء أن يكون دائما في السرور، ودائما في الفرح ليكون متقبلا لما يأتيه من أوامر الشرع، لأن الرجل إذا كان في ندم ووهم وفي غم وحزن لا شك انه يضيف ذرعا بما يلقي عليه من أمور الشرع وغيرها، ولهذا يقول الله - تعالى - لرسوله دائما‏:‏ ‏{‏وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 70‏]‏‏.‏ ‏{‏لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 3‏]‏‏.‏ وهذه النقطة بالذات تجد بعض الغيورين على دينهم إذا رأوا من الناس ما يكرهون تجدهم يأثر ذلك عليهم، حتى على عبادتهم الخاصة ولكن الذي ينبغي أن يتلقوا ذلك بحزم وقوة ونشاط فيقوموا بما أوجب الله عليهم من الدعوة إلى الله على بصيرة، ثم أنه لا يضرهم من خلافه‏.‏


84- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن العبارة ‏(‏لو لا الله وفلان‏)‏‏؟‏


فأجاب قائلا‏:‏ قرن غير الله بالله في الأمور القدرية بما يفيد الاشتراك وعدم الفرق أمر لا يجوز، ففي المشيئة مثلا لا يجوز، ففي المشيئة مثلا لا يجوز أن تقول ‏(‏ما شاء الله وشئت‏)‏ لأن هذا قرن لمشيئة المخلوق بحرف يقتضي التسوية وهو نوع من الشرك، لكن لابد أن تأتي بـ ‏(‏ثم‏)‏ فتقول ‏(‏ما شاء الله ثم شئت‏)‏ كذلك أيضا إضافة الشيء إلى سببه مقرونا بالله بحرف يقتضي التسوية ممنوع فلا تقول ‏(‏لو لا الله وفلان أنقذني لغرقت‏)‏ فهذا حرام ولا يجوز لأنك جعلت السبب المخلوق مساويا للخالق السبب، وهذا نوع من الشرك، ولكن لا يجوز أن تضيف الشيء إلى سببه بدون قرن مع الله فتقول ‏(‏لو لا فلان لغرقت‏)‏ إذا كان السبب صحيحا وواقعا ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام في أبي طالب حين أخبر أن عليه نعلين يقلي منهما دماغه قال‏:‏ ‏(‏ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏ فلم يقل لو لا الله ثم أنا مع أنه ما كان في هذه الحال من العذاب إلا بمشيئة الله، فإضافة الشيء إلى سببه المعلوم شرعا أو حسا جائز وإن لم يذكر معه الله - عز وعلا - وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعا أو حسا بحرف يقتضي التسوية ك ‏(‏ثم‏)‏ وإضافته إلى الله وإلى سببه المعلوم شرعا أو حسا بحرف يقتضي التسوية ك ‏(‏الواو‏)‏ حرام ونوع من الشرك، وإضافة الشيء إلى سبب موهوم غير معلوم حرام ولا يجوز وهو نوع من الشرك مثل العقد والتمائم وما أشبهها بإضافة الشيء إليها خطأ محض، ونوع من الشرك لأن إثبات سبب من الأسباب لم يجعله الله نوعا من الإشراك به، فكأنك أنت جعلت هذا الشيء سببا والله - تعالى - لم يجعله فلذلك صار نوعا من الشرك بهذا الاعتبار‏.‏






ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:03 PM   #24
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي


85- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قولهم ‏(‏المادة لا تفني ولا تزول ولم تخلق من عدم‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ القول بأن المادة لا تفني وأنها لم تخلق من عدم كفر ولا يمكن أن يقوله مؤمن، فكل شيء في السموات والأرض سوى الله فهو مخلوق من عدم كما قال - تعالى ـ ‏:‏ ‏{‏اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 16‏]‏‏.‏ وليس هناك شيء أذلي أبدي سوى الله‏.‏
وأما كونها لا تفني فإن عنى بذلك أن كل شيء لا يفني بذاته فهذا أيضا خطأ وليس بثواب ؛ لأن كل شيء موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من مخلوقات ما لا يفني بإرادة الله فهذا حق، فالجنة لا تفني وما فيها من نعيم لا يفني، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون‏.‏ لكن هذه الكلمة المطلقة ‏(‏ليس المادة لها أصل في الوجود وليس لها أصل في البقاء‏)‏ هذه على إطلاقها الكلمة إلحادية فتقول المادة مخلوقة من عدم، وكل شيء سوى الله فالأصل فيه العدم‏.‏
أما مسألة الفناء تقدم للتفصيل فيها‏.‏ والله الموفق‏.‏








86- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم قول ‏(‏شاءت قدرة الله‏)‏، وإذا كان الجواب بعدمه فلماذا‏؟‏ مع أن الصفة تتبع موصوفها، والصفة لا تنفعك عن ذات الله‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ لا يصح أن نقول ‏(‏شاءت قدرة الله‏)‏؛ لأن المشيئة إرادة والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة للشائي ولكننا نقول‏:‏ اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله كما نقول هذا خلق الله، وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز‏.‏
وأما قول السائل ‏(‏إن الصفة تتبع الموصوف‏)‏ فنقول‏:‏ نعم، وكونها تابعة للموصوف تدل على أنه لا يمكن أن نسند إليها شيء يستقل به الموصوف، فهي دارجة على لسان كثير من الناس، يقول شاءت قدرة الله كذا وكذا، شاء القدر كذا وكذا، وهذا لا يجوز ؛ لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر‏.‏








87- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن هذه العبارة‏:‏ ‏(‏ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ يقول النص‏:‏ ‏(‏ما صدقت على الله أن يكون كذا وكذا‏)‏، ويعنون ما توقعت وما ظننت أن يكون هكذا، وليس المعنى ما صدقت أن الله يفعل لعجزه عنه مثلا، فالمعنى أنه ما كان يقع في ذهنه هذا الأمر، هذا هو المراد بهذا التعبير، فالمعنى أذن صحيح لكن اللفظ فيها إيهام، وعلى هذا يكون تنجب هذا اللفظ أحسن لأنه موهم، ولكن التحريم صعب أن نقول حرام مع وضوح المعنى أنه لا يقصد به إلا ذلك‏.‏







88- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول الآنيان إذا شاهد جنازة‏:‏ ‏(‏من المتوفي‏)‏ بالياء‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ الأحسن أ ن يقال من المتوفى وإذا قال من المتوفي‏؟‏ فلها معنى في اللغة العربية، لأن هذا الرجل توفى حياته وأنهاها‏





ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:03 PM   #25
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

89- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏إن فلان له المثل الأعلى‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز على سبيل الإطلاق، إلا لله - سبحانه وتعالى - فهو الذي له المثل الأعلى، وإما إذا قال‏:‏ ‏(‏فلان كان المثل الأعلى في كذا وكذا‏)‏ وقيده فهذا لا بأس به‏.‏







90- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم قوله ‏(‏دفن في مثواه الأخير‏)‏‏؟‏



فأجاب قائلا‏:‏ قول القائل ‏(‏دفن في مثواه الأخير‏)‏ حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له، وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شيء، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر قد سمع أعرابي رجلا يقرأ قوله - تعالى‏:‏ ‏{‏أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُر حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ‏}‏ ‏[‏سورة التكاثر، الآية ‏(‏1‏)‏‏]‏ ‏.‏ وقال‏:‏ ‏(‏والله ما الزائر بمقيم‏)‏ لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح‏:‏
لهذا يجب تجنب هذه العبارة ولا يقال عن القبر أنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة وإما النار يوم القيامة‏.‏







91- وسئل عن قول‏:‏ ‏(‏مسيجيد، مصحيف‏)‏‏؟‏


فأجاب قائلا‏:‏ الأولى أن يقال المسجد والمصحف بلفظ التكبير لا التصغير، لأنه قد يوهم الاستهانة به‏.‏






92- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن إطلاق المسيحية على النصرانية‏؟‏ والمسيحي على النصراني‏؟‏


فأجاب بقوله‏:‏ لا شك أن انتساب النصارى إلى المسيح بعد بعثة النبي ، فإن إيمانهم بمحمد إيمان بالمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام،لأن الله - تعالى - قال‏:‏ ‏{‏وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ‏}‏ ‏[‏الصف‏:‏ 6‏]‏، لم يبشرهم المسيح عيسى ابن مريم بمحمد ، إلا من أجل أن يقبلوا ما جاء به لأن البشارة بما ينفع لغو من القول لا يمكن أن تأتي من أدنى الناس عقلا، فضلا عن أن تكون صدرت من عند أحد الرسل الكرام أولو العزم عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي بشر به عيسى ابن مريم بنى إسرائيل هو محمد ، وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ‏}‏ ‏[‏الصف‏:‏ 6‏]‏‏.‏ وهذا يدل على أن الرسول الذي بشر به قد جاء ولكنهم كفرو به وقالوا هذا سحر مبين، فإذا كفرو بمحمد ، وحين إذا لا يصح أن ينتسبوا إليه فيقولوا إنهم مسيحيون، إذ لو كانوا حقيقة لآمنوا بما بشر به المسيح ابن مريم لأن عيسى ابن مريم وغيره من الرسل قد أخذ الله عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد ، كما قال الله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 81‏]‏‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 81‏]‏‏.‏ والذي جاء مصدقًا لما معهم هو محمد ، لقوله - تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 48‏]‏‏.‏
وخلاصة القول أن نسبة النصارى إلى المسيح عيسى ابن مريم نسبة يكذبها الواقع، لأنهم كفروا ببشارة المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وهو محمد ، وكفرهم به كفر بعيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام‏.‏






93- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم قول ‏(‏فلان المغفور له‏)‏ و ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ ‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ بعض الناس ينكر قول القائل ‏(‏فلان المغفور له، وفلان المرحوم‏)‏ ويقولون‏:‏ إننا نعلم هل هذا الميت من المرحومين المغفور لهم أو ليس منهم‏؟‏ وهذا الإنكار في محله إذا كان الإنسان يخبر خبرا أن هذا الميت قد رحم أو غفر له،لأنه لا يجوز أن نخبر أن هذا الميت قد رحم،أو غفر له بدون علم قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 36‏]‏‏.‏ لكن الناس لا يريدون بذلك الأخبار قطعًا، فالإنسان الذي يقول المرحوم الوالد، المرحومة الوالدة ونحو ذلك لا يريدون بهذا الحزم أو الأخبار بأنهم مرحومون، وإنما يريدون بذلك الدعاء أن الله - تعالى - قد رحمهم والرجاء، وفرق بين الدعاء والخبر، ولهذا نحن نقول فلان رحمه الله، فلان غفر الله له، فلان عفا الله عنه، ولا فرق من حيث اللغة العربية بين قولنا ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ و ‏(‏فلان رحمه الله‏)‏ لأن جملة ‏(‏رحمه الله‏)‏ جملة خبرية، والمرحوم بمعنى الذي رحم فهي أيضا خبرية، فلا فرق بينهما أي بين مدلوليهما في اللغة العربية فمن منع ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ يجب أن يمنع ‏(‏فلان رحمه الله‏)‏‏.‏
على كل حال نقول لا إنكار في هذه الجملة أي في قولنا ‏(‏فلان المرحوم، وفلان المغفور له‏)‏ وما أشبه ذلك لأننا لسنا نخبر بذلك خبرا ونقول أن الله قد رحمه، وأن الله قد غفر له، ولكننا نسأل الله نرجوه فهو من باب الرجاء والدعاء وليس من باب الإخبار، وفرق بين هذا وهذا‏.‏



ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:04 PM   #26
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

94- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن هذه العبارة ‏(‏المكتوب على الجبين لابد تراه العين‏)‏‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ هذا وردت فيه آثار أنه يكتب على الجبين ما يكون على الإنسان، لكن الآثار هذه ليست إلى ذلك في الصحة، بحيث يعتقد الإنسان مدلولها فالأحاديث الصحيحة أن الإنسان يكتب عليه في بطن أمه أجله، وعمله، ورزقه، وشقي أم سعيد‏.‏






95- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول الإنسان إذا خاطب ملكا ‏(‏يا مولاي‏)‏‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ الولاية تنقسم إلى قسمين‏:‏
القسم الأول‏:‏ ولاية مطلقة وهذه لله عز وجل كالسيادة المطلقة، وولاية الله بالمعنى العام شاملة لكل أحد قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 62‏]‏‏.‏ فجعل له سبحانه الولاية على هؤلاء المفترين،وهذه ولاية عامة،وأما بالمعنى الخاص فهي خاصة بالمؤمنين المتقين قال الله - تعالى -‏:‏‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 11‏]‏‏.‏ قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 63‏]‏‏.‏ وهذه ولاية خاصة‏.‏
القسم الثاني‏:‏ ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله ولها في اللغة معاني كثيرة منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، قال الله - تعالى - ‏{‏وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 4‏]‏‏.‏ وقال، (‏من كنت مولاه فعلي مولاه‏)‏ وقال ‏:‏ ‏(‏إنما الولاء لمن أعتق‏)‏‏.‏
وعلى هذا فلا بأس أن يقول القائل للملك‏:‏ مولاي بمعنى سيدي ما لم يخشَ من ذلك محذور‏.‏








96- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ يحتج بعض الناس إذا نهي عن أمر مخالف للشريعة أو للآداب الإسلامية ‏(‏الناس يفعلون كذا‏)‏‏؟‏




فأجاب بقوله‏:‏ هذا ليس بحجة لقوله - تعالى-‏:‏ ‏{‏وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 116‏]‏‏.‏
ولقوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 103‏]‏‏.‏ والحجة فيما قاله الله ورسوله، أو كان عليه السلف الصالح‏.‏








97- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن قول الإنسان لضيفه‏:‏ ‏(‏وجه الله إلا أن تأكل‏)‏‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ لا يجوز لأحد أن يستشفع بالله - عز وجل - إلى أحد من الخلق، فإن الله أعظم وأجل من أن يستشفع إلى خلقه وذلك لأن مرتبة المشفوع إليه أعلى من مرتبة الشافع والمشفوع له، فكيف يصح أن يجعل الله - تعالى- شافعا عند أحد‏؟‏ ‏!‏‏.‏









98- سئل الشيخ ‏:‏ عن قولهم ‏(‏هذا نوء محمود‏)‏ ‏؟‏



فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز وهو يشبه قول القائل مطرنا بنوء كذا وكذا الذي قال فيه النبي ـ ـ يرويه عن الله - عز وجل -‏:‏ ‏(‏من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب‏)‏ ‏.‏
والأنواء ما هي إلا أوقات لا تحمد ولا تزم، وما يكون فيها من النعم والرخاء فهو من الله - تعالى - وهو الذي له الحمد أولا وآخرًا وله الحمد على كل حال ‏.‏








99- وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ - حفظه الله -‏:‏ عن قول ‏(‏لا حولة الله‏)‏‏؟‏




فأجاب قائلا‏:‏ قول ‏(‏لا حولة الله‏)‏، ما سمعت أحدا يقولها وكأنهم يريدون ‏(‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏)‏، فيكون الخطأ فيها في التعبير، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها، فيقال‏:‏ ‏(‏لا حول ولا قوة إلا بالله‏)‏‏.‏
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 01-16-2011, 03:05 PM   #27
ابوصهيب
مشرف قسم الاعجاز العلمى فى القرأن
 
الصورة الرمزية ابوصهيب
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 764
معدل تقييم المستوى: 14
ابوصهيب is on a distinguished road
افتراضي

100- سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ ما رأيكم في هذه العبارة ‏(‏لا سمح الله‏)‏‏؟‏
فأجاب قائلا‏:‏ أكره أن يقول القائل ‏(‏لا سمح الله‏)‏ لأن قوله ‏(‏لا سمح الله‏)‏ ربما توهم أن أحدا يجبر الله على شيء فيقول ‏(‏لا سمح الله ‏)‏ والله - عز وجل - كما قال الرسول ‏:‏ ‏(‏لا مكره له‏)‏‏.‏ قال الرسول ‏:‏
‏(‏لا يقول أحدكم اللهم أغفر إن شيءت، اللهم ارحمني إن شيءت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له، ولا يتعاظمه شيء أعطاه‏)‏ والأولى أن يقول‏:‏ ‏(‏لا قدر الله‏)‏ بدلا من قوله‏:‏ ‏(‏لا سمح الله‏)‏ لأنه ابعد عن توهم ما لا يجوز في حق الله ـ تعالى ـ ‏.‏





101- سئل فضيلة الشيخ غفر الله له‏:‏ ما حكم قول ‏(‏لا قدر الله‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ ‏(‏لا قدر الله‏)‏ معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز، وقول ‏(‏لا قدر الله‏)‏ ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك، إذ أن الحكم لله يقدر ما يشاء، لكنه نفى بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك، فكأنه حين يقول ‏(‏لا قدر الله‏)‏ أي أسأل الله أن لا يقدره، واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثير في اللغة العربية وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة‏.‏








102- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول بعض الناس إذا مات شخص ‏{‏يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية‏}‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ هذا لا يجوز أن يطلق على شخص بعينه، لأن هذه شهادة بأنه من هذا الصنف‏.‏






103- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما رأيكم في قول بعض الناس ‏(‏يا هادي، يا دليل‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ ‏(‏يا هادي، يا دليل‏)‏ لا أعلمهما من أسماء الله، فإن قصد به الإنسان الصفة فلا بأس كما يقول اللهم يا مجري السحاب، يا منزل الكتاب وما أشبه ذلك، فإن الله يهدي من يشاء و‏(‏الدليل‏)‏ هنا بمعنى الهادي‏.‏






104- وسئل غفر الله له‏:‏ عن قول بعض الناس ‏(‏يعلم الله كذا وكذا‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏يعلم الله‏)‏ هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة، فإن قلت ‏(‏يعلم أني ما فعلت هذا‏)‏ وأنت فاعله بمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر، ‏(‏يعلم الله أني ما زرت فلانا‏)‏ وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أنا من نفا ع الله العلم فقد كفر، ولهذا قال الشافعي - رحمه الله في القدرية قال‏:‏ ‏(‏جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا‏)‏ ا‏.‏ هـ‏.‏ والحاصل أن قول القائل ‏(‏يعلم الله‏)‏ إذا قالها والأمر على خلاف مع قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك‏.‏ أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك، لانه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم كما قال الرسل في سورة يس‏:‏ ‏{‏قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 16‏]‏‏.‏






105- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول‏:‏ ‏(‏على هواك‏)‏ وقول بعض الناس في مثل مشهور‏:‏ ‏(‏العين ما ترى والنفس ما تشتهي‏)‏‏؟‏
فأجاب بقوله‏:‏ هذه الألفاظ ليس فيها بأس إلا أنها تقيد بما يكون غير مخالف للشرع، فليس الإنسان على هواه في كل شيء تراه، المهم أن هذه العبارة حيث هي لا بأس بها لكنها مقيدة بها بما لا يخالف الشرع‏.‏




تم بحمد لله - تعالى - وشكره وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‏.
ابوصهيب غير متواجد حالياً  
قديم 02-08-2011, 10:08 AM   #28
ISLAM
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: مــــصــر
المشاركات: 1,109
معدل تقييم المستوى: 10
ISLAM is on a distinguished road
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ISLAM
افتراضي

بارك الله فيك على الطرح الطيب

وجعله الله فى ميزان حسناتكم

وادخلك جنته مع عباده الصالحين

ووفقنا واياكم الى ما يحبه ويرضاه
__________________
لا حول ولا قوة الا بالله
ISLAM غير متواجد حالياً  
قديم 09-24-2015, 05:11 PM   #29
ابو نضال
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 2,255
معدل تقييم المستوى: 11
ابو نضال is on a distinguished road
افتراضي رد: المناهي اللفظية ** للشيخ محمد الصالح بن العثيمين**



بسم الله الرحمن الرحيم


بارك الله بك على هذا الطرح القيم
كان موضوعك رائعا بمضمونه

لك مني احلى واجمل باقة ورد




وجزاك الله خيرا وغفر لك ولوالديك وللمسلمين جميعا



لا اله الا الله محمد رسول الله


ابو نضال غير متواجد حالياً  
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقران الكريم كاملا برابط واحد صاروخي للشيخ مفتاح يونس السلطني رواية ابن ذكوان عن ابن عامر الشامي حصريا على شبكة الكعبة الحج 111 مكتبة المصاحف الكامله بصيغه mp3 برابط واحد خاص بشبكة الكعبة الاسلامية 2 05-07-2012 05:04 PM
القران الكريم كاملا برابط واحد صاروخي للشيخ مفتاح يونس السلطني رواية هشام عن ابن عامر الشامي حصريا على شبكة الكعبة الحج 111 مكتبة المصاحف الكامله بصيغه mp3 برابط واحد خاص بشبكة الكعبة الاسلامية 2 05-07-2012 11:35 AM
المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ إبن عثيمين رحمه الله الجوهرة المصونة قسم فتاوى العلماء 11 06-13-2011 07:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018