تسجيل الدخول


العودة   منتديات الكعبة الإسلامية > القسم الشرعى > منتدى الفقه وأصوله

منتدى الفقه وأصوله الفقه و أصوله - الدراسات الفقهية - أحكام فقهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2015, 01:06 PM   #1
ام مصطفى ومحمد
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2015
المشاركات: 40
معدل تقييم المستوى: 0
ام مصطفى ومحمد is on a distinguished road
افتراضي الطفل الشرعى يعتبر

هل الطفل غير الشرعي ، يُعتبر هبة من الله ؟

السؤال :
هل يُعتبر الطفل غير الشرعي هبة من الله ؟

الجواب :
الحمد لله
ولد الزنا : قد يكون ابتلاء من الله تعالى لهذه المرأة ؛ لأنها ستتحمل همه وفضيحته ، ولأن الولد من الزنا قد يكون مظنة الفساد .
فجانب البلاء والمحنة بولد الزنا ، أظهر من جانب النعمة والهبة فيه ، كما هو معلوم ، ومشاهد من أحوال الناس .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" وإنما يذم ولد الزنا لأنه مظنة أن يعمل عملا خبيثا ، كما يقع كثيرا ، كما تحمد الأنساب الفاضلة لأنها مظنة عمل الخير ؛ فأما إذا ظهر العمل فالجزاء عليه ، وأكرم الخلق عند الله أتقاهم " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 4 / 312 ) .

ومن رحمة الله تعالى ولطفه بعباده أنه جعل باب التوبة مفتوحا لكل صاحب جريمة مهما عظمت جريمته .
فالابتلاء الحاصل للمرأة الزانية بحملها من الزنا ، بإمكانها بإذن الله تعالى وتوفيقه ، إذا تابت واجتهدت في الطاعات وتربية هذا الولد على الفضائل : أن ينقلب ذلك إلى نعم لها في الدنيا والآخرة .
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) الفرقان / 68 – 70.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
" في معنى قوله : ( يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) قولان :
أحدهما: أنهم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات ، قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ) قال : هم المؤمنون ، كانوا من قبل إيمانهم على السيئات ، فرغب الله بهم عن ذلك ، فحولهم إلى الحسنات ، فأبدلهم مكان السيئات الحسنات...
وقال عطاء بن أبي رباح : هذا في الدنيا ، يكون الرجل على هيئة قبيحة ، ثم يبدله الله بها خيرا...
وقال الحسن البصري: أبدلهم الله بالعمل السيئ ، العمل الصالح ، وأبدلهم بالشرك إخلاصا ، وأبدلهم بالفجور إحصانا وبالكفر إسلاما...
والقول الثاني: أن تلك السيئات الماضية : تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات ، وما ذاك إلا أنه كلما تذكر ما مضى : ندم واسترجع واستغفر ، فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار .
فيوم القيامة ، وإن وجده مكتوبا عليه ؛ لكنه لا يضره ، وينقلب حسنة في صحيفته ، كما ثبتت السنة بذلك ، وصحت به الآثار المروية عن السلف رحمهم الله تعالى ...
عن أبي ذر ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار، وآخر أهل الجنة دخولا إلى الجنة : يؤتى برجل فيقول : نَحّوا كبار ذنوبه ، وسلوه عن صغارها ، قال : فيقال له : عملت يوم كذا وكذا كذا ، وعملت يوم كذا وكذا كذا ؟ فيقول : نعم - لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا –
فيقال : فإن لك بكل سيئة حسنة . فيقول : يا رب ، عملت أشياء لا أراها هاهنا " . قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ) " .
انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 6 / 127 – 128 ) .

والحاصل :
أن مثل هذه المرأة ، إذا ابتليت بهذا الذنب ، وكان من أمرها ما كان ، ثم إنها تابت إلى الله الرحمن الرحيم ، توبة نصوحا ، ولازمت الأعمال الصالحة : فإنها تكون من أهل هذه الآية الكريمة ، بإذن الله الرحمن الرحيم .
فلتجتهد هي في تربية ولدها على طاعة الله تعالى ، ولتنشئه على تقوى الله تعالى ومرضاته ، وساعتها يكون كل عمل صالح يقوم به هذا الولد في ميزان حسناتها ، إن شاء الله ، ويصبح هذا الولد نعمة لها ، وتصير المحنة ، منحة بكرم أرحم الراحمين .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى ، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم ( 2674 ) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه ، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه ، سواء كان ذلك الهدى والضلالة : هو الذي ابتدأه ، أم كان مسبوقا إليه ، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك " انتهى من " شرح صحيح مسلم " ( 16 / 227 ) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم ( 1631 ) .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب
ام مصطفى ومحمد غير متواجد حالياً  
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم الاستهزاء بمن ترتدي اللباس الشرعي ونصيحة للمسلمات للالتزام باللباس الشرعي عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 1 02-02-2014 09:14 AM
هل إعطاء الصدقات للمتسولين يعتبر زكاة؟ عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 0 11-22-2013 04:05 AM
عرض مشاكل الزوج على بعض الأخوات لأخذ النصيحة؛ هل يعتبر غيبة؟ عبد الحكيم.. قسم فتاوى العلماء 1 06-12-2013 06:56 AM
أسئلة فى تربية الطفل ( كيف أتعامل مع الطفل الشقى؟) بنت النيل ملتقى الأخوات 4 01-17-2011 02:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة للمسلمين بشرط الإشارة لشبكة الكعبة الإسلامية
جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة الكعبة الإسلامية © 2018